الخرطوم: محادثات دارفور تستأنف نهاية فبراير

الخارجية البريطانية تنفي اختطاف اثنين من مواطنيها في السودان

TT

قالت الحكومة السودانية ان محادثات السلام لانهاء العنف في دارفور ستستأنف بنهاية فبراير (شباط) الجاري ، الا أن مسؤولين من قادة الفصائل المسلحة في الاقليم قالوا انه لم يجر ابلاغهم بالموعد والقوا شكوكا حول ما اذا كانوا سيشاركون.

ونفت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية امس أنباء افادت ان حركة «جيش تحرير السودان» الناشطة في دارفور قد اختطفت بريطانيين في الاقليم لعدة ساعات قبل اطلاقهم صباح امس. وقالت المتحدثة في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الاوسط» إن «الخبر الذي بثته فضائية الجزيرة عن الحدث خاطئ تماماً». واضافت «كان هناك سوء تفاهم في البداية بينهم وبين الحركة». واردفت «سرعان ما تم حل ذلك، بيد ان الظلام كان قد هبط لذا قرروا البقاء (في ضيافة الحركة) حتى الصباح». وزادت إن اعضاء حركة التمرد السودانية «قد سلموهما الى الامم المتحدة التي تستعد لنقلهما الى الخرطوم». وكانت قناة الجزيرة قد ذكرت أمس ان بريطانياً ووالدته يعملان في ميدان الاغاثة، «قد اختطفا من جانب متمردين سودانيين» في ولاية شمال دارفور بغرب السودان. واضافت إن سفارة لندن في الخرطوم تقوم بمساع لاطلاقهما. ومن جانبها افادت وكالة انباء «اسوشييتدبرس» بان حركة «جيش تحرير السودان» قد احتجزت باتريشيا باركر ونجلها آلستر كينغ سميث اللذين يشرفان على جمعية خيرية اسمها «كيد فور كيد» (طفل لطفل) وسودانيين كانا برفقتهما. وعزت الاحتجاز الى حصول «سوء تفاهم بصدد حيازتهما إذناً بالوجود في المنطقة». ونقلت عن السفير البريطاني في الخرطوم وليام باتي قوله: ان السفارة سارعت بشرح سوء التفاهم هذا للمتمردين. ولفت الى ان حلول الظلام اضطر البريطانيين الى «الاستمتاع بضيافة جيش تحرير السودان» الذي عمد امس الى نقلهما الى الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. يُشار الى ان سميث موظف دبلوماسي، حسبما افادت الخارجية البريطانية التي ذكرت إنه يساهم في عمل منظمة «كيد فور كيد» الخيرية في اوقات فراغه».

وتقوم الجمعية الاغاثية البريطانية بنشاطات عدة في اقليم دارفور، بينها توزيع مساعدات لوجستية وماعز على الاسر الفقيرة في محاولة لافساح المجال امامها كي تعمل وتعيل نفسها بنفسها. من جهتها قالت الحكومة السودانية ان محادثات السلام لانهاء العنف في دارفور ستستأنف بنهاية فبراير (شباط) الا أن مقاتلي دارفور قالوا انه لم يجر ابلاغهم بالموعد وألقوا شكوكا حول ما اذا كانوا سيشاركون.

وقال مجذوب الخليفة رئيس وفد الحكومة في المفاوضات في وقت متأخر من مساء اول من امس ، ان الوفد تلقى اشعارا رسميا من الاتحاد الافريقي بأن المحادثات ستستأنف في العاصمة النيجيرية ابوجا بنهاية الشهر الحالي. لكن متحدثا باسم حركة تحرير السودان قال امس ان العودة للمحادثات تعتمد على خلق الحكومة «لمناخ موات».

وقال آدم علي المتحدث باسم حركة التحرير السودانية انه لم يصلهم اشعار من الاتحاد الافريقي في ما يتعلق بموعد استئناف المحادثات. وأضاف أنه يتحتم على الحكومة خلال أسبوعين الانسحاب من مناطق سيطرت عليها منذ هدنة جرى انتهاكها كثيرا واحترام منطقة الحظر الجوي قبل أن يدرس المسلحون امكانية العودة للمحادثات.

واستطرد انه «اذا التزمت الحكومة بتعهداتها وخلقت مناخا مواتيا سنعود للمحادثات». وحذرت الامم المتحدة يوم الجمعة من أن دارفور تواجه خطر حدوث مجاعة جديدة وأن ما يصل الى أربعة ملايين نسمة ربما يصبحون قريبا في أشد الحاجة للحصول على مساعدات ضرورية للبقاء على قيد الحياة. وأضافت أن عمال الاغاثة وطائرات الهليكوبتر الخاصة بنقل المساعدات وشاحنات الغذاء يتعرضون جميعا لنيران تطلقها قوات حكومية او قوات «المتمردين» او مقاتلو الميليشيات.

ودعت الحكومة السودانية المجتمع الدولي للضغط على جماعات «المتمردين» لاستئناف المحادثات. وأضاف الخليفة في بيان أول من امس ان الحكومة السودانية احترمت الهدنة أساسا لسلامة مدنييها وتوقفت عن تحليق طائراتها العسكرية ، في اشارة على حسن النوايا، مشيرا الى ضرورة الضغط على المسلحين لضمان نجاح المحادثات.