وزراء «العمل» في حكومة شارون يدفعون باتجاه استكمال أكبر مشروع تهويدي في القدس

TT

يخطط وزراء حزب العمل في الحكومة الاسرائيلية للدفع باتجاه استكمال اكبر مشروع تهويدي لمدينة القدس المحتلة. ويقف كل من اسحاق هرتسوغ وزير الاسكان وبنيامين بن اليعزر وزير البنى التحتية في مقدمة المتحمسين لاستكمال مشروع «القدس الكبرى» الذي يهدف الى ربط القدس الشرقية المحتلة بمستوطنات الضفة الغربية المتاخمة للمدينة، سيما مستوطنة معاليه ادوميم، اكبر هذه المستوطنات.

وقال هرتسوغ انه سيكون على رأس اولوياته استكمال المراحل المقبلة من العمل في مستوطنة جبل ابو غنيم التي تفصل القدس الشرقية من الجنوب عن مدينة بيت لحم. وهذه تعتبر واحدة من اهم حلقات مشروع «القدس الكبرى». واضاف هرتسوغ انه يتوجب مواصلة تهويد القدس بحكمة من دون المس بمكانة اسرائيل الدولية وتعريضها للضغوط من الخارج.

ويدعي هرتسوغ ان اقامة مشروع القدس الكبرى لا يمثل عقبة امام التوصل لتسوية سياسية مع الفلسطينيين، مشيراً الى ان وثيقة جنيف التي توصلت اليها شخصيات اسرائيلية ومسؤولون في السلطة الفلسطينية وحركة فتح تنص على ضم مدينة معاليه ادوميم لاسرائيل في أي تسوية.

ويتواصل البناء في مستوطنة جبل ابو غنيم بوتيرة متسارعة، حيث تم بيع حتى الان اربعة الاف واربعمائة وحدة سكنية، وهناك الفا وحدة اخرى ستعرض للبيع قريبا، علما بأن معظم الاراضي التي اقيمت عليها هذه المستوطنة اراض فلسطينية مصادرة. وحذر المحامي داني زيدمان المستشار القانوني لجمعية «مدينة الشعوب» التي ترفض عمليات تهويد القدس الشرقية من ان حكومة ارييل شارون بدعم من حزب العمل قد تكثف الانشطة الاستيطانية التهويدية في القدس الشرقية من اجل استرضاء اليمين الاسرائيلي على خلفية تنفيذ خطة الفصل في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية.

ويؤكد زيدمان ان المشاريع الاستيطانية التي تفصل القدس عن بيت لحم وتربط المدينة المقدسة بمعاليه ادوميم من ناحية الشرق تهدف الى جعل امكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل امرا مستحيلا. واشار الى انه عند استكمال هذا المشروع ستنقسم المناطق التي قد تقام عليها الدولة الفلسطينية الى كانتونين منفصلين تماماً يقعان على جانبي كتلة استيطانية كبيرة. يذكر ان شارون هو من اول من بلور فكرة القدس الكبرى عندما كان وزيرا للبنى التحتية في حكومة بنيامين نتنياهو عام 1997. وتهدف الخطة الى جلب مليون مهاجر يهودي للاستقرار في القدس الشرقية ومحيطها من اجل تعزيز الواقع الديموغرافي في المدينة لصالح اليهود.

من ناحية ثانية يؤكد ممثلو حزب العمل والليكود في الحكومة على ان هناك توافقا بين الجانبين بضم التجمع الاستيطاني غوش عتصيون، الذي يقع الى الجنوب من القدس الى السيادة الاسرائيلية. وسيتوج ضم هذا التجمع للمدينة مشروع «القدس الكبرى»، الذي سيجعل المدينة تمتد على 25% من مساحة الضفة الغربية.

ويخطط مكتب شارون ووزارات الاسكان والدفاع والبنى التحتية لتدشين مدينة استيطانية جديدة تقع في محيط مدينة بيت لحم, وذلك بالتنسيق مع مجلس المستوطنات في الضفة والقطاع. وسيطلق على المستوطنة اسم عير جانيم أي (مدينة الحدائق)، وستكون اكبر مدينة استيطانية في الضفة الغربية.