«لائحة الكوادر والنخب العراقية» مفاجأة الصدر في الانتخابات العراقية

فتح الله غازي إسماعيل: أولوياتنا لم تتغير

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: في منزله المتواضع في مدينة الصدر في ضواحي بغداد، جلس فتح الله غازي اسماعيل تحت صورة كبيرة تجمعه بالزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بانتظار النتائج النهائية للانتخابات التي ستحمله وفق معظم التقديرات الى المجلس الوطني ممثلا لهذا التيار الذي فاجأ الجميع بما حقق من نتائج. فبين ثلاثة ملايين وثلاثمائة الف صوت تم فرزها حتى ظهر الجمعة حصلت لائحته على 43383 صوتا اي 1.3 في المائة من الأصوات محتلة المركز الثالث بعد لائحة الائتلاف العراقي الموحد التي يدعمها اية الله العظمي على السيستاني واللائحة العراقية برئاسة اياد علاوي.

فتح الله اسماعيل نفسه، 38 عاما، كان قبل اشهر فقط احد ابرز قادة «الانتفاضة» الشيعية الصدرية على القوات الاميركية في هذا الحي الفقير المكتظ، وكان غالبا ما يعتلي شاحنة صغيرة ويتقدم المشيعين «للشهداء» من جيش المهدي. واليوم وعلى ابواب المجلس الوطني الجديد يؤكد اسماعيل مجددا ان اولوياته السياسية لم تتغير «فما زلنا نقول «لا» للولايات المتحدة وسنقاتل في البرلمان للوصول الى جدول زمني» لانسحاب القوات الاميركية المحتلة من العراق.

وبين اعضاء «لائحة الكوادر والنخب العراقية» التي تضم 180 مرشحا، هناك سنيان اثنان فقط والباقي من الشيعة وهناك 132 مرشحا من سكان مدينة الصدر وحدها. ويوضح اسماعيل «عندما اعلن السيد (مقتدى الصدر) انه لن يشارك في الانتخابات لم يمنعنا من المشاركة».

وكان مقتدى الصدر اعلن مرارا انه لن يشارك في انتخابات تجري في ظل «الاحتلال» لكنه لم يدع انصاره الى المقاطعة لكي لا يخالف المرجعية الشيعية ممثلة بآية الله السيستاني الذي اعتبر المشاركة في هذه الانتخابات «تكليفا شرعيا». ويقول مسؤول الحملة الانتخابية في «لائحة الكوادر والنخب العراقية» يوسف الناصري «كل المرشحين على لائحة الكوادر والنخب العراقية ينتمون الى التيار الصدري لكنهم لا يمثلون رسميا هذا التيار». ويؤكد المتحدث باسم مكتب الصدر الشيخ عبد الهادي الدراجي ان جميع المرشحين على هذه اللائحة ينتمون الى تيار الصدر لكنهم تقدموا للانتخابات «كمستقلين». ويعتبر الناصري ان دخول هذه الانتخابات يعتبر نوعا من «الاختبار لنبض الناخبين» لمزيد من التجربة تمهيدا للاستحقاقات المقبلة وخصوصا الانتخابات المقررة في ديسمبر (كانون الاول) 2005 التي يعتزم التيار الصدري المشاركة رسميا فيها. ويشير الى ان اللائحة التي خاضت الانتخابات من دون اي تحضير او حملة دعائية نجحت في حجب وتخطي سياسيين محنكين. ويشدد الناصري على ان تيار الصدر كان «سيحصل على غالبية الاصوات» لو انه شارك رسميا في الانتخابات.

من جهته يؤكد اسماعيل انه ضمن ثمانية مقاعد من اصل 275 مقعدا في المجلس الوطني المقبل، ويرى انه كان بامكانه تجاوز لائحة علاوي «لو ان الانتخابات جرت بنزاهة وشفافية». ويضيف «اشك في ان تكون الانتخابات جرت تحت هذا الشعار.. فالولايات المتحدة ما زالت تحتل البلاد ولا تريد لتلميذها الواعد (علاوي) ان يفقد ماء الوجه». وتابع «مسؤولون كبار في الحكومة عمدوا الى شراء الاصوات، وقد تقدمنا بشكاوى للجنة الانتخابات». ولا يداري اسماعيل، وهو صحافي سابق واب لستة اطفال، كلماته وهو يتحدث عن المسؤولين العراقيين، فهو يتهمهم بأنهم «جميعا عملاء للولايات المتحدة» وفاسدون يعتمدون المحسوبية في الوزارات. ويضيف «انهم نسخة عن صدام وحتى اسوأ من البعثيين» وتصل اتهاماته الى زعماء الاحزاب السياسية الشيعية الكبيرة مثل عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وابراهيم الجعفري رئيس حزب الدعوة الاسلامية وكلاهما على لائحة السيستاني. ويرى اسماعيل «ان السيد (السيستاني) ما كان يعلن دعمه لمثل هذه اللائحة لو انه كان يعرف ما يجري».