يعلون يطلب من جنرالاته التركيز على استعدادات الجيش لتنفيذ «فك الارتباط» رغم قرار عدم التمديد له

TT

واصل رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال موشيه يعلون، عمله كالمعتاد رغم قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل ووزير دفاعه شاؤول موفاز، عدم تمديد ولايته التي تنتهي في يوليو (تموز) المقبل، لعام آخر، فطلب من جنرلات هيئة الأركان أن يركز الجيش على الاستعدادات لفك الارتباط وتنفيذ خطة الفصل، من دون تغيير رغم القرار. ونقل عنه القول لهيئة الأركان «إن الجيش سيواصل العمل بأفضل السبل، وسيتحمل مسؤولياته الوطنية».

وكان القرار قد أثار ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وأرجع البعض القرار إلى خلافات شخصية بين موفاز ويعلون، غير أن مساعدي موفاز رفضوا هذه الاتهامات. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن أحد المساعدين القول «إن الأيام ستثبت أن القرار كان صحيحا وشجاعا».

ورفض موفاز الرد على أي تساؤلات حول هذه القضية، وأوضح أنه لا يستيطيع الاعتماد على يعلون خلال تنفيذ خطة الفصل. ونقلت وسائل الإعلام عن مساعدين لموفاز قولهم «إن على يعلون أن يتصرف كرئيس للأركان، ويكون نموذجا، ويقبل بهذا القرار الشرعي.

ورد عليه أنصار يعلون بالقول إن وزير الدفاع لم يتحدث مسبقا مع رئيس الأركان حول مشاكل في أدائه. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عددها العبري أمس عن مصادر في مكتب يعلون «ان الجميع على اقتناع بأن القرار جاء لأسباب شخصية». وحسب رأيهم، استصعب موفاز مواجهة رئيس هيئة أركان على قدر كبير من المعرفة والنجاح. وذكّر مسؤولون في الجيش الإسرائيلي، بمشكلة شخصية عمقت الخلاف بين يعلون وموفاز، وهي مشكلة إقصاء قائد منطقة غزة، العميد شموئيل زكاي، الذي يعتبر من المقربين جداً لموفاز.

ووصف مقربون من يعلون قرار موفاز بأنه «انتقام شخصي على حساب الجيش». وأضافوا: «بحثنا عن أجوبة ولم نجد، ما هي الرسالة التي يريد موفاز توجيهها إلى قيادة الجيش؟ هل يريد القول إن من لا يقول له «نعم يا سيدي» لن يصبح رئيساً لهيئة الأركان العامة؟».

أما مكتب موفاز فيقول إن القرار اتخذ على خلفية مهنية فقط، وقالوا إن موفاز فقد الثقة في يعلون، ويريد أشخاصاُ يثق فيهم بشكل مطلق، عشية تنفيذ «خطة الانفصال».

من جانبها، تضيف الصحيفة، أن موفاز لم يستلطف سلوك يعلون في عدة قضايا، ولم يسانده فيها.

وحسب ما يقوله المقربون من موفاز فإنه «لم يشعر، في الآونة الأخيرة، بوجود قائد حقيقي للجيش»، وقالوا إن وزير الدفاع وقائد هيئة الأركان قللا من الاتصالات بينهما، وكان الانقطاع بينهما بادياً للجميع. وفهم موفاز انه لن يمضي نحو تنفيذ «خطة الانفصال» بمعية يعلون، حتى لو كان ثمن ذلك المساس بشعبيته.

وحسب الصحيفة، لم يتولد قرار إقالة يعلون، بين ليلة وضحاها، بل أن موفاز خطط لذلك منذ فترة طويلة، مشيرة إلى امتناعه بشكل تظاهري، عن الرد على تساؤلات وجهت إليه سابقاً، حول تمديد ولاية يعلون، بل امتنع عن مدح عمل يعلون ولو مرة واحدة.

وكان موفاز قد وصل إلى مكتب شارون، يوم الخميس الماضي، وأبلغه قراره المتعلق بعدم تمديد ولاية يعلون. وقال مستشارو شارون إن موفاز طرح تسويغات مختلفة تشير إلى انعدام الثقة بينه وبين يعلون. وقالوا إن شارون رد باقتضاب على موفاز قائلاً له: «سر في طريقك وستتلقى كامل الدعم».

وفي يوم الاثنين، وأثناء مشاركتهما في أمسية تقدير لجرحى سلاح الهندسة، طلب موفاز من يعلون الانفراد به في غرفة جانبية، وأبلغه خلال جلسة ثنائية استغرقت عدة دقائق، قراره الامتناع عن تمديد ولايته لسنة أخرى. واعتذر موفاز عن التوقيت والمكان الذي أبلغه فيه القرار، قائلاً إنه لم يشأ وصول النبأ إلى يعلون من جهة أخرى، واقترح عليه الالتقاء في اليوم التالي، في ديوان الوزير، لمواصلة الحديث.