شيع الاف السودانيين امس واحداً من ابرز رجال الطرق الصوفية في السودان وهو الشيخ عبد الرحيم محمد وقيع الله البرعي، المعروف بـ«الشيخ البرعي» أو «برعي الزريبة»، الى مثواه الاخير في بلدة «الزريبة» 500 كيلومتر غرب الخرطوم. وتوفي البرعي في بلدته أول من امس بعد مشوار طويل من المرض.
وحضر مراسم تشييع البرعي (82 عاما) نائب الرئيس علي عثمان محمد طه والبروفسور ابراهيم احمد عمر الامين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم والعشرات من المسؤولين في الحكومة وقيادات الطرق الدينية من شتى بقاع السودان.
ونعى مجلس الوزراء السوداني امس الشيخ البرعي راعي الطريقة السمانية الصوفية في السودان وعدد مآثره، وقال ان البرعي ظل يقوم بدور دعوي كبير في البلاد «وهو الذي ظل يمدح الرسول عليه الصلاة والسلام ويقوم بتحفيظ القرآن ويزكي المجتمع باعمار القيم الدينية والخلق السمح».
وقالت رئاسة الجمهورية في نعيها للبرعي انه قضى «حياة مليئة بالطاعات واعمال الخير بعد ان جعل من الدنيا دار ممر الى دار مقر، والناس فيها رجلان، رجل باع نفسه فاوبقها، ورجل ابتاع نفسه فاعتقها، ولزم جادة الحق طريقا وسبيلا، اذ تنعيه رئاسة الجمهورية لمحبيه ومريديه ولاهل السودان جميعا، انما تنعي قيثارة المديح الذي عطر اماسي السودان بناجع القول والفيض الصافي في شمائل المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وتنعي فيه ايكة المساكين المديدة الظل، وكهف المريدين يلقنهم الرشد والرحمة والموعظة الحسنة، والتكايا وكافل الأيامي واليتامى، ذوي المسغبة والمتربة هجوعا وعشاء وضحي، وشرافة اللوح الجليلة والزاهية في ايدي اليفع، في علم التجويد وابواب الفقه واتقان التوحيد». ولد البرعي عام 1923 وحفظ القرآن في بلدة الزريبة بمسجد والده وتولى رعاية الطريقة بعد رحيل والده في عام 1944، وظل منذ ذلك الحين وهو يدير حقل تحفيظ القرآن في بلدة الزريبة تضم اكثر من «3000» دارس الى جانب حلقات اخرى في الخرطوم ومدن السودان الاخرى تضم نحو «200» دارس.
وللبرعي اكثر من 700 قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم تم نشر عدد منها في دواوين، ويردد قصائد البرعي فرقة شهيرة باسم «اولاد البرعي» يقوم الشيخ البرعي نفسه بتلحين القصائد لها، وفى السنوات الاخيرة قامت اكثر من 6 فرق في الخرطوم تردد قصائد البرعي وتلقى قبولا كبيرا من السودانيين.
ونعت رئاسة الجمهورية الشيخ عبد العال الادريسي احد اركان الطريقة الصوفية الادريسية في الخرطوم ومدير مستشفى التجاني الماحي الذي انتقل لجوار ربه راضيا مرضيا اثر حادث مروري وهو في طريقه لتقديم واجب العزاء في فقيد البلاد والامة الاسلامية الشيخ عبد الرحيم البرعي.