القوات الأميركية والعراقية تشن عملية «الحرب النهرية الخاطفة» لإعادة الأمن إلى الرمادي

مقتل 7 عراقيين في هجمات متفرقة إلى الشمال من بغداد واعتقال 22 مشتبها في الموصل

TT

بدأت قوات أميركية وعراقية عملية أمنية كبيرة حول الرمادي أمس قائلة انها تأمل أن تعيد النظام للمدينة الواقعة في غرب العراق والتي كانت في أيدي المسلحين المناوئين معظم فترات العام المنصرم. الى ذلك قتل جندي اميركي في هذه المنطقة وسبعة عراقيين في حوادث منفصلة وقعت شمال بغداد امس والسبت، وفقا لمصادر في الشرطة العراقية.

وفي اطار العملية التي اطلق عليها «ريفر بليتز» - أي الحرب النهرية الخاطفة ـ فرضت قوات من مشاة البحرية الأميركية تساندها قوات أمن عراقية حظر تجول من الساعة الثامنة مساء وحتى السادسة صباحا بالتوقيت المحلي في مدينة الرمادي الواقعة على بعد 110 كيلومترات غرب بغداد وحولها ضمن العملية الأمنية. وقال الجيش الأميركي في بيان ان العملية «تهدف الى استهداف المسلحين والارهابيين الذين حاولوا زعزعة استقرار محافظة الانبار بإرهاب السكان عن طريق أعمال عنف وترويع».

وقال الميجر جنرال ريتشارد ماتونسكي بمشاة البحرية في بيان «طلبت منا الحكومة العراقية زيادة عملياتنا الأمنية في المدينة لتحديد مكان الارهابيين والقوى المناوئة للعراقيين وعزلهم وهزيمتهم». ووصف المتشددين بانهم «مصممون على الحيلولة دون انتقال سلمي للسلطة بين الحكومة العراقية المؤقتة والحكومة العراقية الانتقالية» التي يجري تشكيلها في أعقاب الانتخابات التي جرت في 30 يناير (كانون الثاني).

ومدينة الرمادي يقطنها مئات الالاف، وهي عاصمة محافظة الانبار وكانت معقلا للمقاتلين المناهضين للقوات بقيادة الولايات المتحدة خلال الثمانية عشر شهرا المنصرمة. وكان من المتوقع أن تشن القوات الأميركية هجوما على المدينة بنهاية العام الماضي في محاولة لاعادة الأمن قبل الانتخابات، ولكن الهجوم تركز على جيب الفلوجة شرق الرمادي. وفي الهجوم على الفلوجة في نوفمبر (تشرين الثاني) اشتبكت مشاة البحرية الأميركية لأسابيع مع المقاتلين المختبئين في الفلوجة وفقدت أكثر من 70 جنديا كما قتل مئات المتشددين. وعاد الهدوء النسبي للفلوجة في أعقاب الهجوم بالرغم من أن أجزاء كبيرة من المدينة دمرت في الهجوم، كما يجري اصلاح الخدمات الرئيسية مثل المياه والكهرباء ببطء.

ولم يتضح ما اذا كانت العملية التي بدأت أمس في الرمادي وحولها مقدمة لهجوم عنيف مشابه.

وأوضحت صور التقطت من الرمادي اول من أمس مقاتلين ملثمين يتجولون بحرية في الشوارع وهم يحملون على أكتافهم قذائف صاروخية. ومعسكر الجيش الأميركي في المدينة هدف لقذائف مورتر تطلق يوميا تقريبا وتشير أرقام أميركية الى أنه منذ الحرب التي قادتها الولايات المتحدة للإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين في مارس (اذار) 2003، كانت الرمادي واحدا من أخطر الاماكن التي تعمل بها القوات الأميركية.

وقال الميجر جنرال ناتونسكي ان «الاجراءات الأمنية في الرمادي وحولها تهدف لضمان سلامة السكان بالسيطرة على طرق الوصول للمدينة. نقاط التفتيش المؤدية للمدينة ستفتش العربات بحثا عن ارهابيين ومقاتلين وأسلحة وذخيرة ومواد خاصة بتطوير عبوات ناسفة بدائية الصنع». واضافة الى اقامة حواجز أمنية حول المدينة، فان العملية ستتضمن تشديد الدوريات في البلدات والمدن على طول نهر الفرات الذي يشق المدينة. ويشتبه في أن المقاتلين هربوا أسلحة ومقاتلين الى العراق من سورية عبر النهر وشن المقاتلون هجمات على طول هذا الطريق بما في ذلك في هيت وحديثة. الى ذلك، اعلن الجيش الاميركي في بيان أمس مقتل جندي اميركي من قوات المارينز في المعركة في محافظة الانبار. واضاف «ان نشر مزيد من التفاصيل حول الحادث قد يعرض عناصرنا للخطر». وبذلك يرتفع الى 1468 عدد العسكريين الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ اجتياحه في مارس 2003 بحسب ارقام البنتاغون.

من ناحية ثانية، قال اللواء تورهان يوسف قائد شرطة مدينة كركوك (255 كلم شمال شرق بغداد) ان شخصين قتلا في كركوك أمس «بعد انفجار كمية من الاسلحة والقذائف تعود للنظام السابق ضمن مخلفات الجيش والاجهزه الأمنية». واوضح ان «الحادث وقع عند الساعة 10.00بالتوقيت المحلي (الساعة 07.00 تغ) في حي العلماء شرق المدينة في منطقة كانت تعد مركزا للقوى الأمنية والبعثيين ابان الحكم السابق والتي استغلها المرحلون الاكراد للسكن بعد سقوط النظام». واضاف يوسف ان «الحادث الذي يجري التحقيق فيه يؤكد ان الانفجار نجم عن الاسلحة والقذائف المخزنة التي انفجرت نتيجة الاحتكاك او الحرارة».

من جانب اخر، انفجرت سيارة على الطريق الحولي في منطقة الحويجة (50 كم غرب كركوك) مما ادى الى مقتل سائقها، حسب المصدر ذاته. وقال يوسف ان «الحادث وقع لدى مرور السيارة على الطريق الخارجي مما ادى الى تناثر اشلاء سائقها الذي لم تعرف هويته حتى الان». واشار قائد الشرطة الى ان «تحقيقا يجري حاليا لتحديد هل ان القتيل انتحاري ام تم زرع عبوة شديدة الانفجار في سيارته او كان يحمل كميات من المتفجرات خصوصا ان الحادث وقع بعيدا عن دوريات الجيش الاميركي ونقاط تفتيش الجيش والشرطة والابنية الحكومية في قضاء الحويجة».

وفي بيجي، قال الضابط نعمان احمد من شرطة بيجي (200 كلم شمال بغداد) ان «اثنين من عناصر الشرطة المكلفين حماية شركة انتاج الطاقة الكهربائية في بيجي قتلا ليل امس (السبت)». واوضح ان «محطة بيجي الحرارية تعرضت لهجوم من قبل مجهولين عند الساعة 23.00 بالتوقيت المحلي من مساء امس مما ادى الى مقتل العنصرين الأمنيين».

من جهة اخرى، اكد الضابط احمد مرعي من شرطة قضاء الدور (22 كلم شمال سامراء) «قيام مسلحين مجهولين باختطاف المقاول العراقي فوزي عيدان، 35 عاما، في مجمع الدور السكني شمال سامراء». وقال ان «المسلحين هاجموا المقاول عندما كان يقود سيارته صباح اليوم (امس)».

الى ذلك، اكد الضابط عاصم العزاوي من شرطة قضاء الدور العثور على جثتين تابعتين لعنصرين من قوات التدخل السريع التابعة لوزارة الداخلية العراقية صباح أمس على الطريق بين الدور وسامراء في منطقة الملح (11 كم شمال غربي سامراء). وبدوره، اكد الطبيب سعد الجنابي من الطب العدلي ان «الوحدة استقبلت اليوم (أمس) جثتين من عناصر الشرطة قتلا برصاصات في الرأس والصدر والبطن».

من جهة اخرى، قام مسلحون مجهولون بخطف مدير بلدية مدينة سامراء نايف صالح حمد، وفقا لمصدر في شرطة المدينة. وقال النقيب نايف حميد ان «مسلحين مجهولين قاموا عند الساعة 13.30بالتوقيت المحلي (10.30 تغ) باختطاف مدير بلدية سامراء نايف صالح حمد».

واوضح ان «مسلحين مجهولين نصبوا كمينا لحمد عندما كان عائدا للتو من عمله الى منزله في حي الشهداء شرق سامراء ووضعوه في صندوق سيارتهم وانطلقوا الى جهة مجهولة».

وفي مدينة البصرة (550 كلم جنوب)، جرح عراقيان في انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع، حسبما افاد المقدم كاظم الزيدي من شرطة البصرة. وقال ان «عبوة ناسفة محلية الصنع انفجرت على دورية تابعة للشرطة العراقية مما ادى الى اصابة اثنين من الاشخاص بجروح». واوضح ان «عناصر الدورية لاحقت احد المشتبه فيهم كان يصور عملية الانفجار واعتقلته بعد ان لجأ الى مخبأ حيث عثرت الشرطة على كمية من المتفجرات».

من ناحية ثانية، افاد بيان للجيش الاميركي بان قوات الأمن العراقية اعتقلت خلال اليومين الماضيين 22 مشتبها فيهم في مدينة الموصل (370 كلم شمال). واضاف البيان ان «قوات الأمن العراقية اعتقلت 13 مشتبها بالاضافة الى حيازتها على كميات من الاسلحة في عملية دهم قامت بها الجمعة في الموصل». وتابع ان «قوات الأمن العراقية اعتقلت 6 ارهابيين معروفين في مدينة تلعفر السبت بالاضافة الى حيازتها على اسلحة كانت بحوزتهم».

واوضح البيان ان «قوات الأمن العراقية احتجزت سيارة اجرة تحوي كميات متنوعة من الاسلحة وان تحقيقا بالحادث ادى الى اعتقال 5 متمردين مشتبه في ضلوعهم بأعمال إرهابية».

وأشار البيان الى انه «في الوقت الذي كانت فيه قوات الأمن العراقية تقوم بعملية تفتيش شرق الموصل فإنها قبضت على شخص يشتبه في قيامه بأعمال إرهابية».