وائل عبد اللطيف: الانتخابات لن تكون نزيهة لكنها خطوة نحو الديمقراطية

وزير الدولة لشؤون المحافظات أقر بوجود خرق إيراني كبير في جميع أنحاء العراق

TT

اكد وزير الدولة لشؤون المحافظات العراقي محافظ البصرة السابق القاضي وائل عبد اللطيف، ان ما تم اعلانه من اجراءات لحماية الانتخابات لا يمثل التفاصيل الكاملة للخطة الامنية التي ستنفذ يوم الاقتراع في الثلاثين من الشهر الجاري. وقال «نحن لم نعلن تفاصيل الخطة الامنية المتكاملة التي سيتم اعلانها عندما يقترب يوم الانتخابات». وعلى الرغم من اقراره بان الانتخابات لن تكون نزيهة ولا شفافة الا انه اعتبرها خطوة صحيحة نحو الديمقراطية.

وتحدث عبد اللطيف عن الخرق الإيراني لمحافظة البصرة معترفا بوجود ثغرات تسللوا من خلالها الى الانتخابات وقال «الايرانيون تدخلوا في كل مكان من العراق».

وقال عبد اللطيف في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف امس انه «ليس هناك أي حرمان للعراقيين من المشاركة في الانتخابات وان من حق كل العراقيين المشاركة في العملية الاتتخابية، وهناك 14 محافظة آمنة و4 محافظات فقط فيها بعض المشاكل الأمنية ونتأمل بان تتمكن تلك المحافظات من تقديم اسهاماتها»، مشيرا الى ان المسؤولين عن تنظيم الانتخابات يديرون اجتماعات مع الاحزاب ومع رؤساء العشائر وممثلي الكيانات السياسية، وقال «اعتقد ان هناك بوادر ايجابية لإنجاح العملية الانتخابية ونأمل ان يكون الاقبال على الاقتراع اكثر من متوقع».

واعترف وزير الدولة لشؤون المحافظات بوجود خروقات فيما يتعلق بشراء الاصوات واختفاء الاستمارات الانتخابية في بعض المناطق، وقال «هذه امور متوقعة لبلد يخوض للمرة الاولى الانتخابات. هناك كيانات واحزاب سياسية متناقضة فكريا ومتصارعة على ساحة معينة. كما ان هناك مصالح متنوعة، لكن هذا لا يؤثر على جوهر الانتخابات، وهناك حلول لاختفاء بعض البطاقات الانتخابية ابرزها توزيع بطاقات بديلة في يوم الانتخابات وفي مراكز الاقتراع»، مشيرا الى «ان الذي يحق له التصويت من العراقيين هم 12 مليون شخص، ولا احد يستطيع التحكم بهذا العدد ويخضع للنواحي الادارية التي ستنظم الانتخابات وهي ترتبط بالمفوضية العليا للانتخابات كونها المسؤولة عن ذلك». واضاف «المسألة الاخرى ترتبط بالجانب الأمني الذي ستوفره الحكومة العراقية للناخبين ولمراكز الاقتراع، والمسألة الثالثة هي رغبة المواطن في المشاركة وفي استخدام حقه وعدم التنازل عنه وفي اعتبار صوته بالفعل مهما ليرسم له مستقبله ومستقبل البلد». وحول حصول مواطنين ايرانيين على وثائق عراقية مزيفة ستمكنهم من المشاركة في الاقتراع، قال عبد اللطيف «نعم، هناك ايرانيون زيفوا وثائق عراقية للمشاركة في الانتخابات ولا نعتقد ان عددهم كبير. حصل تزوير لكن نسبته قليلة جدا وبالتالي ليس له تأثير على سير ونتائج الانتخابات كون المرشح يحتاج الى ما بين 35 الى 50 الف صوت ليفوز بمقعد في الجمعية الوطنية، فماذا يعني ان يكون هناك صوت واحد شارك بلا حق».

وأقر عبد اللطيف بان هناك خرقا ايرانيا كبيرا في البصرة، وقال ان هناك مدارس وملاجئ أيتام ايرانية تجبر البنات فيها، حتى الاطفال، على ارتداء (الشادور) الايراني الشعبي، واضاف «نعم هناك خرق ايراني كبير والموضوع مؤلم للغاية وكنا نتأمل ان تقوم الدول المجاورة ومنها ايران بمساعدة العراق والعراقيين، لكن ايران للأسف خذلت العراق في هذه المرحلة ونتمنى ان تصحح الحكومة الايرانية موقفها في هذا الجانب»، مشيرا الى ان «ايران لم تتدخل او تخرق مدينة البصرة فقط وانما تدخلت في كل انحاء العراق ووصلت الى مدينة الفلوجة». وقال «العراق اصبح ساحة مفتوحة في ظل الفلتان الامني الذي حصل وبغياب التدقيق على الحدود وتفتيش الجوازات. نعم حصل خرق كبير جدا من قبل الدول المجاورة للعراق وهو خرق مدعوم من قبل احزاب وحركات عراقية».

ولكن وزير الدولة لشؤون المحافظات راهن على «وطنية العراقيين التي تستطيع ان تميز بين الامور بذكاء عال جدا ضد أي تدخل من دول الجوار»، وقال «هذا الشعور ناهض اليوم ليس في البصرة فقط وانما في كل انحاء العراق، فمشاعرنا عراقية وليست سورية او ايرانية». واشار الى كثرة الاحزاب الاسلامية في البصرة وسمى بعضها «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وحزب الدعوة بشقيه وثأر الله وحزب الفضيلة الاسلامي وسيد الشهداء والعمل الاسلامي (احزاب شيعية) وهناك فرع للحزب الاسلامي العراقي(سني)»، وقال«هذه الاحزاب تمارس نشاطاتها، وقسم من اعضائها اعضاء في مجلس بلدية البصرة»، مشيرا الى وجود احزاب مدعومة مباشرة من ايران. وقال«لم تتوفر لدي وثائق ان هذا الحزب او ذاك مدعوم مباشرة من ايران، لكن قسما من هذه الأحزاب له جذوره المباشرة في ايران».

وحول تأثير الخرق الإيراني لمدينة البصرة وبصورة خاصة في العملية الانتخابية، قال عبد اللطيف «انا لا اعتقد بأن عملية الاقتراع ستكون شفافة ونزيهة للحد الذي نتصوره، لكنها خطوة هامة جدا على طريق الديمقراطية». وقال ان «محافظة البصرة عريقة وعوائلها وعشائرها عربية خالصة وفيها عدد كبير من المثقفين والمفكرين وهؤلاء ليس لهم أي رغبة بالانضواء تحت هذا او ذاك وانتماءاتهم وطنية خالصة للعراق ولمدينتهم وليس من السهولة استمالتهم او ان ينطلي عليهم أي كلام او شعار مغاير لانتماءاتهم ومشاعرهم وايمانهم وليس من السهل القول عن البصرة انها أصبحت ايرانية. فالوعي العام والاحزاب الوطنية والعشائر العربية ضد أي تغيير في هوية المدينة».

واضاف عبد اللطيف ان «الاحزاب الجديدة في البصرة اصغر من ان تغير الوعي السياسي او الخارطة السياسية لأهالي المحافظة بالرغم من ان هذه التنظيمات دخلت كلها في اللعبة السياسية من اجل الحصول على فرصة للوصول الى الجمعية الوطنية». وحذر من مساعي التدخل الايراني في المحافظة. وقال «حتى الآن لم يصل الايرانيون الى مجلس المحافظة، واذا اهملنا هذه المسألة فسيصلون الى أي مكان. ولكن الأدباء وكل المواطنين شيوخ العشائر والمخلصين من ابناء البصرة متمسكين بعروبتهم وبانتمائهم للعراق، وانا على اتصال يومي بهم وسوف لن نسمح بأي تدخل في شؤون محافظة البصرة، لا للإيرانيين ولا لغيرهم ونحن عراقيون وعراقيتنا فوق وقبل كل شيء».