لافروف يزور أوكرانيا بعد فشل محادثاته في جورجيا

في إطار استعدادات موسكو لقمة بوتين ـ بوش في براتيسلافا

TT

اتسعت دائرة الخلافات بين موسكو والجمهورية السوفياتية السابقة مولدوفا بسبب قرار الاخيرة طرد ستة من ممثلي منظمات حقوق الانسان الروسية قبيل الانتخابات البرلمانية المرتقبة في هذه الجمهورية، فيما يبدأ وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف اليوم زيارته لاوكرانيا في اعقاب زيارتين مماثلتين لكل من ارمينيا وجورجيا. وتكتسب زيارة لافروف لاوكرانيا اهمية خاصة لأنها تأتي بعد فشله في تصفية الخلافات العالقة مع جورجيا، خصوصاً المتعلقة بالقواعد العسكرية الروسية هناك. وكانت مظاهرات قد احتشدت قرب السفارة الروسية في العاصمة الجورجية تبليسي تطالب بطرد الوزير الروسي بسبب رفضه زيارة نصب شهداء ضحايا النزاعات المسلحة مع كل من ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، وادى ذلك الى اعلان جورجيا خفض مستوى الزيارة الرسمية إلى «زيارة عمل». واشارت مصادر جورجية قريبة الى اجتماع لافروف مع المسؤولين الجورجيين الى تعثر المحادثات وعدم التوصل إلى قرارات محددة في شأن القضايا العالقة، خصوصاً وضع القواعد العسكرية ونظام انتقال المواطنين من دون تأشيرات وترسيم الحدود بين البلدين، وانشاء مركز مشترك لمكافحة الارهاب، وتسوية القضايا الاقليمية التي تتعلق بالنزاعات مع كل من ابخازيا واوسيتيا الجنوبية والتي اتفق الجانبان حول مواصلة المشاورات في شأنها. الوزير لافروف كشف انه عرض عددا من الاقتراحات امام المسؤولين الجورجيين لدراستها من دون ذكر تفاصيلها. من جهة أخرى، اعربت وزارة الخارجية الروسية عن اهتمام واضح بزيارة لافروف لكييف في ضوء نتائج المحادثات التي جرت في موسكو بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفيكتور يوشينكو. وفيما اعتبر مراقبون ان زيارة لافروف لاوكرانيا تأتي في اطار محاولات موسكو تعويض ما فقدته من مواقع في اعقاب الانتخابات الرئاسية الاوكرانية الاخيرة التي وقفت خلالها إلى جانب خصم الرئيس يوشينكو، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية الكسندر ياكوفينكو ان الزيارة تستهدف بالدرجة الاولى دعم عملية صوغ الفضاء الاقتصادي الموحد بين كل من روسيا واوكرانيا وروسيا البيضاء وقزقستان في اطار المعاهدة التي سبق أن وصفها يوشينكو بانها «هلامية الاطر» إلى جانب تسوية النزاعات العالقة حول خطوط الحدود في منطقة بحر ازوف وتوسيع القاعدة القانونية الخاصة بوضعية وجود الاسطول الروسي في قواعده على ضفاف البحر الاسود في جزئه الاوكراني. واشار ياكوفينكو إلى اهتمام الجانبين بدعم العلاقات التجارية الاقتصادية في وقت يتوقف مراقبون عند تصريحات المسؤولين الاوكرانيين حول حرصهم على ضرورة سرعة الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي «ناتو». وتكتسب زيارات المسؤول الروسي لعواصم بلدان الكومنولث اهمية خاصة في ضوء استعدادات موسكو للقاء القمة المرتقب في براتيسلافا بين الرئيسين بوتين وبوش الخميس المقبل في وقت يستعد الرئيس الاميركي فيه للقاء رؤساء عدد من هذه الجمهوريات على هامش اجتماعات رؤساء بلدان حلف الـ«ناتو» في بروكسل.