أزمة «السحابة السوداء» تشتعل من جديد بين نواب البرلمان المصري والحكومة

TT

اشتعلت من جديد أزمة بين عدد من نواب البرلمان المصري والحكومة، حول ظاهرة بيئية تتمثل في ظهور «سحابة سوداء» في سماء القاهرة نتيجة لأنشطة آدمية. واتهم النواب الحكومة بالتقاعس والفشل في القضاء على هذه الظاهرة البيئية التي تتواصل للعام السادس على التوالي، واكتفائها بتبادل الاتهامات حول المسؤول عن هذه الظاهرة. ووجه الدكتور زكريا عزمي نائب البرلمان رئيس ديوان رئيس الجمهورية انتقادات حادة للحكومة لفشلها في مواجهة هذه الظاهرة، وقال في جلسة امس: هذه هي السنة السادسة التي تنزل فيها السحابة السوداء على «نفوخ» الشعب المصري الذي له الحق في استنشاق الهواء النقي بدون جدوى. مطالبا الحكومة بتقديم توقيت زمني محدد يتم فيه القضاء على تلك الظاهرة لما تسببه من قلق للمواطنين.

ورفض الدكتور عزمي اتهام «الفلاح الغلبان» بمسؤوليته عن السحابة السوداء، وقال ان «كل دول العالم تستفيد من نبات الأرز (بعد حصده)، الا مصر فانه يحرق «مما يتسبب في كوارث بيئية». واضاف «لم نعد نعرف كنواب ماذا نقول للمواطنين».

ولم يقتنع نواب البرلمان بالبيان التقليدي الذي ألقاه المهندس ماجد جورج وزير البيئة وعزا فيه سبب السحابة الى «المقالب» العشوائية والعمومية المنتشرة حول القاهرة.

، وكذلك التمدين الذي طرأ على أهل الريف حيث يلجأ المزارعون الى الحرق المكشوف للتخلص من أكثر من ثلاثة ملايين طن من نبات الأرز سنويا. وهو ما يساعد على انبعاث الجسيمات الناتجة من الحرق وزيادتها في جو القاهرة في موسم السحابة.

كما حمل وزير البيئة الأنشطة الآدمية مسؤولية تلوث هواء القاهرة الكبرى. مؤكدا أن الأنشطة الصناعية تسهم بنسبة 32% وعوادم المركبات 26% وحرق المخلفات البلدية 36% وحرق نبات الأرز 6% لترتفع إلى 42% في موسم حدوث السحابة. إضافة الى عوادم السيارات والمحركات. وطالب النواب بضرورة العمل على تطوير تقنية تدوير المخلفات وليس التخلص منها وإيجاد فرص عمل للشباب في مشروعات متكاملة.

وأشار الوزير الى انه سيتم التوسع في إعادة تدوير المخلفات البلدية التي تعتبر القمامة أهمها باستخدامها في صناعات مختلفة مثل الورق والبلاستيك والقماش وغيرها مشددا على إنشاء مدافن صحية مناسبة وتوفير ما لا يقل عن 250 مكبسا لنبات الأرز.