واشنطن تحذر الصين من زيادة حشودها العسكرية في مضيق تايوان

بكين تحاول إحياء المحادثات السداسية النووية وتدعو إلى مزيد من المرونة

TT

واشنطن ـ رويترز: أعلن في بكين امس ان الحكومة الصينية سترسل مبعوثاً إلى كوريا الشمالية، في مسعى الى اقناع بيونغيانغ بالعودة إلى المفاوضات بهدف حل الخلاف في شأن برنامجها للاسلحة النووية. وفي غضون ذلك قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بورتر جوس، ان الحشد العسكري الذي تقوم به الصين يخل بتوازن القوى في مضيق تايوان في تقويم جديد مثير للقلق من القوة المتصاعدة للصين.

ويحذر مسؤولون أميركيون من الحشد العسكري العدواني الذي تبنيه الصين منذ فترة، ولكن أحدث تقويم يوضح أنه ربما يكون الخطر متزايدا ويقلل من شأن جوانب أكثر ايجابية للدور الدولي المتنامي الذي تقوم به الصين والذي أبرز في التقرير السنوي الذي قدمته «سي آي إيه» العام الماضي للكونغرس الأميركي.

وقال جوس أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاربعاء الماضي: «التحديث العسكري والحشد العسكري في بكين يخل بتوازن القوى في مضيق تايوان». وأضاف «تهدد القدرات الصينية القوات الأميركية في المنطقة».

وأشار الى أن بكين تعتبر الخطوات التي تقوم بها تايوان للاصلاح الدستوري بمثابة «جدول زمني للاستقلال». وأضاف جوس «اذا قررت بكين أن تايوان تتخذ خطوات نحو الانفصال الدائم الذي يفوق ما تسمح به بكين، نعتقد بأن الصين مستعدة للرد بمستويات مختلفة من القوة».

ويجسد تقرير وكالة الاستخبارات المركزية تزايد المخاوف في ادارة بوش وبين الخبراء الأميركيين، ازاء تصادم محتمل مع الصين وتايوان قد يؤدي الى توريط الولايات المتحدة، ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين تايوان والولايات المتحدة فان قانون العلاقات مع تايوان يلزم واشنطن بمساعدة الجزيرة في الدفاع عن نفسها، من خلال مبيعات الاسلحة.

وفي تقريره الى الكونغرس عام 2004 أكد المدير السابق لـ«سي آي إيه» جورج تينيت، أن «أكثر ما يثير قلق الولايات المتحدة الحشد العسكري الصيني الذي يواصل التسارع».

وجاء في التقرير السنوي لوزارة الدفاع الأميركية، الذي صدر في مايو (ايار) عن القدرات العسكرية الصينية، ان بكين وسعت من الحشد العسكري العدواني بمزيد من الصواريخ المتقدمة وأجهزة التشويش على الاقمار الصناعية باستخدام الليزر ومنشآت تحت الارض وتوجيه مئات الصواريخ ناحية تايوان بهدف بسط القوة والفوز في صراع محتمل مع تايوان.

وعلى صعيد آخر، أكد مسؤول أمس أن الصين سترسل موفدا إلى كوريا الشمالية في مسعى الى اقناع بيونغيانغ بالعودة إلى المفاوضات، بهدف حل الخلاف في شأن برنامجها للاسلحة النووية.

وقال ناطق صيني إن المدير الدولي للحزب الشيوعي الصيني وانغ غياري سيتوجه إلى بيونغيانغ لاجراء محادثات يتوقع أن تعقد السبت «لمناقشة المسائل الدولية والاقليمية».

ومن المقرر أن يكون المفاوض الأميركي الجديد في المحادثات النووية، السفير الأميركي في سيول كريستوفر هيل، الذي وصل مع نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي سونج مين سون الى بكين أمس لاجراء محادثات عاجلة تتعلق بهذه المسألة.

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية كونغ كوان، إن الصين ترغب من واشنطن وبيونغيانغ أن تبديا المزيد من المرونة والجدية، على جميع الاطراف أن تظهر الصبر، «مؤكدا التزام الصين حل الازمة عبر الحوار، ومعارضتها اللجوء إلى فرض العقوبات أو أي وسيلة أخرى للضغط على كوريا الشمالية». وأضاف «يجب ألا نلجأ للقوة أو الضغط في ما يتعلق بالعلاقات الدولية». والتقى هيل مسؤولين صينيين، بينهم وزير الخارجية الصيني لي تشاو تشينغ ونائب وزير الخارجية وو داوي والمبعوث الصيني الخاص لشؤون كوريا الشمالية نينغ فوكوي، حسبما أفادت ناطقة باسم السفارة الأميركية.

وفي سيول قال وزير الخارجية ان كي مون، إن الصين ستبذل مزيدا من الجهود لاحياء المحادثات السداسية. واوضح خلال اجتماع لدبلوماسيين ومشرعين كوريين إن «الصين أخبرتنا عن خطتها لاطلاق مبادرات أخرى إلى جانب إرسال موفد إلى كوريا الشمالية».

وقال مصدر لوكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب)، إن سونغ مين سيطلب من الصين لعب دور أكبر لانهاء الازمة.

وتحدث وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ هاتفيا مع نظيره الكوري الجنوبي بان كي مون، لمناقشة سبل تعزيز الجهود الدبلوماسية والعمل على استئناف المحادثات السداسية الاطراف.

ويأتي هذا النشاط الدبلوماسي المكثف عقب الاعلان الرسمي لكوريا الشمالية الاسبوع الماضي، أنها تملك أسلحة نووية وأنها تعتزم مقاطعة أي مفاوضات نووية أخرى طالما أن الولايات المتحدة تنتهج سياسة «عدائية» ضد بيونغيانغ.

وقال كونغ إن الصين ما زالت تحلل وتدرس التصريحات الاخيرة التي صدرت من بيونغيانغ في شأن برنامجها للاسلحة النووية.

وذكرت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية أنه عقب زيارة وانغ إلى بيونغيانغ سيلتقي ممثلون من اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الخميس المقبل في سيول لمناقشة مستقبل المفاوضات النووية السداسية الاطراف.

وعلى صعيد آخر أفادت وكالة يونهاب بأن سيول عززت قدراتها الدفاعية استعدادا لمواجهة هجوم نووي محتمل من كوريا الشمالية. ونسبت الوكالة إلى وزير الدفاع يون كوانغ أونغ قوله للصحافيين: «إن الجيش أعد عدته ضد أسلحة كوريا الشمالية النووية قبل سنوات».