اوتيه بعد لقائه الأسد: كان واضحاً.. وأكد استعداده لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل من دون شروط

الشرع ولارسن عرضا «الآثار السلبية لـ 1559على لبنان»

TT

أكد الرئيس السوري بشار الأسد للمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي المكلف عملية السلام في الشرق الأوسط، مارك أوتيه، أمس، أهمية الحوار السوري الأوروبي، ودعا إلى ضرورة تكثيفه لما فيه مصلحة سورية وأوروبا، فيما أشار اوتيه الى ان الرئيس السوري كان واضحاً في شأن رغبة سورية بمعاودة مفاوضات السلام و«أبدى استعداده لاستئنافها من دون شروط». وفيما اكد اوتيه اهتمام الاتحاد الاوروبي بمسألة اختيار لبنان للعملية السياسية الخاصة به، اعتبرت دمشق عقب لقاء وزير الخارجية السوري فاروق الشرع المبعوث الخاص للامم المتحدة تيري رود لارسن أمس، ان بعض القرارات الدولية مثل القرار الرقم 1559 عامل توتر بدل ان تكون عامل حفظ للسلام.

وأكد الرئيس الأسد أن سورية مع السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مدريد، وقال بيان رئاسي سوري إن محادثات أوتيه مع الرئيس الأسد تناولت عملية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع في فلسطين ودعم الجهود الفلسطينية لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ولتعزيز وحدته الوطنية، ودور سورية وأوروبا في حل قضايا المنطقة.

كما تناولت المحادثات الأوضاع في العراق وأهمية دعم العملية السياسية الجارية فيه وضرورة استكمالها بما يضمن وحدة الشعب العراقي واستقراره.

الى ذلك، أعلن الوزير الشرع للمبعوث الأوروبي مجدداً أمس التزام سورية تحقيق تسوية شاملة وعلى مختلف المسارات وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ومبدأ الأرض مقابل السلام، والبناء على ما تم إنجازه في جولات المحادثات السابقة.

وعقب لقائه الشرع قال المبعوث الأوروبي للصحافيين «إننا نقدر موقف سورية واستجابتها لقرارات الأمم المتحدة وفتح باب الحوار بينها وبين المنظمة الدولية». وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي مهتم بمسألة اختيار لبنان للعملية السياسية الخاصة به من أجل أن يكون مزدهراً ومستقراً وإن هذا الهدف مشترك لكل من أوروبا وسورية.

ورداً على سؤال عن القرار 1559 قال أوتيه «أترك العمل في شأنه إلى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة»، معرباً عن ترحيب أوروبا بالحوار الذي بدأ به المبعوث لارسن وقال «إننا ندعم كل الجهود التي تؤدي إلى الاستقرار في لبنان وإلى علاقة صحية بين سورية ولبنان».

وعن محادثاته مع الرئيس الأسد قال أوتيه «لقد كان الرئيس السوري واضحاً فيما قاله عن رغبة سورية بمعاودة مفاوضات السلام، حيث أبدى استعداده لاستئنافها من دون شروط... وقد تلقيت هذا التصريح بارتياح ونأمل أن تعاود الأطراف المعنية الاتصال فيما بينها لتحريك عملية السلام».

وعما إذا كان قد تباحث مع الجانب السوري حول قمة شرم الشيخ قال أوتيه «لقد كانت هذه المسألة من ضمن المسائل التي ناقشناها وأظن أن زيارة وزير الخارجية المصري لدمشق أمس كانت في هذا الإطار، وأضاف أن سورية مستعدة تماماً لمساندة الجهود المبذولة من أجل التقدم على مسار السلام وأن من المهم جداً أن يحصل تحرك في هذا الاتجاه وأن تتطور الأشياء لأن انعدام الفاعلية والحركة ليس خياراً».

من جهته قال مصدر في الخارجية السورية لـ«الشرق الأوسط» إن الوزير الشرع استعرض مع المبعوث الأوروبي مجمل الأوضاع في المنطقة وتركز الحديث حول عملية السلام فيها، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن القضايا التي طرحت على بساط البحث.

الى ذلك، قال ناطق باسم وزارة الخارجية السورية إن الوزير الشرع عرض مع المبعوث لارسن، أمس، الآثار السلبية التي خلفها قرار مجلس الأمن الرقم 1559 على الاوضاع في لبنان، وعبر عن الأسف في أن تصبح بعض القرارات الدولية عاملا للتوتر عوض ان تكون عاملا لحفظ وتعزيز السلام والأمن الدوليين.

وأضاف الناطق السوري أن الشرع «أكد أن المجتمع الدولي مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى التمسك بالأهداف والمقاصد التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة والابتعاد عن الانتقائية في تطبيق القرارات الدولية».

وجرى خلال اللقاء الذي حضره نائب الوزير الشرع وليد المعلم وبشرى كنفاني مديرة إدارة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية والوفد المرافق للارسن، البحث في التطورات السياسية في المنطقة.

واشار بيان للخارجية السورية الى أن مهمة لارسن كانت صعبة خلال محادثاته مع الجانب السوري في شأن القرار 1559، وأنه واجه موقفاً سورياً متشدداً من ذلك القرار. وذكر أحد مرافقي لارسن أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً في بيروت يتحدث فيه عن نتائج محادثاته في سورية ولبنان.

وتعتقد دوائر مطلعة في دمشق بأن لارسن قد لا يفلح في مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد، وأن الرسالة التي أعلن لارسن أنه يحملها إلى الرئيس السوري من الامين العام للامم المتحدة، كوفي أنان، قد يكون المبعوث الدولي سلمها إلى الوزير الشرع.