روسيا: الأزمة الاجتماعية تتفاعل سياسياً والشيوعيون يحاولون حجب الثقة عن الحكومة

TT

تفاعلت أمس الأزمة الجارية في روسيا عقب المظاهرات التي شملت عدداً كبيراً من المدن في أنحاء البلاد والتي تنتقد السياسات الاجتماعية التي ينهجها الرئيس فلاديمير بوتين. وفيما واصل الكرملين دراسة سبل نزع فتيل التوتر الحاصل بسبب وقف الامتيازات والضمانات الاجتماعية للمتقاعدين وأصحاب الرواتب، بدأ ممثلو الحزب الشيوعي في مجلس الدوما جمع التواقيع اللازمة لحجب الثقة عن الحكومة. وكان اعضاء كتلتي «الوطن» و«الحزب الليبرالي الديمقراطي» قد أعلنوا تأييدهم مطلب اقالة الحكومة وتحميلها مسؤولية الأزمة الاجتماعية مما يجعل البعض يعتقد باحتمالات انضمامهم إلى حملة الشيوعيين لإقالة الحكومة. غير ان توازن القوى الحالي في المجلس والاعتبارات الذاتية لأعضاء هذين الحزبين ربما لن تؤدي الى حصول الشيوعيين على النصاب القانوني اللازم لحجب الثقة في الوقت الذي يظل فيه حزب «الوحدة» الموالي للكرملين يملك الغالبية التي تحول دون اتخاذ أي قرار في غير الاتجاه الذي يريده. وكانت الانتقادات التي وجهها بوتين لأداء الحكومة قد اتسمت بطابع وصفته صحيفة «كوميرسانت» بأنه يكشف تعاطفاً اكثر مع جهود الوزراء المسؤولين عن تطبيق سياسات الإصلاح في مجال الامتيازات والضمانات. واعتبر كثيرون في ذلك اشارة واضحة إلى عدم تبني توجهات حجب الثقة في الحكومة وما يقال عن احتمالات تعيين بوريس غريواوف رئيس مجلس الدوما بديلا لرئيسها الحالي ميخائيل فرادكوف، وإن لم يستبعد هؤلاء استقالة عدد من الوزراء المسؤولين عن هذه القطاعات. لكن آخرين يقولون ان بوتين لم يكن يوما من انصار اتخاذ مثل هذه القرارات في حق المتهمين بارتكاب هذا الخطأ أو ذاك تحت تأثير الضغط والانتقادات الاجتماعية. ومع ذلك يمكن توقع اقالة او استقالة المسؤولين عن الازمة في وقت لاحق على غرار ما حصل في اعقاب كارثة غرق الغواصة النووية «كورسك» في مياه بحر الشمال في صيف عام 2000 . وفي غضون ذلك، قرر الرئيس بوتين زيادة الرواتب 200 روبل (حوالي سبعة دولارات) وهو ما سارعت الحكومة الى تنفيذه معلنة رفع القيمة إلى 240 روبلا اعتبارا من اول مارس (آذار) المقبل. أما عن الاضطرابات الاجتماعية فإنها تتواصل في عدد من الأقاليم في وقت يحمل البعض المعارضة اليمينية مسؤولية تدبيرها وإثارة المتضررين على نحو يعيد إلى الاذهان ما سبق ان شهدته اوكرانيا من اعتصامات «الثورة البرتقالية»، خصوصاً بعد ظهور عدد من الخيام البرتقالية اللون في قلب العاصمة الشمالية سان بطرسبورغ.