قمة بين بوتفليقة ومحمد السادس على هامش أشغال القمة العربية الشهر القادم

وزراء خارجية دول المغرب العربي يحتفون في الرباط بذكرى تأسيس الاتحاد

TT

في أجواء مفعمة بالتفاؤل، اجتمع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي أمس بالرباط، احتفاء بالذكرى السادسة عشر لتأسيسه. وقال وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى في كلمة الترحيب «إن تحقيق أهداف الاتحاد كاملة يتطلب منا تكثيف اتصالاتنا وتشاوراتنا لتفعيل هياكله وتنشيط آلياته»، مبرزا أن تلك هي «إرادة تششعرنا بضرورة الحاجة إلى الدخول بالمنظومة المغاربية إلى مرحلة الفعل والبناء لمواجهة الرهانات المفروضة علينا دوليا وإقليميا».

وفي تطور مهم على مسار العلاقات المغربية الجزائرية، أكد وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم من جانبه، أن قمة بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والعاهل المغربي محمد السادس، ستعقد بمناسبة القمة العربية المرتقبة بالجزائر يومي 22 و23 مارس (آذار) القادم، وأوضح بخادم الذي كان يتحدث للإذاعة الجزائرية، أن الجزائر مستعدة لحل كل الخلافات العالقة مع الجار المغربي، وأضاف أن قائدي البلدين «سيتناولان العلاقات الثنائية وسبل ترقيتها».

اما وزير الخاجية المغربى فقال إن المملكة المغربية، تعبر في كل المناسبات، عن استعدادها الكامل لبحث كل السبل الكفيلة بضمان تقدم الاتحاد وتطوير هياكله، ايمانا منها بأن تماسك الاتحاد المغاربي واستمراريته رهينان باعتبار المصالح العليا للدول الأعضاء واحترام إرادة شعوبها، موضحا أن الأحداث «التي نعيشها اليوم من مستجدات جيو ـ استراتيجية واقتصادية وحضارية، تحتم علينا التفكير بعمق في واقعنا المغاربي، والتغلب على الذاتية والمضي قدما بروح التضامن والتآزر في معالجة القضايا وتجاوز الخلافات التي تعترض مسيرة الاتحاد».

ووصف بن عيسى، الاجتماع الحالي بـ«المهم»، كونه يتم في ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، مما يستوجب تضافر الجهود على كافة المستويات، وتسخير الطاقات لتعزيز صرح الاتحاد المغاربي، باعتباره خيارا استراتيجيا ومكسبا تاريخيا. ومضى قائلا: «لقد راكم العمل الاتحادي المشترك رصيدا مهما من نصوص الاتفاقيات والقرارات التنظيمية التي تندرج ضمن مشروع إصلاح منظومتنا التي تحظى باهتمام متزايد من طرف التجمعات الإقليمية والدولية»، منوها بالنتائج التي توصلت اليها لجنة المتابعة في دورتها الأخيرة الخاصة بالمسائل المالية والإدارية، والتي ستسهم، من دون شك، في توفير ظروف أفضل لسير عمل الاتحاد وبعث ديناميكية جديدة في مؤسساته.

وأشاد وزير خارجية المغرب بجهود محمد الحبيب بولعراس،، الامين العام لاتحاد المغرب العربى، لوفائه لمبادئ الاتحاد وأهدافه. وفي ذات السياق، قال بن عيسى، في تصريحات صحافية، إن المغرب من خلال توجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس، يسعى دائما إلى ترسيخ قنوات الحوار والتشاور والتواصل، ومن ثم اعتبر اللقاء الوزاري المغاربي في الرباط، احتفالا بالذكرى 16 لمعاهدة مراكش، منطلقا جديدا للتوجه نحو تفعيل هياكل الاتحاد من منطلق الواقع وبرغبة أكيدة في التغلب على الصعاب التي تواجه دول المنطقة، سواء اكانت معوقات ثنائية أو جماعية. وأكد بن عيسى قائلا: «توجد جذور توجه جديد لمواجهة الرهانات والتحديات التي نراها أمامنا اقليميا ودوليا».

ونفى بن عيسى وجود خلافات حول القضايا الكبرى للأمة العربية، مشيرا إلى أن وزراء الخارجية العرب حدَّدُوا أجندة في القاهرة غداة لقائهم الأخير، وسيتم تحيينها يوم 5 أو 6 مارس المقبل، حسب المستجدات. بيد أن بن عيسى تأسف على وجود خلافات بين الدول المغاربية، وأعرب عن أمله فى أن يتم الانطلاق في هذا الاجتماع نحو تبديدها، خاصة، انها تصادف الذكرى 16 لتأسيس اتحاد المغرب العربي، موضحا انه سيكون رمز خير للانطلاق بإرادة ثابتة وصدق وواقعية لدعم وترسيخ قواعد الاتحاد والتغلب على الصعاب وطي صفحات الخلافات القائمة.