المتطرفون اليهود يهددون بشل الحياة بإسرائيل في محاولة لإحباط خطة الفصل

TT

هدد اليمين اليهودي المتطرف بشل الحياة في اسرائيل، وذلك في محاولة منه لإحباط خطة الفصل والانسحاب من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات فيه وفي شمال الضفة الغربية. وجاء التهديد بعد أقل من 24 ساعة على مصادقة الكنيست مساء أمس بفارق 19 صوتا على مشروع قرار منح التعويض لمستوطني قطاع غزة (8000 مستوطن) الذين سيجري إجلاؤهم في وقت لاحق من العام الجاري. وصوت لصالح القرار 59 من اصل 120 وصوت ضده 40، وهذا أقل بكثير مما كان متوقعا.

في غضون ذلك، اعلن المستوطنون ومجالسهم وحاخاماتهم، رفضهم لقانون التعويض واعتبروه غير شرعي، واعتبروا ان الكنيست «بتصويته على هذا القانون تخلى عن قيم الصهيونية وأمن اسرائيل».

وقال نوعم فريدمان الرجل الثاني في حركة «كاخ » اليهودية المتطرفة، انه سيتم تدمير خطوط القطارات والسيطرة على مباني الوزارات ومحطات الإذاعة التي تمولها الدولة. واضاف في مقابلة أجرتها معه النسخة العبرية لصحيفة «يديعوت احرونوت»، ان المستوطنين سينقلون الصراع مع الحكومة الى كل مدينة وقرية في الدولة العبرية. وهدد قائلا «لن يتكرر الخطأ الذي حدث في سيناء، في حينه دارت المعركة هناك، فقط، أما الآن، فستجري في كل البلاد». واضاف انه سيتم إغلاق الشوارع الرئيسية في الدولة. واكد فريدمان انه بسبب تركيز قوات الجيش في منطقة غوش قطيف، فان المستوطنين سيتوجهون الى مناطق اخرى يمكن ان يكون فيها وجود الأجهزة الأمنية بسيطا.

وتابع القول: انهم يدرسون اقتحام المسجد الأقصى والصلاة فيه ووضع صورة خنزير بداخله. وكشف عن قيام اعضاء اليمين المتطرف بالاستعداد لقيام الأجهزة الأمنية باعتقالهم والتحقيق معهم، مشيرا الى انه يقوم شخصيا بشرح كيفية التعامل مع الشرطة والمخابرات اثناء الاعتقال والتحقيق.

واوضح فريدمان الذي قضى تسعة اشهر في الاعتقال الاداري، انه قد تم إعداد خلايا من المستوطنين للعمل في وقت متزامن ضد خطة فك الارتباط، مشيرا الى ان الرسائل بهذا الخصوص تم نقلها «من خلال المدارس الدينية وأجهزة الاتصال الإلكتروني شارك فيها أناس من داخل الخط الأخضر ومن خارجه»..

ورفض فريدمان ان يؤكد او ينفي ما إذا كان في مخططات عناصر اليمين المتطرف تنفيذ اعتداءات ضد الفلسطينيين من أجل احباط تنفيذ الخطة. واكد وجود تنظيمات سرية تعمل ضد خطة فك الارتباط. وقال «كلنا يعرف أنه توجد اليوم تنظيمات تعمل ضد الخطة». واكد ان هناك من يفكر في المس بالمسجد الاقصى. واضاف «أنا أيضًا كان سيسرني لو لم يكن المسجد الاقصى هناك. وأنا لا أخفي ذلك. آمل أن يحل اليوم الذي سنزيل فيه المساجد من هناك، لكنني لم أسمع عن نوايا محددة من أحد».

الى ذلك، قال مجلس مستوطنات الضفة والقطاع في بيان ان الكنيست «بتصويته على هذا القانون تخلى عن قيم الصهيونية وأمن اسرائيل». واضاف «انه يوم أسود للديمقراطية. سنواصل الكفاح بدون عنف ليسمح للشعب بان يقرر»، ملمحا الى الاستفتاء الذي يرفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون إجراءه بشكل قاطع.

واستنكر المجلس بشدة المصادقة على القانون، مشيرًا إلى أن الحكومة صادقت عمليًا على تهجير يهود من أراضيهم. وأضاف المجلس في بيانه: «هذا يوم أسود للديمقراطية».

وأصدرت لجنة حاخامات المستوطنات الإسرائيلية بيانًا قالت فيه إن «إقرار القانون يعني أنه أصبح أمرًا قانونيًا طرد مدنيين من منازلهم في دولة إسرائيل مقابل حصولهم على تعويضات. يمكن اعتبار هذا الأمر أساسًا لطرد العرب من إسرائيل». ووصفت اللجنة القانون الجديد بأنه «غير فعال».