النتائج النهائية للانتخابات في العراق: أكثر من نصف المقاعد لـ«الائتلاف» الشيعي وأكثر من ربعها للتحالف الكردستاني

الصراع يشتد بين الجعفري والجلبي على منصب رئيس الحكومة الانتقالية

TT

اظهرت النتائج النهائية للانتخابات العراقية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة امس ان لائحة «الائتلاف العراقي الموحد» التي حظيت بدعم قوي من المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيستاني ستحتل اكثر من نصف مقاعد الجمعية الوطنية الانتقالية التي ستكون مهمتها الرئيسة سن دستور دائم للبلاد. وفي غضون ذلك ظهر الى العلن صراع قوي على منصب رئيس الحكومة بين اقطاب هذه اللائحة، وخصوصا زعيم حزب الدعوة ابراهيم الجعفري وزعيم المؤتمر الوطني احمد الجلبي. وحسب النتائج المعلنة التي صادقت عليها المفوضية رسميا فقد فازت لائحة الائتلاف بـ140 من مقاعد الجمعية الوطنية الـ275 ولائحة التحالف الكردستاني بـ75 مقعدا واللائحة «العراقية» بقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته اياد علاوي بـ40 مقعدا.

وابرز مرشحي لائحة «الائتلاف»: عبد العزيز الحكيم وابراهيم الجعفري وعايدة احمد الطائي وعلي عبد الحكيم الصافي وجواد كاظم جواد وسميرة جعفر علي وحسين الشهرستاني وسامي المظفر واحمد الجلبي وعادل عبد المهدي. اما ابرز مرشحي لائحة التحالف الكردستاني: جلال طالباني وروش نوري شاويس ونسرين برواري ومحمود عثمان وفؤاد معصوم وكميلة ابراهيم احمد وبرهم صالح وهوشيار زيباري.

ويتصدر مرشحي لائحة «العراقية»: اياد علاوي وقاسم داود وسوسن علي ماجد وحسين محمد هادي واركان عبد المنعم رشيد وحمدية احمد نجف وراسم حسين العوادي وطاهر البكاء ورجاء حبيب الخزاعي ونزار الخيزران وحسين الشعلان.

كما حصلت لائحة «عراقيون» بقيادة الرئيس غازي الياور على خمسة مقاعد سيشغلها كل من غازي الياور وحاجم الحسني وأسماء عبد الله وحازم الشعلان وأنور الياور. وحصلت لائحة جبهة تركمان العراق على ثلاثة مقاعد سيشغلها كل من فاروق عبد الله ورياض جمال وفيحاء زين العابدين. وكان نصيب لائحة الكوادر والنخب الوطنية المستقلة المقربة من تيار الزعيم الشيعي الشاب المتشدد مقتدى الصدر ثلاثة مقاعد سيشغلها كل من فتح الله غازي اسماعيل وسامي جاسم عطية وغفران عبود.

وفازت لائحة اتحاد الشعب (شيوعية) بمقعدين سيشغلهما حميد مجيد موسى ومفيد الجزائري، ولائحة الجماعة الاسلامية الكردستانية على مقعدين ايضا سيؤولان الى محمد محمد قادر وناصح فالح قادر، وسيشغل مقعدي لائحة منظمة العمل الاسلامي ـ القيادة المركزية (شيعية)، كل من علاء حمود فالح وحيدر نواف دهش.

وحصلت كل من لائحة التحالف الوطني الديمقراطي على مقعد واحد سيشغله رئيس التحالف عبد فيصل احمد، ولائحة الرافدين الوطنية (مسيحية) على مقعد واحد سيشغله يونادم كنا ولائحة كتلة المصالحة والتحرير على مقعد واحد سيشغله مشعان الجبوري.

ووصف رئيس المفوضية العليا المستقلة الدكتور عبد الحسين الهنداوي الانتخابات بأنها «تاريخية» وشكر الناخبين وجميع الجهات التي ساعدت على اجراء اول انتخابات في العراق منذ خمسين عاما.

وقال في كلمته بمناسبة اعلان النتائج النهائية الرسمية «اود ان اشكر الناخب العراقي البطل عندما زحف نحو صناديق الاقتراع متحديا كل المخاطر واشكر المرأة العراقية التي كانت احد الابطال الكبار واشكر الكيانات السياسية التي اثبتت رقي التعامل السياسي واشكر المجتمع الدولي والدول المانحة واخص بالذكر وبالشكر خبراء الانتخابات الدوليين واشكر مجلس القضاء الاعلى والحكومة العراقية واشكر القوات المسلحة العراقية بكل صنوفها واشكر الادارة الانتخابية التي بدأت اعمالها بتسعة اعضاء والان هي قادرة على تنظيم اي انتخابات».

واعترف الهنداوي بحدوث «بعض الخروقات في بعض المراكز الانتخابية بسبب وجود ممثلين لبعض الحركات والاحزاب السياسية المشاركة المرشحة للانتخابات».

وفي اثناء ذلك اجتمع امس في بغداد الاعضاء الفائزون من لائحة الائتلاف العراقي الموحد من دون التوصل الى اتفاق حول من سيتولى منصب رئيس الوزراء العراقي الجديد.

وقال احمد الجلبي انه «يوجد مرشحان الان لمنصب رئيس الوزراء وكذلك هنالك مرشحان لمنصب رئيس الجمهورية من داخل الكتلة ومن خارج الكتلة». واوضح ان «الكتلة تبحث عن مقومات واساليب مواصفات لاختيار هؤلاء المرشحين». وحول الفترة التي ستستغرقها هذه العملية، قال الجلبي «ستنتهي قريبا ولن تأخذ فترة طويلة».

من جهته قال مضر شوكت القيادي في حزب المؤتمر الوطني العراقي ان «الجلبي له اغلبية اصوات الاعضاء الـ140 التابعين للائحة الذين فازوا، ولو جرى التصويت امس او اليوم لكان حصل هذا الامر (ترشيح الجلبي لرئاسة الوزراء)». واضاف ان «التصويت سيتم خلال الايام القليلة المقبلة والنقاشات لا تزال جارية وانا اتصور ان الجلبي سيفوز في آخر المطاف».

وحول سبب بروز اسم الجلبي على السطح بعد ان تم اعلان ترشيح ابراهيم الجعفري لتولي هذا المنصب، قال شوكت «لم يكن ابراهيم الجعفري مرشحا عن القائمة فهذه دعاية اطلقتها جماعته واتباعه وهي اشاعة غير صحيحة فالمجلس لم يكن قد اجتمع ولم يقرر واني واثق ان اكثرية المجلس مع الدكتور احمد الجلبي».

واوضح ان «96 شخصية من قائمة الائتلاف العراقي الموحد اجتمعت اليوم (امس) من اصل 140 اي ان هناك ثلثي اعضاء القائمة».

واشار الى انه «في النهاية سيلتف الكل سواء خلف احمد الجلبي او غيره حول مرشح القائمة لاننا متعاهدون فيما بيننا واننا سنكون على وئام واتفاق وتكتل لمصلحة القائمة». واكد شوكت ان «تصويتا سريا سيجري والذي سيفوز يجب ان يحصل على نسبة 66% من الاصوات».

من جانبه، اكد نوري كامل محمد الملقب بجواد المالكي عضو المكتب السياسي في حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه ابراهيم الجعفري ان «اللائحة بصدد ترتيب اوراقها وملفاتها لتحديد هوية مرشحها لرئاسة الوزراء ثم مرشحيها للوزارات».

واوضح ان «الاجتماع كرس لبحث الشروط التي نريد استخدامها في ترشيح رئيس الوزراء والوزراء من اجل ان نأتي بفريق عمل للوزارة المقبلة يستطيع ان ينهض بالمهام الوزارية ومهام المرحلة التي فيها الكثير من التحديات».

واضاف المالكي «اليوم انجزنا مواصفات ومهمات رئيس الوزراء وطريقة ارتباطه وعلاقته بكتلة الائتلاف وكيفية دعمه وترشيد مسيرته واسناده وسنكمل البحث المتعلق بهذا الموضوع لاحقا».

وحول من تم تسميته لمنصب رئيس الوزراء، قال المالكي ان «التسمية النهائية تركت الى الاجتماع المقبل».

واوضح ان «هناك مرشحين وهناك توافقا بين الاطراف على طرح اسم مرشح مشترك (...) وكل الحديث الذي تم عن الترشيحات لا يمثل مرشح الائتلاف الى ان يطرح هنا ويصوت عليه وفق الالية التي اتفقنا عليها واذا اتفق عليه اصبح مرشح الجميع وبالتالي يكون رئيس الوزراء ان شاء الله».

واكد انه «سيعقد اجتماع اخر سوف لن يكون سريا وانما عملية التصويت قد تكون سرية، وهذا رأي قد تم طرحه ومن حق اي طرف ان يعبر عن رأيه في المرشح سلبا او ايجابا».

وحول موعد عقد هذا الاجتماع وان كان سيأخذ عدة ايام قال المالكي ان «الاسبوع المقبل سيشهد حسم كل شيء ان شاء الله يكون يوم الاثنين المقبل او الثلاثاء».