مفتي لبنان يدعو لارتفاع «الصوت المعتدل» ويحذر من وصول الاحتقان إلى حد الانقسام

TT

تواصلت في لبنان امس المواقف الرافضة للانحدار بالسجال السياسي الى مهاوي الطائفية. ودعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الى ارتفاع «الصوت المعتدل» محذراً من «ان الاحتقان سيؤدي الى الانقسام اذا لم يتدارك رجالات هذا الوطن الامور».

وقد زار الشيخ قباني تباعاً امس رئيس الحكومة عمر كرامي، ثم الرئيس السابق للحكومة سليم الحص. وقال عقب لقائه الرئيس كرامي: «تركز الحديث على القضايا الوطنية وضرورة التمسك بالعيش المشترك الاسلامي ـ المسيحي وتعزيز الوحدة الوطنية في هذه الظروف الدقيقة التي تمر فيها البلاد والمنطقة وضرورة الابتعاد عن الرهانات الخارجية التي لم تجلب للبنانيين الا الانقسام والضياع».

وعن لقائه والرئيس الحص، افاد قباني انه «لقاء تشاوري. وقد تابعت ما تحدث به الرئيس الدكتور سليم الحص بالامس (الدعوة الى قيام «قوة ثالثة» في لبنان). وتعقيباً على ذلك اقول انه كان لا بد، وسط هذا الاحتقان المخيف في لبنان، من صوت معتدل يدعو الى ازالة هذا الاحتقان عن طريق الحوار وخصوصاً القطاعات الاجتماعية والوطنية التي ينبغي ان يكون لها دور يؤلف بين اللبنانيين جميعاً، لأن هذا الاحتقان سوف يؤدي في النتيجة الى الانقسام اذا لم يتدارك رجالات هذا الوطن الامور كلها بما يتفق عليه اللبنانيون ويوصل في النتيجة الى سلامة لبنان ومعافاته ليأخذ دوره في النهوض من جديد».

وفي طرابلس (شمال لبنان) اصدر اعضاء «التكتل النيابي الطرابلسي»، النواب محمد الصفدي ومحمد كبارة وموريس فاضل، بياناً جاء فيه: «مع ازدياد احتمال اجراء الانتخابات على اساس القضاء، ارتفعت حدة الخطاب الطائفي في البلاد. واطل بعض رموز الطائفية بعبارات تناقض صيغة العيش المشترك وتقسّم اللبنانيين. فإذا بالنائب ناصر قنديل يقول من النبطية ان صوت المسيحي سيساوي صوتين مسلمين في حال اعتماد القضاء، ليرد النائب بيار الجميل من الكورة بلغة استفزازية قائلاً: «اذا كانت لديهم الاكثرية فنحن لدينا النوعية». اننا في التكتل الطرابلسي نرفض هذا الخطاب جملة وتفصيلاً لانه يشكل اهانة للشعب اللبناني ويعود بنا الى فترة الحرب الاهلية التي انهاها اللبنانيون في اتفاق الطائف حين ارتضوا المناصفة في التمثيل والديمقراطية التوافقية كصيغة للحكم».

وفي طرابلس ايضاً عقد مسؤول «تيار المستقبل» الوزير السابق سمير الجسر مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع النائب احمد فتفت. واذاعا بياناً ادانا فيه ما قاله النائب الجميل عن مفاخرته بالنوعية مقابل العددية. وقالا: «ان كلام النائب الجميل لا يتوافق ابداً ومفهوم الوفاق الوطني. بل على العكس يحمل مضموناً عنصرياً وطائفياً مرفوضاً كان في اصل الحرب اللبنانية وان جاء بشكل ارتجالي وفي معرض الرد على استفزازات مرفوضة ايضاً لطارحي نمط الاكثرية والاقلية في لبنان. كما يحمل تعرضاً غير مقبول للمقاومة ومقارنة لأعمالها البطولية بما جرى على الساحة اللبنانية من تقاتل طوال ايام الحرب البغيضة».

من جهة اخرى، عقد خلدون الشريف، امين عام حزب «التحرر العربي» الذي يرأسه الرئيس كرامي، مؤتمراً صحافياً رد فيه على مواقف خصوم الاخير، وخص منهم الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل ونجله النائب بيار الجميل. واعتبر ان كلام النائب الجميل عن النوعية مقابل العددية يدل على «وجود نهج تمييزي وتفتيتي همه استثارة الغرائز والفتن عبر استحضار ارعن لكل الايديولوجيا المرضية التي تحكمت طويلاً بالبعض ومنعت على الدوام قيام الوطن والدولة والمؤسسات».

ورداً على الحملات التي استهدفت كلامه عن «النوعية» أكد النائب الجميل «التمسك بالمبادئ الوطنية وبجوهر لبنان وديمومته والعيش الواحد بين جميع ابنائه». وقال: «لن ننجر في مطلق الاحوال الى محاولات البعض خلق سجالات جانبية تحول الانظار عن سعينا مع كل قوى المعارضة الى تحقيق الاهداف الوطنية التي تؤمن الخلاص لوطننا من المحنة التي يمر بها».