خطابات ومشاهد مسرحية حول صورة الإرهابي

في حملة التضامن ضد الإرهاب:

TT

في الوقت الذي بدأت فعاليات المؤتمر الدولي ضد الارهاب الذي افتتح في الرياض يوم السبت، كانت فعاليات اخرى على مستوى المملكة تأخذ طريقها لتعزيز ثقافة الجمهور السعودي وإعطائه جرعات من التحصين ضد استهدافات الفكر الارهابي، وشد بنيان المجتمع وتوطيد وحدته في مواجهة هذا الخطر الداهم.

وفي حين يجتمع زعماء سياسيون ومستشارون دوليون في مكافحة الارهاب وتفكيك التقنيات العالية التي يعتمدها الارهابيون كغسيل الاموال والتجارة غير الشرعية وحركة المراسلات وغيرها، كانت ثمة فعاليات اخرى مساندة خارج الرياض تشمل الحفلات الخطابية ومعارض الصور وقصائد الشعر. وفي إحدى هذه الفعاليات التي أقيمت في القطيف، بتنظيم محافظتها القيت عدد من الكلمات وقصائد الشعر، واختتم الحفل بعرض مسرحي. في المشهد التمثيلي الذي اختلطت فيه الخطابة بـ (تهويمات) ضبابية حول مفهوم الارهاب ومنطلقاته واسبابه ودوافعه، وقف مجموعة من طلبة المدارس يرسمون ملامح مختلفة للإرهابي مجردينه بأداء درامي ركيك، من حالة الاختيار، ليقذفوا به الى قائمة التائهين المنحرفين، المنفلتين من الضوابط الاخلاقية والاجتماعية، معتبرين ان الشاب المرشح للوقوع فريسة للارهاب ليس سوى مراهق أخرق لا يلتزم بتعاليم الدين والاعراف الاجتماعية، وبالتالي جرى (تعويم) المفهوم الذي يتبادر الى الذهن حول الإرهاب الذي يوظف الدين والعقيدة كذخيرة للتعبئة وتدمير مؤسسات الدولة والمجتمع.

والغريب ان المشهد الذي (غرّب) مفهوم الارهاب كلياً، لم يكن مختلفاً عن عدد من الخطب التي قيلت في المناسبة، حتى ان احد الخطباء هاجم التلفزيون ورأى أن المجتمع يرتقي الى الأحسن في ظل غيابه الذي رأى أيضاً أنه يشترك مع الإنترنت في تسهيل مهمة الارهاب.

في الحفل ذاته، القى محافظ القطيف المكلف خالد الصفيان، كلمة حدد فيها مخاطر الارهاب ودوافعه وطالب المجتمع بالتضامن لمواجهته.

وألقى الشيخ فوزي السيف، مداخلة تحدث فيها عن قيمة الحياة في ضوء التعاليم الدينية، ووجوب احترام حقوق الناس وصيانة دمائهم. وقال ان تفعيل دور المواطنة وتوسيع قاعدة المشاركة من شأنه أن ينزع دوافع الارهاب في المجتمع، معتبراً أن الإرهابيين يحاولون استغلال الدين للنيل من مؤسسات الدولة السياسية والاجتماعية. وأكد السيف أن الارهاب لا مستقبل له، لأنه يتنافى مع الطبيعة الكونية والفطرة الانسانية، ولكنه طالب بتفعيل مؤسسات المجتمع وتحصين الشباب من الافكار العدمية لتجريد الارهاب من دوافعه.