ثلاث قنوات تلفزيونية وأغان لتوحيد الشعب الأفغاني

TT

تكتسح متاجرَ بيع الشرائط الصوتية الغنائية وجوهٌ جديدة لمطربين شباب يتحدثون عن العشق والهوى والبعد وطول الغياب عن الحبيب، وكلمات على ايقاع الموسيقى الافغانية السريعة التي تعبر عن لغة العصر، وكان الممكن ان تقود صاحبها او عازفها الى ساحة اقامة الحدود ايام طالبان بالاستاد الرئيسي بوسط كابل، ولكن الزمن اختلف بعد سقوط الحركة الاصولية نوفمبر (تشرين الاول) 2001. ومن اشهر المطربين الافغان فرهات بريا، الذي كان يقيم في كندا قيل سقوط طالبان، ولكن شرائطه كانت تهرب الى داخل كابل، رغم منع طالبان الموسيقى الغنائية. وفرهات بريا اعتمد خطة غنائية لتوحيد بلاه ضمن التجانس العرقي، باطلاق اغنيات تتحدث عن الوطنية، وهي عبارة عن سلسلة من الاغنيات بالبشتو والداري، وعن امجاد العرقيات التي شارك افرادها في طرد الروس من البلاد. وكانت هناك خطة موضوعة مولت الامم المتحدة عبرها اغاني فرهات بريا قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في افغانستان، وفيها يدعو ـ من خلال الانغام الاصيلة ـ ابناء الشعب الافغاني الى المشاركة ف اول انتخابات رئاسية تمر بالبلاد. ويعرض التلفزيون الافغاني برامجه من خلال ثلاث قنوات هي «art» وتعني الراديو التلفزيون الأفغاني (حكومية)، والثانية اسمها الثانية «تلفزيون طلوع» لصاحبها آغا خان، والثالثة «طلوع» تمتاز بجرأتها في الأطروحات السياسية ومحاسبة الوزراء وأفراد الدولة على الكسب المشروع وغيره. وكان التلفزيون الافغاني قد توقف عن عرض صور تظهر فيها وجوه النساء خلال الحرب الاهلية التي خاضها المجاهدون (1992 ـ 1996) ثم منع التلفزيون نهائيا في عهد حركة طالبان (1996 ـ 2001) ليعود الى العمل مع وصول حكومة الرئيس حامد كرزاي الى السلطة بداية 2002 . ومنذ عودة التلفزيون ظهرت بعض النساء لتقديم نشرات الاخبار لكن ظهورهن كان محدودا، وعرض التلفزيون ايضا اغاني مع فيديو كليب تظهر فيه وجوه نسائية كما عرضت اغان دينية او ما يشبه التواشيح. ولا تزال المرأة الافغانية رغم زوال حكم طالبان تضع الحجاب والبرقع خصوصا في الارياف مع بعض الاستثناءات في العاصمة حيث تكتفي المرأة احيانا بحجاب بسيط. وكان المجلس القبلي الكبير (اللويا جيرغا) قد اعتمد في الرابع من يناير الحالي دستورا يقر رسميا بالمساواة بين الرجال والنساء.

ومن المطربين الافغان الذين يعلقون بالذاكرة داوود سرخوش وهو من طائفة الهزارة، والحسناء نغمة التي تعرف بأغانيها الرومانسية مثل (لاليه هوا باز) أي «حبيبي الطيار» وفيها تعلن عن انتظارها لخطيبها الطيار الذي يتنقل من بلد الى آخر، وهي تدعو الله ان تحط طائرته اخيرا في مطار كابل حتى يجتمع شمل الحبيبين. ويبث التلفزيون الافغاني اغاني مصورة لمطربات منهن سلمى التي كانت نجمة الاغنية في السبعينات والثمانينات، وتغني سلمى بعد ان تغطي رأسها بوشاح. وهي المرة الاولى منذ سقوط النظام الشيوعي عام 1992 يعرض التلفزيون مثل هذه المشاهد.