الوفد العراقي يحمل النظام السابق وحزب البعث في سورية والأردن واليمن والتيارات القومية في مصر مسؤولية الإرهاب في بلاده

TT

حمل الوفد العراقي مسؤولية ما يدور على أراضي العراق من أعمال إرهابية لفلول النظام الحاكم السابق ومعه التيارات السياسية القومية، المتوافقة معه في مصر وسورية والأردن «بحكم أنها ترى في الأفعال الإرهابية أعمال مقاومة وطنية تدافع عن عروبة العراق».

وأشار الوفد العراقي في الورقة التي قدمها أمس، الى أن فلول النظام السابق والمتطرفين الدينيين، الذين وصفتهم الورقة بـ«السلفيين» والإرهابيين الأجانب «يرون في العراق مذهبا دينيا واحدا، لهذا يرفضون مشاركة الشيعة لهم في السلطة، الأمر الذي اعتبروه خسارة كبيرة لهم، لهذا أسسوا أعمالهم الإرهابية على منطلقات طائفية، مما أدى إلى حدوث تفجيرات في كربلاء والكاظمية، واغتيال أعداد من المسلمين مثل محمد باقر الحكيم».

وشددت الورقة على «أن الانحراف الأخلاقي والسلوك الإجرامي، الذي نتج عن حقبة الحكم السابقة أوجد عصابات مأجورة ومحترفة في الجريمة، أدى الانفلات الأمني الحالي إلى استعدادها للقيام بعمليات إرهابية ضد المدنيين أو المنشآت مقابل ثمن مادي».

ولم تنس الورقة التعرض للغايات الخاصة بدول الجوار وغيرها من الدول، لتنفيذ مخططاتها في العراق، خصوصا بعد حالة الانفلات الأمني التي أعقبت سقوط النظام السابق، رابطة بين حالة عدم الرضا في الدول المجاورة للعراق، وتدخل بعض أجهزة الاستخبارات في الشؤون العراقية، إضافة إلى أن الورقة اعتبرت «تسمية الإرهاب في العراق بأعمال مقاومة وطنية شكلا من أشكال التدخل في المسألة العراقية». ولفتت إلى أن الأموال التي تمتلكها المنظمات الإرهابية في العراق «عامل جذب للانخراط في الفعل الإرهابي داخل العراق، إلى جانب أن عددا من الفاعلين في الإرهاب حصلوا على تدريبات في مناطق وعرة في البلاد، إضافة إلى أفغانستان إلى جانب الدورات المدنية التي يحصلون عليها في المجال الالكتروني، كما أن المقرات المستخدمة عادة ما تكون دورا في داخل المدن أو كهوفا خارج النطاق المدني». وسمت الورقة العراقية المنظمات الإرهابية التي تعمل في العراق، وقالت إن على رأسها تنظيم «القاعدة»، الذي يقوده في الداخل أبو مصعب الزرقاوي، تليه فلول حزب النظام السابق بجناحيه: جهاز الاستخبارات والأمن العام «لما لدى هذين الجهازين من خبرة في العمل الأمن والاستخباراتي»، إضافة إلى الخبرات القتالية والتفجير إلى جانب المال المستخدم في تمويل العمليات الإرهابية.

أما فلول حزب البعث، فأشارت الورقة إلى أنها هربت إلى خارج العراق واستقرت في سورية والأردن واليمن «ومن خلال حزب البعث الموجود في تلك الدول، تم إعادة تشكيل الحزب مجددا تحت اسم «حزب العودة»، للقيام بأعمال إرهابية من خلال التنسيق مع الأجهزة الإرهابية الأخرى».

وتناولت الورقة الإشارة «إلى الإرهابيين المأجورين الذين تجندهم دول لم تسمها الورقة للقيام بأعمال إرهابية تهدف إلى تدمير البنى التحتية وسرقة الآثار، وحرق المكتبات العامة واغتيال الشخصيات المهمة الدينية منها والسياسية والعلمية. وذكرت أن هناك منظمات ظهرت في بعض الدول وتعمل حاليا في العراق ومنها «جيش محمد»، الذي أنشئ في باكستان وظهر في العراق، بعد مواجهات الفلوجة، لكن السلطات العراقية لا تعلم بعد إذا كان هناك رابط بين التنظيمين، وحركة حماس العراقية التي أشير إلى أنها هي الأخرى ظهرت بعد مواجهات الفلوجة، وحركة المجاهدين التي وزعت منشورات في بغداد وتعتبر من المنظمات السرية العاملة في البلاد، والجهاد والتوحيد المتصلة بأبي مصعب الزرقاوي وهي منظمة معلنة في العراق، إضافة إلى منظمة «الصارم المسلول بوجه عدو الله والرسول»، ومجموعات دينية أخرى ومنظمات مثل منظمة العلم الأسود، التي نادت باستهداف المنشآت النفطية والجبهة الوطنية لتحرير العراق، وهي على صلة بأفراد النظام السابق حسب الورقة.

وختمت الورقة بالقول إن المنظمات الإرهابية في العراق أساءت إلى المنظمات الوطنية المطالبة بحقها المشروع حين حملت السلاح، وأحدثت الاضطرابات التي من المحتمل أن تقود إلى حرب المدن تمهد لحركة عصيان عامة مسلحة.

وأشارت إلى أن الإرهاب النابع من التشدد الفكري، يؤدي إلى حالة من الاضطهاد السياسي والعرقي والطائفي، إضافة إلى أنه خدمة لمصالحة دول أخرى، مبينة أن الأهداف من الإرهاب تنزع إلى أحداث النزاعات السياسية والدينية والطائفية وتعطيل الحركة السياسية وأضعاف الاقتصاد وإشاعة الفوضى.