مؤتمر وحدة العراق الوطني: تأكيد المشاركة في العملية السياسية.. والمطالبة بشغل مناصب سيادية وسياسية

عدد من الشخصيات السنية المشاركة طالب باستمرار الياور في رئاسة الدولة العراقية

TT

عقد نحو 200 شخصية سنية من شيوخ العشائر وممثلي الأحزاب والهيئات وعسكريون سابقون مؤتمرا في بغداد هو الأول من نوعه منذ إجراء الانتخابات العامة في الثلاثين من الشهر الماضي، دعوا خلاله الأحزاب الشيعية التي فازت بالانتخابات الى عدم تهميش السنة وجعلهم شركاء حقيقيين في عملية صياغة الدستور والعملية السياسية للبلاد. وعقد «مؤتمر وحدة العراق الوطني» في فندق «بابل» وسط بغداد تحت شعار «المشاركة في الحياة السياسية حق لكل العراقيين». ومثلت الشخصيات المشاركة المحافظات السنية الست نينوى والتأميم وصلاح الدين وديالى والانبار بالاضافة الى بغداد. وأكد المؤتمرون على ان المشاركة السياسية حق لكل العراقيين بمختلف اطيافهم الدينية والعرقية ورفض المحاصصة الطائفية والعرقية التي تعقد الوضع في البلاد، وضرورة عدم تهميش القطاعات الواسعة التي لم تشارك في الانتخابات وتأكيد الحقوق الشرعية لها في شغل مناصب سيادية رئيسية وسياسية وعدم إبعادهم عن التطورات الحاصلة في البلاد بإيجاد حالة توافقية من خلال تأكيدهم التعاون التام مع الجمعية الوطنية والحكومة طالما عملا بروح وطنية مسؤولة في وحدة العراق أرضا وشعبا، واعتبار نتائج الانتخابات ناقصة الشرعية في اقل تقدير لعدم تمثيل العناصر المنتخبة لكل أطياف الشعب العراقي. واستطلعت «الشرق الأوسط» آراء المشاركين في المؤتمر، فقال محمد شهاب الدليمي سكرتير اللجنة التحضيرية للمؤتمر «نحن مع الانتخابات التي جرت لكن ست محافظات لم تكتمل فيها العملية الانتخابية بالشكل المطلوب بسبب ظروف معروفة يقف في مقدمتها الوضع الأمني والعمليات العسكرية التي منعت الكثيرين من الإدلاء بأصواتهم ونطالب بمقاعد في الجمعية والحكومة سواء كانت سياسية او سيادية والاشتراك في العملية السياسية. وأشار المحامي فرحان عزيز النمر من نينوى (ناشط سياسي) ان هذه الدعوة «تأتي على ضوء المحادثات الجارية مع الحكومة ومحاولات عدم تهميش الغير، إذ نحن لا نرغب ان نكون خارج العملية السياسية بسبب مطالبتنا بالتأجيل لعدم الاستقرار، وفي ذات الوقت نهنئ الفائزين ونطالبهم بعدم تهميش الغير. وهنالك حلول جرى الحديث عنها قبل الانتخابات ومنها عملية التعيين كما حصل في الدورة السابقة للجمعية الوطنية او إجراء انتخابات تكميلية لان العملية السياسية بغير ذلك ستكون منقوصة من الناحية الدستورية والقانونية». وأوضح الشيخ فنر الجنابي من تكريت ان المؤتمر هو امتداد للمؤتمر التأسيسي الوطني بيروت الذي عقد في أغسطس (آب) الماضي للإعداد لمؤتمر وطني عام في العراق يبحث المتطلبات الضرورية للمشاركة الشاملة في العملية السياسية وتحديد مطالب توافقية مع القوى السياسية المشاركة وتحديد الأسس التي تسعى لها القوى السياسية التي لم تشارك في الانتخابات وما هو مطلوب من الحكومة المنتخبة والخروج بورقة عمل في الإعداد لمؤتمر وطني لكل العراقيين، وان هذا اللقاء ضروري في مناشدة القوى الوطنية لعموم العراق بالمشاركة فيه.

وقال الدكتور صالح المطلك رئيس المؤتمر ان المؤتمر «يعقد لمناقشة الازمة السياسية التي افرزتها الانتخابات التي اسهمت في استمرار الاحتقان السياسي والطائفي والقومي رغم مطالبتنا بالتأجيل لتوفير حد ادنى مقبول من التوافق يمكن الانتخابات على ضوء نتائجها تأسيس قاعدة ثابتة ومعقولة، الا ان الامور سارت بشكل او بآخر بسبب الرفض الأميركي لفكرة التأجيل واجرائها في الموعد المقرر الذي توافق مع رغبة بعض القوى لتحقيق مكاسب خاصة لها. والان نجد انفسنا امام ازمة سياسية رغم الانتخابات وقد تسوء اكثر نتيجة غياب تكوينات عراقية هامة، وان التركيبة الحالية تقتصر على تأدية الواجبات التي تنتظرها في تأليف الحكومة وتهيئة البلاد لاستعادة سيادتها بانسحاب الاحتلال ومسودة دستور دائم يعكس مطالب الشعب كاملا، خاصة انها انطلقت منذ ظهور نتائج الانتخابات في تجديد الدعوة بالاشتراك سوية لوضع دستور للبلاد من فئات سياسية من كلتا الجهتين». ودعا المطلك من فاز في الانتخابات «الى مشاركة فعالة في حوار صريح وهادئ مع من لم يشارك للوصول بالبلاد الى بر الامان وتلبية نداء الحوار الوطني، والتأكيد على ارجاع القوات المسلحة الى الميدان، وتكوين جبهة وطنية عريضة من خلال مؤتمر وطني شامل مؤمن بوحدة العراق».

من جهته، قال الدكتور عدنان الدليمي رئيس الوقف السني «ان الأمن والتخطيط والاقتصاد وتكافؤ الفرص والعدل والشورى نقاط يجب الدفاع عنها بكل الوسائل المشروعة المحلية والدولية، والكفاح من اجل وحدة العراق واستقراره لنكون سعداء في شوارعنا وهي خالية من قوات الاحتلال ونرى الضابط العراقي هو الذي يشرف على بلده، ولذلك ندعو الى عودة الجيش الذي حمى العراق منذ تأسيسه وشارك في الدفاع عن الأمة العربية في فلسطين وسورية ومصر وشارك في تأسيس جيوش اليمن وليبيا وغيرها. ونحن دعاة محبة ووحدة في عراق لكل العراقيين، ويجب توحيد صفوفنا للمشاركة بقائمة واحدة باسم العراقيين النجباء الذين يريدون حياة حرة بمختلف طوائفهم وأعراقهم».

واستهل عبد مطلك الجبوري (لواء ركن سابق في الجيش) كلمته بالقول: «كنتم دوما بيارق عالية تتوحد خلفها الصفوف، ومجد العراق بني بدمائنا ونحن مواضيع تحدي في ان نكون او لا نكون في عراق موحد او عراق مفتت، وان هنالك ممن يسعى الى تحويل العراق الى ساحة تصفية حسابات على حساب الوطن كله، وان ما جرى في الانتخابات لكل أسبابه في المشاركة او عدم المشاركة، لكن المحاصصة نرفضها سواء طائفية او عرقية». وأكد الشيخ وسمي محمد من هيئة علماء المسلمين في تكريت «يجب علينا البحث عن الصادقين الذين يقودون البلاد.. وعلى من حجزوا مقاعد في برلمان العراق نطالبهم في العمل على انسحاب المحتل، كما نطالب بتكاتف عشائر العراق السنة والشيعة والا العاقبة وخيمة».

وألقيت في المؤتمر كلمات لممثلين عن محافظات نينوى وديالى والانبار وبغداد وتكريت لشيوخ عشائر وتنظيمات سياسية وطنية وقومية، وطالبت بعضها بتشكيل مجلس شيوخ عشائر العراق كما في الدول الاخرى، وناشد مؤتمرون آخرون في كلماتهم ضرورة استمرار تولي الشيخ غازي الياور رئاسة الجمهورية للفترة الانتقالية الحالية من اجل إيجاد حالة توافقية في تشكيلة الحكومة.