الإرهاب والهجرة يتصدران مباحثات وفدين برلمانيين بريطانيين في الجزائر والمغرب

الجزائر: بوعلام غمراسة ـ الرباط: «الشرق الأوسط»

TT

تصدر موضوع مكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية مباحثات وفدين برلمانيين بريطانيين في الجزائر والمغرب، فقد اجرى الوفد الموجود في الجزائر منذ يومين، امس، محادثات مع عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الامة (الغرفة العليا في البرلمان) ورئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى) بالنيابة. وتطرقت مباحثات الوفد مع بن صالح الى مسألة مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في العالم. وجاء في بيان أصدره مجلس الأمة أن الطرفين «تناولا ضرورة تحديد مفهوم دقيق لآفة الإرهاب التي لا ترتبط بدين ولا ثقافة»، وعرض بن صالح على الوفد تجربة الجزائر في محاربة الجماعات المسلحة.

وشملت محادثات الوفد اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي الذي سيدخل حيز التنفيذ هذا العام، إلى جانب الانضمام المرتقب للجزائر الى المنظمة العالمية للتجارة نهاية 2005 . ومن المنتظر أن يتناول أعضاء الوفد بالتفصيل موضوعي مكافحة الإرهاب والهجرة السرية الى أوروبا، ومواضيع أخرى محلية مثل المصالحة الوطنية وحقوق الإنسان والمسار الديمقراطي، في محادثاتهم اليوم وغدا مع وزير الخارجية عبد العزيز بلخادم ورئيس الحكومة أحمد أويحيى ووزير الداخلية يزيد زرهوني والمحامي فاروق قسنطيني رئيس «اللجنة الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان» الحكومية.

وفي المغرب، عقدت لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الاسلامية بمجلس النواب، امس، مباحثات مع الوفد البرلماني البريطاني الذي يمثل لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم، تركزت على مواضيع العلاقات المغربية البريطانية، ومكافحة الإرهاب الدولي بالإضافة إلى قضية الصحراء. وتناول الجانبان أيضا موضوعي المشاكل المتعلقة بالهجرة السرية وعلاقات المغرب مع الاتحاد الاوروبي فضلا عن الاوضاع في الشرق الأوسط والعراق. وأعربت النائبة سمية بنخلدون، رئيسة اللجنة، عن الأمل في ان يساهم هذا اللقاء في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين. وأضافت ان من شأن هذه المباحثات ان تطلع الوفد البرلماني البريطاني على الاصلاحات السياسية والاقتصادية الكبيرة التي حققها المغرب .

ومن جهته، ذكر النائب عبد الرحمن العمراني، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية ـ البريطانية، بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط بين المملكتين المغربية والبريطانية، مبرزا أن هذا اللقاء فرصة لتعريف البريطانيين بالتطور الذي شهده المسار الديمقراطي في المغرب. وأشاد النائب العمراني بالتطور الذي سجلته العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات والذي يجسده التبادل المتزايد للزيارات بين العديد من البعثات والفاعلين من كلا البلدين.

ومن ناحيته، أعرب النائب إيريك إيلسلي، رئيس الوفد البرلماني البريطاني، عن الأمل في أن يساهم هذا اللقاء في تقوية العلاقات بين مجلس النواب ومجلس العموم من جهة وبين حكومتي البلدين من جهة أخرى. وأضاف ان المباحثات بين الطرفين كفيلة باكتشاف إمكانيات التعاون بين حكومتي وبرلماني البلدين في ميادين تحظى بالاهتمام المشترك بالاضافة إلى الاطلاع على مسار الإصلاحات السياسية في المغرب وعلاقته بدول الجوار والاتحاد الاوروبي، وتحديد الدور الذي يمكن لبريطانيا ان تقوم به لصالح المغرب لتحقيق أهدافه.

وشدد المتدخلون على ضرورة الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى العلاقات السياسية، مؤكدين أهمية تحقيق الوحدة بين الدول المغاربية لتحقيق التكامل الاقتصادي في ما بينها.

وبخصوص قضية الصحراء، جدد المتدخلون تأكيد الجهود التي يبذلها المغرب من أجل التوصل إلى حل سياسي وتوافقي متفاوض عليه مع كل الأطراف المعنية في إطار الأمم المتحدة من دون المساس بالوحدة الترابية للمغرب، داعين بريطانيا لأن تلعب «دور حكم موضوعي» في القضية وتقديم الدعم لإطلاق سراح المحتجزين المغاربة بمخيمات تيندوف. ودعوا الوفد البرلماني البريطاني إلى زيارة الاقاليم الجنوبية للمغرب للاطلاع على المنجزات التي تم تحقيقها بها. وذكر أعضاء اللجنة في ما يتعلق بقضية الارهاب الدولي بالارادة السياسية التي عبر عنها المغرب لمشاركة المجتمع الدولي في محاربة الارهاب مع الحرص على احترام حقوق الانسان، مبرزين الدور المنوط ببريطانيا للعمل على «تصحيح الخلط القائم حاليا بين الإسلام والارهاب».

ومن جهته، أشاد الوفد البرلماني البريطاني بالاصلاحات السياسية بالمغرب، مؤكدا اهتمام مجلس العموم البريطاني بقضية الصحراء وإيجاد حل عادل لها، مضيفا أنه سيعمل على إيصال انشغالات المغرب بخصوص هذه القضية إلى الحكومة البريطانية.

وأشار اعضاء الوفد من جهة أخرى إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة البريطانية لقضايا الارهاب والهجرة السرية، مؤكدين اهتمام لندن بتكثيف التعاون مع كافة الدول لمحاربة هاتين الظاهرتين.

وتأتي زيارة الوفد البريطاني الى الجزائر بعد شهر من زيارة قامت بها البارونة سايمونس كاتبة الدولة للخارجية البريطانية الى الجزائر وبحثت فيها مع المسؤولين الجزائريين مكافحة الإرهاب، وسلمت بالمناسبة دعوة للرئيس بوتفليقة لحضور أشغال قمة مجموعة الثماني التي ستعقد في لندن في يوليو (تموز) المقبل.