فصيلان مسلحان في شرق السودان يشنان هجوما على معسكر للجيش بالقرب من كسلا

الحركة الشعبية تنظم حوارا بين أبناء الجنوب قبل نهاية الشهر

TT

تصاعدت العمليات العسكرية في شرق السودان باعلان فصيلين مسلحين هما مؤتمر البجة والأسود الحرة شنهما هجوما على على معسكر بمدينة (وقر) التي تبعد حوالي 60 كيلومترا عن مدينة كسلا، ثاني اكبر المدن في شرق السودان التي لم تشهد عمليات عسكرية خلال ثلاثة اعوام.

وذكر بيان مشترك لمؤتمر البجة والاسود الحرة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه «في اطار تصعيد نظام الجبهة الاسلامية الحاكم في الخرطوم لممارسته القمعية والوحشية لمواطنينا في شرق السودان، بالاضافة الى التحرشات العسكرية على طول خطوط التماس استطاعت قواتنا ليلة امس (اول من امس) اختراق خطوطه الامامية وتدمير معسكره بمدينة وقر بنهر القاش تدميرا كاملا». ولم يحدد البيان عدد القتلى والجرحى واكتفي بأن الحصر ما زال جاريا بعد انسحاب قواتهما من الموقع.

ولم ترد ردود فعل من الخرطوم حول ما ذكره البيان، في وقت طالب فيه الفصيلان بايجاد منبر منفصل لحل قضايا الشرق. وحمل البيان الحكومة مغبة تصعيد العمل العسكري «مخالفة لما تدعيه من رغبة في تغليب الحل السياسي الشامل»، حسب ما ذكره البيان.

وفي سياق آخر اعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان عن عقد مؤتمر الحوار الجنوبي ـ الجنوبي قبل نهاية فبراير (شباط) الحالي تحت مظلة منظمة خيرية تتبع الى الرئيس الكيني السابق دانيال أراب موي. مؤكدة اطلاق سراح كل اسرى جنود الجيش الحكومي الذين اسرتهم خلال الحرب التي استمرت لاكثر من 21 عاما وانتهت باتفاق سلام بين الحكومة والحركة الشعبية في وقت لا تملك الحكومة اي اسير بطرفها من جنود الجيش الشعبي.

وقال الناطق الرسمي باسم الحركة ياسر عرمان لـ«الشرق الأوسط»، ان الحوار الجنوبي ـ الجنوبي لا يستثنى احدا. واضاف سنتناقش مع كل الاطراف في الجنوب ولا استثناء او استبعاد او عزل لاحد، وسنسعى لتحقيق اجماع وطني جنوبي مثل ما نسعى لاجماع قومي». وقال ان الحركة تتقبل كل الآراء، واي طرف يعبر عن مواقفه.

ولم يخف عرمان وجود بعض الهواجس وتباعد في المواقف، غير انه قال «لكن الحوار سيؤدي الى اجماع وطني واتفاق، وهناك عدم تبين ومعرفة لمواقف كل طرف من الآخر» مشددا على ترحيب الحركة بالحوار مع كل الاشخاص بمن فيهم الذين يقفون على النقيض من الحركة، مثل نائب الرئيس السابق جوزيف لاقو، ووزير الثقافة الاسبق بونا ملوال، وقال، «نعم سنحاورهما لكن الحوار ابعد من الاشخاص بل هو حوار عميق بين القوى الفاعلة في المجتمع المدني والمجموعات السكانية وليس في قضايا السلطة فقط».

واشار عرمان الى ان قضايا بناء مجتمع جديد والتنمية، هي من اولويات الحوار، وقال «بالتركيز على هذه القضايا والتأثير الايجابي على حياة الناس العاديين، وان يترجم السلام الى استقرار وخدمات وتحول ديمقراطي داخل جنوب السودان». ويأتي الحوار الجنوبي ـ الجنوبي قبيل تشكيل حكومة جنوب السودان الانتقالية المحددة بست سنوات ونصيب الحركة فيها (70%) والقوى السياسية الجنوبية نسبة (15%) والمؤتمر الوطني الحاكم الذي يضم جنوبيين بداخله نسبة (15%).

الى ذلك اكد عرمان اطلاق سراح كل اسرى قوات الحكومة الذين اسرتهم الحركة خلال الحرب، لكنه لم يحدد عددهم، وقال هناك توجيه واضح بأن يعود الاسرى الى ذويهم باسرع وقت ممكن. واضاف «العمل يعتمد على التجهيزات التي تقوم بها الحكومة السودانية والصليب الاحمر الدولي». وتابع ان الاسرى الآن احرار، ونتمنى ان يعودوا الى ذويهم، مؤكدا عدم وجود اسرى من الحركة بطرف الحكومة. وقال «هذا امر مؤسف»، في اشارة الى عدم التزام الحكومة بالاحتفاظ بالأسرى.