القضاء الإيطالي يحقق في خطف الاستخبارات الأميركية أصوليا مصريا في ميلانو

TT

يجري القضاء الإيطالي تحقيقا حول ما قامت به وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.إيه) التي قد تكون خطفت عام 2003 مواطنا مصريا في ميلانو (شمال) وأساءت معاملته في قاعدة اميركية في ايطاليا ثم ارسلته الى مصر حيث تعرض للتعذيب. من جهته، قال الشيخ الحسيني عرمان حلمي الذي يعرف باسم ابو عماد المصري، مدير المركز الثقافي الاسلامي في ميلانو في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط»، ان القضاء الايطالي فتح تحقيقا حول اختطاف حسن مصطفى أسامة نصر الملقب «أبو عمر الألباني» عام 2003. واضاف ان القضاء الايطالي طلب منه اكثر من افادة كان آخرها شهر يوليو (تموز) الماضي، حول اختطاف ابو عمر من وسط الشارع بوضح النهار في شهر فبراير (شباط) الماضي. وأبو عمر الألباني كان متزوجا من سيدتين; إحداهما من ألبانيا حصلت على الطلاق وأخرى مصرية رحلت الى القاهرة بعد اختطاف زوجها. واضاف ان ابو عمر الألباني، 42 عاما، كان يقيم في حي لاتينا بالقرب من روما قبل ان ينتقل الى ميلانو حيث عمل معنا في المركز الاسلامي بميلانو قبل ان يستقل بنفسه ليعمل داعية متفرغا في مسجد مدينة كورينثا الايطالية، وحتى قبل اختطافه من شوارع مدينة ميلانو يوم 17 فبراير 2003، وكان يستعد في الوقت ذاته لتدشين موقع إسلامي على الإنترنت. وكشف عن وجود شهود عيان لحادث الاختطاف، من بينهم سيدة مصرية، ذكرت ان شخصين كانا يتحدثان اليه في وسط الشارع قبل اختطافه. واعتبر ابو عماد حادث الاختطاف في حد ذاته رسالة موجهة الى التيارات الاسلامية في ايطاليا، إلا انه اكد ان ابو عمر لم تصدر ضده أي احكام قضائية في مصر. ويشتبه في ان ابو عمر الالباني، والمعروف من قبل اجهزة الاستخبارات الايطالية والاميركية، بأنه ينتمي الى خلية ارهابية بحسب ما ذكرته صحيفة «لاريبوبليكا» امس.

وقد خطف ابو عمر الذي كشفت مصادر مستقلة انه محسوب على «الجماعة الاسلامية» المصرية المحظورة في وضح النهار في 17 فبراير 2003 في أحد شوارع ميلانو من قبل 12 رجلا من «سي.آي.ايه» بينما كان متوجها الى المسجد، كما تضيف الصحيفة التي لم تورد أيا من مصادرها.

واقتيد ابو عمر الى قاعدة افيانو الاميركية في شمال ايطاليا حيث خضع للاستجواب لعدة ساعات وضرب قبل ان ينقل الى القاهرة حيث قال انه تعرض للتعذيب بحسب تصريحاته التي تم رصدها عندما اتصل من مصر في مايو 2004 برقم هاتفي في ميلانو كان خاضعا للتنصت.

وأفرجت عنه السلطات المصرية في 19 ابريل (نيسان) 2004 .

والمعروف ان الاصولي المصري ابو عمر الالباني أقام في البانيا لعدة سنوات، غير ان اسمه لم يرد في قضية «العائدون من البانيا» التي نظرتها محكمة هايكستب العسكرية بالقاهرة عام 1999، والتي تصدرها زعيم «الجهاد» المصري الدكتور ايمن الظواهري الحليف الاول لأسامة بن لادن، الذي نال حكما غيابيا بالإعدام. وضمت قائمة الاتهام في القضية 107 من قادة تنظيمي «الجهاد» و«القاعدة». ولكن الصحيفة قالت انه بما ان ابو عمر قام عبر الهاتف بسرد الوقائع لأصدقائه الذين بقوا في ايطاليا «أخذته اجهزة الأمن المصرية من منزله في الاسكندرية» في مايو (ايار) 2004 «ولم يعرف احد عنه اي شيء منذ ذلك الوقت»، وفقا للصحيفة.

لكن الصحيفة التي تؤكد جمع وقائع بالاستناد الى تنصت على مكالمات هاتفية، تتساءل «هل قال الحقيقة؟».

وتتساءل الصحيفة المقربة من المعارضة الايطالية ايضا «هل يمكن توقيف 12 عنصرا من «سي.آي.ايه» لقيامهم في اطار مهمة خاصة لمكافحة الارهاب بخطف شخص واحد؟ هل يمكن الطلب من واشنطن تسليمهم؟».

وكان القائمون على مسجد ميلانو قد تعرضوا لحملة مداهمات عام 1999، في قضية مشهورة عرفت باسم «ابو الهول» نسبة الى ان الذين تورطوا فيها كانوا من الاصوليين المصريين، لكن المحاكم الايطالية برأتهم من كافة التهم الموجهة اليهم عام2000 وحسب المصادر الايطالية وضع مسجد ميلانو تحت المراقبة الأمنية لمدة عام بسبب اتهام بعض الاسلاميين الذين يترددون عليه بالارهاب، ومنهم عبد القادر محمود السيد المعروف باسم (ابو صالح)، وقد ورد اسمه في امر صدر في ابريل 2002 من وزارة الخزانة الاميركية الخاص بتجميد الأنشطة المالية لعدد من المشتبه في علاقتهم بالإرهاب.