بوادر أزمة دبلوماسية بين روسيا وجورجيا بعد رفض لافروف زيارة نصب الشهداء

TT

برزت بوادر أزمة دبلوماسية بين روسيا وجورجيا أمس بعدما رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن يدرج ضمن برنامجه زيارة نصب شهداء ضحايا الحرب الجورجية الابخازية في العاصمة تبليسي، التي كانت مقررة مساء أمس في أعقاب زيارته لأرمينيا. وقررت جورجيا اثر ذلك إلغاء زيارة لافروف الرسمية واعتبارها «زيارة عمل».

وقالت وزيرة الخارجية الجورجية سالومي زورابيشفيللي، إن القرار «خطوة إلزامية فرضتها كل مقتضيات بروتوكول الزيارة الرسمية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بدولة مجاورة». ووصفت رفض لافروف زيارة نصب الشهداء بأنه «خطوة لا تتوافق مع حسن الجوار». يذكر أن زورابيشفيللي، التي تحمل الجنسية الفرنسية، كانت تدرجت في سلك الدبلوماسية الفرنسية وعملت سفيرة لفرنسا في تبليسي، قبل أن يطلب الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي من الرئيس الفرنسي السماح لها بالعودة إلى بلدها الأصلي لتقلد منصب وزيرة الخارجية الجورجية.

واعتبرت الوزيرة زورابيشفيللي قرار لافروف لا سابقة له في تاريخ الدبلوماسية العالمية «حين يرفض الضيف الامتثال لمقتضيات تفرضها قواعد البروتوكول الدولي». وبرر الجانب الروسي رفض لافروف الزيارة «لأنها لم تكن مدرجة ضمن البرنامج حتى اللحظة الأخيرة»، إضافة إلى أن موسكو تظل طرفا وسيطا في النزاع بين جورجيا وابخازيا مما يصعب معه إقدام ممثليها على مثل هذه الخطوة. لافروف نفسه، أعرب عن أمله في ألا يسفر هذا المشهد عن مشاكل تحول دون مناقشة القضايا الرئيسية للعلاقات بين البلدين، مؤكدا أن اقتراح زيارة النصب التذكاري لشهداء الحرب الجورجية الابخازية طرح قبيل موعد الزيارة بأقل من يوم من بدايته، فضلا عن أن الجانب الروسي يجب أن يراعي وضعيته كوسيط في النزاع بين جورجيا وكل من اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. وكان لافروف أشار أيضا إلى أن العلاقات بين البلدين لن تشهد «حربا باردة»، مؤكدا أن بلاده تسعى إلى تطبيع مناخ العلاقات الثنائية وتحسينها. وقال في تصريحات نشرتها صحيفة «جورجيا الحرة»، إن هناك الكثير من المشاكل التي تراكمت بين البلدين خلال الأعوام الأخيرة ما لا تستطيع الاتهامات المتبادلة المساهمة في حلها، وما ينبغي معه العمل معا من أجل البحث في الحلول المقبولة من الجانبين، والتي تراعي مصلحة كل منهما. وتطرق الوزير الروسي إلى قضايا التعاون الاقتصادي وتزايد حجم الاستثمارات الروسية في الاقتصاد الجورجي، وهو ما يمكن أن يكون مؤشرا إلى تحقيق التقدم على الأصعدة السياسية. وأعرب لافروف عن استعداده للاستماع إلى الرأي الآخر، وتبادل وجهات النظر، سعيا إلى تجاوز الخلافات القائمة، والإعداد لتوقيع «المعاهدة الكبرى»، وتناول آفاق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والقضايا العسكرية والأوضاع في مناطق الأزمات.