بوش ينقل نيغروبونتي من بغداد لتعيينه أول مسؤول قومي للاستخبارات الأميركية

TT

أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، عن اختياره جون نيغروبونتي سفير الولايات المتحدة في بغداد، وسفيرها السابق لدى الأمم المتحدة، كأول مدير قومي لأجهزة الاستخبارات الأميركية. وفي حال مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه، فإن نيغروبونتي سيكلف يالتنسيق بين الوكالات الأمنية المختلفة التي يتجاوز عددها 12 وكالة. وكان الكونغرس قد أقر استحداث هذا المنصب الذي أوصت به لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر (أيلول).

وكان الرئيس بوش عين نيغروبونتي سفيرا في بغداد في يونيو (حزيران) الماضي، ويقوم بمهام عمله هناك منذ حل سلطة الائتلاف التي كان يرأسها السفير بول بريمر.

وقال الرئيس بوش في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض أمس، إن نيغروبونتي يدرك الحاجة الماسة للاستخبارات بسبب خدمته الطويلة في السلك الدبلوماسي، ومعرفته الواسعة بالشؤون الخارجية. وأضاف: «جون سيعمل على التأكد من أن أولئك المناط بهم الدفاع عن أميركا لديهم المعلومات التي نحتاج إليها لاتخاذ القرارات الصحيحة. سنوقف الإرهابيين قبل أن ينفذوا هجماتهم».

ونقل عن نيغروبونتي وصفه للمهمة الجديدة التي أنيطت به، بأنها تمثل تحديا كبيرا له منذ أكثر من 40 عاما قضاها في الخدمة العامة. وكان نيغروبونتي، 65 عاما، يمثل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة عندما جرى اختياره للانتقال إلى بغداد ليكون على رأس أكبر سفارة أميركية في العالم من حيث عدد العاملين فيها. وتم اختياره في أبريل (نيسان) الماضي سفيرا هناك، لكنه لم يباشر عمله إلا في يونيو عقب انتهاء فترة سلطة الائتلاف الأميركية في العراق.

كما شغل نيغروبونتي مناصب سفير للولايات المتحدة في الفلبين والمكسيك والهوندوراس. وأثناء توليه مسؤولية سفير الولايات المتحدة في المنظمة الدولية ساهم نيغروبونتي في الحصول على إجماع من مجلس الأمن الدولي على إصدار قرار يطالب الرئيس العراقي السابق صدام حسين بنزع أسلحته المحظورة. كما عمل نيغروبونتي على توسيع دور القوات الدولية في أفغانستان عقب الإطاحة بحركة طالبان هناك.

يشار إلى أن تثبيت نيغروبونتي في منصب سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة بعد اختياره للمنصب تأخر حوالي ستة أشهر، بسبب انتقادات وجهت لسجله كسفير للولايات المتحدة في الهندوراس بين عامي 1981، 1985، حيث لعب دورا رئيسيا في مساعدة الكونترا في نيكاراغوا في حربهم مع حكومة ساندينستا اليسارية. واتهمته جماعات حقوق الإنسان بالتورط في تنسيق أعمال الاستخبارات المركزية في التمويل الجزئي وتدريب فرق الموت الهندوراسية.

وعند إدلائه بشهادته في الكونغرس قبل تعيينه للمنصب في الأمم المتحدة قال نيغروبونتي إنه لا يعتقد أصلا بوجود ما يسمى بفرق الموت في الهندوراس.

وفي أول رد فعل لاختيار نيغروبونتي للمنصب، قال السناتور الديمقراطي تشارلز سكومر عن ولاية نيويورك: «إن المشكلة في حرب الإرهاب تكمن في عدم تعاون الوكالات المتعددة واشتراكها الكامل في المعلومات المتوفرة، ونأمل أن تعطى الصلاحية الكاملة لنيغروبونتي والموارد الكافية لسد الثغرات وإيجاد شراكة حقيقية بين هذه الوكالات».