«التايم»: أميركيون غير مؤهلين بتروا أعضاء معتقلين في سجن أبو غريب

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: ذكرت مجلة «التايم» الاميركية امس، ان عسكريين اميركيين غير مؤهلين مارسوا عمليات جراحية لبتر أعضاء وأعادوا استخدام أنابيب تنفسية من مرضى سابقين لمعالجة معتقلين في سجن ابو غريب بعد سقوط بغداد.

وأوضحت المجلة ان احد الاطباء تلقى أوامر بالتغطية على عملية قتل في السجن. وقال الكابتن في الحرس الوطني كيلي بارسون انه رغم ان هذا السجن كان يكتظ بحوالي سبعة آلاف معتقل، بعضهم يعاني من امراض عقلية، الا انه لم يكن يوجد فيه اي طبيب أميركي مقيم لأشهر طويلة عام 2003 بعد الغزو الأميركي للعراق في مارس (آذار) من ذلك العام.

وجاء في تقرير المجلة «لقد تم استخدام قمصان الاكتاف والرسن (مثل ذلك التي استخدمته الجندية ليندي انغلاند لجر احد المعتقلين، في سجن ابو غريب) لضبط المعتقلين الذين يعانون من اختلال عقلي وكان ذلك يتم احيانا بموافقة طبيب».

وكانت انغلاند اتهمت بإساءة معاملة معتقلين عراقيين في ابو غريب. وظهرت في صورة وهي تقتاد معتقلا عاريا برسن اوثق في عنق.

ونقلت المجلة عن تقرير لنقابة الحريات المدنية الاميركية ان احد العاملين الطبيين في سجن ابو غريب تحدث عن فحص ما بين 800 و900 معتقل يوميا لدى ادخالهم السجن. واذا ما عمل لمدة 12 ساعة فان ذلك يعني ان الفحص كان يستغرق اقل من دقيقة. وكان بارسون عمل مساعدا طبيا في سجن ابو غريب في اواخر 2003 و2004. واصيب بجروح خطيرة في هجوم بقذائف الهاون شنه مسلحون على السجن. وقال بارسون للمجلة انه في بعض الاحيان كان هو وأحد زملائه من غير الاطباء يقومون بعمليات بتر وغيرها من العمليات لمعتقلين بينما كان يجب ان يقوم اطباء جراحون بتلك العمليات. واضاف «لقد قمت ببتر كاحل وساق (...). لم يكن هناك اي خبير يمكنه القيام بذلك وكان الامر خيارا بين موت السجين او القيام بعملية البتر». وتابع «وعندما كان احد المعتقلين يموت، كنا نأخذ انبوب التنفس منه ونضعه لمريض اخر حي».

وقال بارسون ان السجن كان يعاني من نقص في الادوات الطبية وانابيب التنفس والامدادات الخاصة بالعظام بما في ذلك الجبائر التي تستخدم لعلاج الكسور التي كانت تتسبب بها شظايا القذائف والمتفجرات القوية.

وقدر ضابط اخر، وهو اختصاصي في علم النفس، ان خمسة في المائة من المعتقلين كانوا يعانون من أمراض عقلية الا انه لم يكن يوجد طبيب في السجن لمعالجتهم. وقال الطبيب ديفيد اوتش قائد كتيبة الاحتياط التي كانت تدعم العمليات الطبية في سجن ابو غريب عام 2003، ان العمال الطبيين استخدموا ذات مرة خوذة لحماية رأس احد المعتقلين لانه كان يضرب رأسه في الجدار باستمرار. واضاف ان قفازات وقيودا بلاستيكية مصنعة يدويا كانت تستخدم لضبط مريض مختل كما تم استخدام رسن جلدي للسيطرة عليه. واكد انه لم تجر استشارته او استشارة اي من الموظفين الطبيين تحت امرته بشأن العراقي الذي اطلق عليه لاحقا لقب «رجل الثلج» عندما تم جلبه اول مرة الى السجن لتقوم الاستخبارات العسكرية الاميركية بالتحقيق معه. وقد توفي المعتقل في وقت لاحق خلال جلسة تحقيق معه في منتصف الليل، وقرر الجيش ان وفاته كانت نتيجة عملية قتل. وطبقا لافادات تم الحصول عليها خلال تحقيق اجراه الجيش، فقد امر عسكريون بوضع جثة العراقي فوق الثلج ثم وضع في ذراع القتيل انبوب تغذية في محاولة لجعله يبدو حيا. وقال اوتش للمجلة انه لم يتم التحقيق معه في قضية قتل ذلك العراقي. الا انه اكد للمجلة ان احد ضباط الاستخبارات العسكرية امره بالمشاركة في الخدعة وعدم مناقشة المسألة اطلاقا. ورفض البنتاغون التعليق على المسألة وواصل تحقيقاته في مقتل العراقي. وقال الجيش الاميركي انه قام خلال العام الماضي بانشاء مستشفى بـ52 سريرا في السجن ويعمل فيه 200 من المختصين الطبيين المدربين. ويبلغ عدد المعتقلين لدى القوات الاميركية في العراق حاليا ثلاثة الاف معتقل.

كما تعتقل الحكومة العراقية المؤقتة عددا من المحتجزين، طبقا للمجلة.