الحزب الشعبي الإسباني المعارض يطلب توضيحات حول تصريحات العاهل المغربي عن أثنار

بعد أن أيد زيارة خوان كارلوس للمغرب

TT

اعترض مسؤولون في الحزب الشعبي الاسبانى المعارض على بعض ما ورد في حديث العاهل المغربي الى صحيفة «الباييس» الاسبانية، واعتبروا ما قاله بصدد استيلاء الجيش الاسباني على جزيرة ليلى المحاذية للتراب المغربي، في صيف 2002، مساسا بالحكومة السابقة التي كانت تمثل من وجهة نظرهم مجموع الاسبان. وطلب انخيل اثيبيس، امين عام الحزب الشعبي المعارض ووزير الداخلية السابق، من الحكومة الاشتراكية تقديم توضيحات بخصوص تصريحات العاهل المغربي الى صحيفة «الباييس» المقربة من الحزب الاشتراكي، وامهل الحكومة اربعة ايام، هي مدة مقام عاهل اسبانيا في المغرب، واذا لم يتوصل الحزب خلالها بجواب فانه سيثير السؤال مجددا، غير ان أثيبيس، ايد زيارة الملك خوان كارلوس الى المغرب، معتبرا انها ستعزز العلاقات الثنائية بين البلدين كما ستنعكس ايجابيا على الاستقرار المنشود بين دول منطقة حوض البحر الابيض المتوسط، مضيفا ان ما يقلق الحزب المعارض هو ان تغير حكومة بلاده سياستها بصدد القضايا المهمة مثل نزاع الصحراء من دون تشاور مسبق مع المعارضة حتى تبدو اسبانيا في الخارج، متفقة فيما بينها موحدة الرؤية.

الى ذلك، علقت ترينيداد خيمينيث، مسؤولة العلاقات الخارجية في الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم والمقربة من رئيس الحكومة خوسي لويس ثاباتيرو، على مواقف حزب المعارضة، واوضحت ان الملك محمد السادس، لم يشن اي هجوم على الحكومة السابقة التي رأسها خوسي ماريا اثنار، وأضافت «في جميع الاحوال، فان ملك المغرب، اثار واقعة حقيقية، وعبر بصددها عن وجهة نظره، حينما اشار الى وجود صعوبات جمة في علاقات البلدين، في ذلك الحين»، مستغربة ان يقوم الحزب الشعبي بفتح جبهة ضد الحكومة لان ملك المغرب انتقد رئيس الحكومة السابق، مع ان «نقده» كان سليما. وفيما بالغ الحزب الشعبي في تأويل تصريحات الملك محمد السادس، وهول من امرها، اعتبرتها خيمينيث، امرا عاديا وطبيعيا، ملاحظة ان ما قاله ملك المغرب، بخصوص تعامل الحكومة السابقة مع بلاده خلال ازمة جزيرة ليلى (ابريخيل)، يجب ان لا يفصل عن سياقه العام. ويرى ملاحظون ان الحزب الشعبي نقل خلافه المستعر مع غريمه الحزب الاشتراكي الى خارج الساحة الاسبانية، ويجب النظر اليه كتعبير عن المنافسة القائمة بينهما، خاصة ان رئيس الوزراء السابق لم يستطع لا بالترغيب ولا بالترهيب تحقيق مثل هذه الاجواء التي تمر بها حاليا علاقات البلدين، وربما ضاعف من غيرة الحزب الشعبي ان ملك اسبانيا، اجل زيارته الى المغرب الى حين عودة الصفاء الى العلاقات مع الجار الجنوبي، وربما كان التأجيل عتابا صامتا ومهذبا منه لحكومة عرقلت مسارا متناميا دشنه الحزب الاشتراكي العمالي منذ وصوله الى السلطة أواخر الثمانينات، وتوج في بداية التسعينات بابرام معاهدة الصداقة والتعاون، بين الرباط ومدريد، وهو الحدث الذي اشرف عليه في العاصمة المغربية الملك خوان كارلوس وصديقه الراحل الملك الحسن الثاني، الى جانب الزعيم الاشتراكي الاسبق فيليب غونسالس، بصفته رئيس وزراء بلاده. واذا كانت وسائل الاعلام الاسبانية المعبرة عن الرأي العام، قد تعاملت ايجابيا مع زيارة العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس الى المغرب، وغطتها بالحجم الذي يستحقه حدث ذو اهمية قصوى له تاثيره على مستقبل العلاقات بين بلدين جارين، فإن الحزب الشعبي المعارض لم يرقه نجاح الزيارة وحرارة الاستقبال الذي خص به عاهل اسبانيا وقرينته الملكة صوفيا، ليس نكاية في الحزب الشعبي المعارض الذي تردت العلاقات في عهد حكومته بين الرباط ومدريد، وإنما مراهنة من المغرب على المستقبل، وتجاوزا لسلبيات الماضي، فضلا عن ان حميمية الاستقبال تعكس عمق الروابط العاطفية والانسانية القائمة بين العائلتين الملكيتين في اسبانيا والمغرب.