المعارضة تدعو للاعتصام اليوم في مكان اغتيال الحريري

أسبوع على الجريمة.. والأجواء لا تزال متشنجة في لبنان

TT

سجلت امس في بيروت، على غرار الايام القليلة الماضية، مواقف عكست الاجواء المتشنجة المستمرة بين اطراف الموالاة والمعارضة على خلفية التطورات المأساوية التي بدأت باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ومجموعة من مرافقيه الاثنين الماضي بواسطة عبوة ناسفة، وما حصل خلال تشييعه وما صدر من تصريحات عنيفة عن أقطاب معارضين تتهم السلطة بالتقصير الفاضح وحتى بالتورط في عملية الاغتيال. وقد قابلتها تصريحات ومواقف من مسؤولين في السلطة وشخصيات موالية. وكل ذلك أشاع أجواء مشحونة بالتأزم على الساحة اللبنانية.

وامس دعت «هيئة المتابعة للمعارضة اللبنانية» المواطنين كافة للانضمام الى الاعتصام الذي تقيمه المنظمات الشبابية ظهر اليوم في مكان الانفجار الذي قتل الرئيس الحريري قرب فندق الفينيسيا، فيما اكد وزير الدفاع عبد الرحيم مراد «حرص الحكومة على ترك الناس تعبّر عن مشاعرها» لكنه اشار الى «ان التظاهر بشكل مستمر لا يجوز حفاظاً على الاستقرار الأمني». وحذر من مندسين قد يعكرون الأجواء الأمنية.

وجاء في بيان اصدرته المعارضة امس في ذكرى مرور أسبوع عن استشهاد الرئيس الحريري، ان جميع اللبنانيين في المناطق كافة مدعوون الى «التوقف عن العمل ووقف حركة السير لمدة 5 دقائق اعتباراً من الساعة 12.55 من ظهر اليوم نفسه (الاثنين) وحمل شارات الحداد السوداء ورفعها على السيارات».

وجددت المعارضة في بيانها «دعوة المواطنين اللبنانيين كافة للمشاركة في الاعتصام المتواصل اعتباراً من الساعة السادسة من مساء كل يوم في ساحة الشهداء قرب ضريح الشهيد (الحريري) ورفاقه».

وكانت منظمات شبابية قد نفذت امس مسيرة ضمت وفوداً شعبية ونقابية ومخاتير مناطق الأشرفية والمدور والرميل والصيفي، وتقدمها النائب ميشال فرعون الذي القى كلمة أمام ضريح الرئيس الراحل في باحة مسجد محمد الامين، قال فيها: «باسم الرب وباسم الله، اتوا ليصلوا بعد قداس الاحد وليطلبوا الرحمة على روحك وروح رفاقك، والشفاء لزميلي باسل فليحان. أتوا وفاء لك وللبنان، وفاء لمسيرتك من اجل السلام والإنسانية وانتصاراً للحريات والديمقراطية على الظلم والظلام، ووفاء لنضالك الطويل من اجل قيامة لبنان الحضارة والعمران، لبنان الوحدة الوطنية والعيش الواحد، لبنان السيادة والاستقرار والاعتدال والسلم الأهلي». واضاف: «اننا نؤكد لك، يا شهيدنا الغالي، اننا لن نرتاح قبل كشف كل الحقائق حول هذه الجريمة النكراء التي أصابت شعبك في الصميم. ولن نرتاح قبل جر الجبناء أمام القضاء. نعدك يا ابا بهاء، اننا سنكمل المسيرة متسلحين بالقيم التي كنت تمثلها، قيم الانسانية والأخلاق في العمل والحوار من أجل وحدة الشعب ووحدة المؤسسات حتى قيام لبنان الحلم، لبنان الرسالة والمنارة في العالم».

وقال الوزير مراد في مقابلة مع تلفزيون «المؤسسة اللبنانية للإرسال» LBCI امس: «من دون شك ان اي مواطن لبناني يطالب بمعرفة المسؤول عن هذه الجريمة النكراء وتسريع التحقيقات. والمواطن يطالب دائماً باستقرار الأمن وبعده الاستقرار المالي والاقتصادي، ونحن نحرص في الحكومة على ترك الناس تعبّر عن مشاعرها بكل حرية. ونحن نحميها. أما ان تصل الامور الى درجة التجمع بشكل مستمر والتظاهر بشكل مستمر فهذا يدعو للتخوف من مندسين يمكن ان يقوموا باي عمل أمني داخل المظاهرة. فمن يتحمل المسؤولية؟ الدولة. إذن لا يجوز ان تبقى الدولة مكتوفة أمام ما يجري».

ودعا الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط و«تيار المستقبل» الذي أسسه الرئيس الحريري في منطقة اقليم الخروب (شرق مدينة صيدا) الى الوقوف دقيقة صمت اليوم عند الساعة 12.55 ظهراً «عن روح الشهيد الحريري واستنكاراً للجريمة».

ونقلت إذاعة «صوت لبنان» عن مصادر الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان قولها: «ان الجو العام يدفع بعض الطلاب الى المشاركة في الاعتصام والتظاهر. وهذا ما يلزم إدارات المدارس باحترام حرية التعبير للطلاب، على ان يكون هذا الموضوع على مسؤولية الأهل فلا تتحمل المدارس تداعيات اي إشكال يترتب عن المشاركة. وبالتالي يعود لكل مدرسة ان تتخذ ما تراه مناسباً في المحيط الذي تقع فيه».