المتحدث باسم الخارجية الروسية لـ«الشرق الاوسط» : المحادثات مع الأسد سوف تشمل التسوية السلمية والديون والتنسيق لمواجهة الإرهاب

TT

أثارت الحملة الاسرائيلية الاميركية المضادة للتعاون بين روسيا وسورية الكثير من التعليقات المتباينة بقدر تباين مواقع مصادرها تجاه تطور التعاون العسكري بين البلدين.

وكانت إسرائيل قد تعمدت تسريب معلومات تقول ان روسيا تعتزم خلال الزيارة المرتقبة للرئيس السوري بشار الاسد لموسكو في الرابع والعشرين من يناير (كانون ثاني) الحالي ابرام اتفاق يقضي بامداد سورية بعدد من احدث المنظومات الصاروخية من طراز «اسكندر ـ A»، فيما هدد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الاميركية بتوقيع عقوبات ضد موسكو في حال اتمام هذه الصفقة. ولذا كان من الطبيعي ان تسارع الخارجية الروسية إلى دحض ما نشرته الصحف والمصادر الاسرائيلية حول تدهور العلاقات بين روسيا واسرائيل بسبب ما يقال عن تعاون موسكو العسكري مع سورية. المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، السفير الكسندر ياكوفينكو، جزم بعدم صحة مثل هذه المعلومات، مشيرا إلى ان روسيا تتقيد بالاصول وتلتزم بالتعهدات الدولية الرامية إلى الحيلولة دون تراكم الاسلحة إلى حد يزعزع الاستقرار. وأكد حرص بلاده على عدم حصول الارهابيين على أسلحة حساسة: «ما دام الحديث يدور حول منطقة الشرق الاوسط فاننا نراعي في سياساتنا التصديرية بشكل خاص الحيلولة دون وقوع الانواع الحساسة من الاسلحة في ايدي الارهابيين الدوليين وهو ما تعلمه القيادة الاسرائيلية». وفي تصريحاته لـ«الشرق الاوسط» قال السفير ياكوفينكو: «ان المباحثات المرتقبة للرئيس الاسد في موسكو تتناول مجمل تطورات الموقف في منطقة الشرق الاوسط والسبل الرامية إلى تحقيق السلام العادل الشامل». واشار إلى «ان الجانبين سيتبادلان الآراء حول آفاق التسوية الشرق أوسطية واستئناف المباحثات بين اسرائيل وسورية وبقية الاطراف المعنية استنادا إلى قرارات مجلس الأمن ومبادئ مدريد وكذلك مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت، إلى جانب القضية العراقية من وجهة نظر تنشيط الجهود الدولية الرامية إلى اعادة السلام والاستقرار وتحقيق المصالحة الوطنية في العراق والحفاظ على سيادته ووحدة اراضيه». وقال ياكوفينكو ان المباحثات ستتطرق وبطبيعة الحال إلى مناقشة سبل التنسيق في مجالات مكافحة الارهاب الدولي والتحديات والاخطار الاخرى والحيلولة دون انتشار اسلحة الدمار الشامل وتنسيق الجهود الرامية إلى تحويل الشرق الاوسط إلى منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل. وكشف المتحدث الرسمي باسم الخارجية عن اتفاق الطرفين حول توقيع عدد من الاتفاقيات الحكومية التي تستهدف تجاوز حالة الركود التي وقعت فيها العلاقات الثنائية خلال التسعينيات، والتي عزاها إلى اسباب موضوعية ما جعل حجم التبادل التجاري يقف عند حدود 210 ملايين دولار ما لا يتفق بطبيعة الحال مع قدرات الجانبين. ومن المتوقع ان تشمل الاتفاقات المرتقبة التعاون في مجالات الطاقة والري واستخراج ونقل النفط والغاز والسكك الحديدية وانتاج السماد وصناعات التعدين.

وكان ياكوفينكو قد أشار كذلك إلى بعض من مشاهد التعاون بين البلدين ومنها ما يتعلق بتنفيذ العديد من منشآت الطاقة والسدود المائية وتلقي ما يزيد عن خمسة وثلاثين ألفا من الطلبة والكوادر العلمية وتعليمهم في المعاهد والمؤسسات التعليمية السوفياتية والروسية. ومن جانبها نقلت وكالة انباء «ريا نوفوستي» عن مصادر سورية في دمشق ما قالته حول سعي الجانبين إلى مضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتشجيع الاستثمارات الروسية في الاقتصاد السوري ولا سيما في مجالات النفط والغاز والطاقة الكهربائية. واشارت إلى ان المباحثات السورية الروسية ستتطرق إلى بحث المسائل المتعلقة بتسوية قضية الديون المستحقة على سورية والتي تبلغ حسبما قالت ما يقرب من 13 مليار دولار. وعن قضية التعاون العسكري اشار الجنرال ليونيد ايفاشوف المسؤول السابق في وزارة الدفاع الروسية إلى ان الصواريخ موضع الضجة والخلاف في الاوساط الاميركية والاسرائيلية هي صواريخ «ايجلا» الجوالة التي ثمة من اشار إلى توقيع اتفاق بشأن بيعها إلى سورية. وقال ان هذه الصواريخ لا تخضع لنظام الحظر او الرقابة. وكانت موسكو قد سبق وكشفت في لقاءات قمة رؤساء بلدان الكومنولث عن قلقها بشأن وصول هذه الصواريخ إلى المقاتلين الشيشان ما يعني عمليا انه من الممكن بيعها عبر اطراف ثالثة ثمة من قال انها قد تكون اوكرانيا او بيلاروس او غيرهما من بلدان الكومنولث.