«تموز للتنمية الاجتماعية»: تقارير 1875 مراقبا تؤكد وقوع حالات غش وتجاوزات كثيرة رافقت الانتخابات العراقية

TT

بغداد ـ رويترز: قالت منظمة عراقية لمراقبة الانتخابات، ان الكثير من حالات الغش والتجاوز رافقت العملية الانتخابية بالعراق وان العديد من الناخبين تعرضوا لضغوط كبيرة لحملهم على التصويت لصالح قوائم معينة.

وقال علاء ميسر المسؤول في «منظمة تموز للتنمية الاجتماعية» التي اسست شبكة لمراقبة الانتخابات في مؤتمر صحافي عقده في بغداد مساء اول من امس، ان مراقبي المنظمة لم يستطيعوا مراقبة كل مراكز الاقتراع في البلاد «الا انهم استطاعوا من خلال 38 تقريرا تم انجازها يوم الانتخابات من رصد الكثير من حالات التجاوز والغش التي حدثت في اغلب مراكز الاقتراع التي غطوها في عموم البلاد». وأضاف ان المراقبين «توزعوا للعمل على كل المحافظات العراقية باستثناء محافظة الانبار بسبب الوضع الأمني الذي تعيشه».

وتأسست شبكة مراقبة الانتخابات بدعم من الامم المتحدة وضمت 1875 مراقبا كلهم من العراقيين توزعوا على اغلب المراكز الانتخابية في عموم البلاد.

وشارك اغلب العراقيين في الانتخابات التي جرت في الثلاثين من الشهر الماضي رغم الهجمات العديدة التي شنها مسلحون وانتحاريون ورغم انسحاب ومقاطعة طوائف وشرائح من العراقيين.

وقالت ميادة غازي المسؤولة بالمنظمة والتي قدمت تقريرا بالتجاوزات في يوم الاقتراع، ان مراقبي المنظمة الذين غطوا الانتخابات من خلال ثلاثة مكاتب اقليمية رئيسية في بغداد والبصرة واربيل والعديد من المكاتب الفرعية الاخرى، لاحظوا «ان بعض مراكز الاقتراع شهدت اتفاقات جانبية حدثت بين مديري المراكز الانتخابية وممثلي بعض القوائم الانتخابية... فعلى سبيل المثال حدث هذا الأمر في المركز الانتخابي في هيتارش ـ القوش في مدينة الموصل حيث تم الاتفاق بين مدير المركز الانتخابي وممثلي القائمة 130 الكردية بسحب الاستمارات وملئها لصالح الأكراد». وأضافت ان موعد افتتاح مراكز الاقتراع تأخر في العديد من المناطق لساعات بينما لم تفتح مراكز اقتراع في مناطق أخرى.

وكانت احزاب عراقية تمثل شريحة من المسيحيين العراقيين قد وجهت اللوم الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في وقت سابق من هذا الاسبوع لعدم فتحها اية مراكز انتخابية في المناطق التي تقع في سهل نينوى والتي تسكنها اغلبية مسيحية مما حرم عشرات الاف من الادلاء بأصواتهم. وقالت ميادة غازي انه في بعض مناطق الجنوب سجل مراقبو المنظمة خروقات حدثت في ريف الناصرية على بعد 375 كيلومترا الى الجنوب من بغداد وفي السماوة على بعد 270 كيلومترا الى الجنوب من بغداد ومناطق أخرى. وأضافت أن الخروقات «وصلت في بعض هذه المناطق الى الحد الذي قامت جماعات مسلحة بالتظاهر لدعوة الناس للتصويت لقوائم معينة... كما استخدمت الجوامع مكبرات الصوت لدعوة الناس للانتخاب لقائمة معينة».

وتسكن المحافظات الجنوبية العراقية غالبية شيعية تعيش تحت تأثير كبير ومباشر من رجال الدين الذين اشارت عدة تقارير الى أنهم مارسوا تأثيرهم الروحي على الناخبين لحثهم على التصويت لقائمة معينة. وقالت ميادة غازي في تقريرها ان الناخبين في العديد من المناطق تأثروا كثيرا «بالعامل الديني وعامل السلطة اضافة الى العامل السياسي الذي استخدم بشكل واضح لتحقيق غايات انتخابية».

وقالت ميادة انه رغم الاقبال الكبير من النساء على مراكز الاقتراع وهو «تحول مهم يسجل للمرأة العراقية في هذه المرحلة الا ان مراقبينا سجلوا حدوث حالات معاكسة بينت وجود نوع من التمييز.. ففي السماوة وفي احد المراكز تم فصل الرجال عن النساء ومورست عليهن ضغوط كثيرة لحملهن على تحويل قناعتهن والتصويت لصالح قائمة معينة».

وانتقدت تقارير المنظمة قوات الأمن العراقية والقوات الاجنبية لأنها «لم تفسح المجال امام المراقبين بالتحرك للوصول الى اماكن المراكز الانتخابية... يضاف الى ذلك حظر التجول الذي منع مراقبينا من الوجود في مراكز الاقتراع في الوقت المناسب». وأضافت «وفي اماكن اخرى لم يسمح للمراقبين بالدخول الى مراكز الاقتراع الا بعد مرور عدة ساعات على بدء عملية الاقتراع». ولم يعلن عن أماكن المراكز الانتخابية الا قبل فترة قصيرة من بدء الانتخابات. ولم ترسل الامم المتحدة اي مراقبين بسبب تردي الوضع الأمني في البلاد واكتفت «بتقديم المشورة والنصح» كما عبر اشرف قاضي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الموجود في بغداد حاليا.