طاولة مستديرة في اليونسكو لتنسيق جهود دعم التعليم العالي في العراق

2100 أستاذ جامعي عراقي غادروا بلادهم التي كانت مانحة وصارت ممنوحة

TT

حين عاد الطلاب العراقيون الى صفوف الدراسة بعد انتهاء العمليات العسكرية في الحرب الاخيرة، وجدوا الكليات مخربة ومنهوبة، والمكتبات محترقة، والاساتذة خائفين. واضطر آلاف الطلبة الى الجلوس على الارض لاداء الامتحانات لكي لا تفوتهم السنة الدراسية. وتفهما لهذه المحنة، تقدمت قرينة حاكم قطر بمنحة مالية قيمة لتكون نواة لخطة دولية تهدف الى انعاش قطاع التعليم العالي في العراق، على ان تشرف عليها المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) في باريس.

وخلال اليومين الماضيين، نظمت اليونسكو طاولة مستديرة جمعت 17 استاذا ومسؤولا من مختلف الجامعات العراقية، مع ممثلين عن المنظمات الدولية وغير الحكومية والوكالات المانحة للمساعدات، بالاضافة الى عدد من الاكاديميين من جامعات شهيرة في الشرق والغرب. وكان منهاج الطاولة المستديرة يقوم حول دراسة الاحتياجات الاساسية للتعليم العالي في العراق، لتنسيق المنح والمساعدات العاجلة.

وفي مؤتمر صحفي جمع المشاركين في ندوة باريس واداره الدكتور جورج حداد، مسؤول برنامج المنحة الدولية لانعاش التعليم العالي في العراق، اعلن حداد عن زيادة المبلغ المقدم من قطر، وعن التزام اليونسكو بالمضي في هذا المشروع للتنسيق بين الاطراف المانحة وتنظيم مئات المنح لباحثين عراقيين في الجامعات الاجنبية. وكان كويشيرو ماتسورا، المدير العام لليونسكو، قد صرح لدى افتتاح اعمال الطاولة المستديرة «ان الجامعات العراقية والمعاهد الفنية تشهد وضعا مأساويا في اعقاب 24 عاما من النزاعات والاضطرابات والحروب التي سجلت مقتل عشرات الآلاف من الشباب وهجرة العديد من الكفاءات وعزلة فعلية لمن بقي منهم».

وفي كلمته القصيرة والحزينة، قال الاستاذ ادريس صالح وكيل وزارة التعليم العالي في العراق: «كنا في السبعينات من الدول المانحة. لكن شاء القدر وسياسات النظام السابق ان نأتي لنطلب العون في هذه المحنة التي نحن فيها». واضاف ان الوفد العراقي عقد سبع جلسات عمل مع المندوبين العالميين وطرح الحاجة الماسة الى تدريب الاساتذة وتحديث المناهج وتأهيل المختبرات العلمية والمكتبات الالكترونية واعطاء منح للطلبة. وناشد الحاضرين من ممثلي الجهات المانحة والجامعات الاجنبية الاستعجال في خطة الدعم وتجاوز البيروقراطية، لان الحالة العراقية لا تحتمل الانتظار. وشكر صالح دولة قطر التي جاءت منها مبادرة دعم التعليم العالي في العراق، موضحا ان التنفيذ قليل بالقياس الى المنحة، فمن مجموع 500 زمالة دراسية هناك 75 نفذت حتى الآن. واختتم الوكيل كلمته بالقول ان المعدات وصلت لكن التدريب تأخر.

واوضح الدكتور موسى الموسوي، رئيس جامعة بغداد، ان اهم ما طرحه الوفد في باريس هو اللحاق بركب العالم المتطور وردم الهوة التي عاشها العراقيون منذ 1990. واضاف: «نريد ان يكون خريج الجامعات العراقية على مستوى علمي رصين يبعث على الفخر، كما عهده العالم من قبل». كما طالب الوفد بعودة العراق الى منظمة الجامعات العالمية للحفاظ على مستوى جامعاته.

وقدم الدكتور عبد الرحمن الحسيني، رئيس دائرة الاشراف والتقييم العلمي، احصائية جاء فيها ان 2100 استاذ جامعي عراقي تسربوا خلال السنوات الاخيرة الى الخارج ويعملون في جامعات اليمن وليبيا والاردن وغيرها، حاليا. وقال ان وزارة التعليم العالي تعمل على اعادة هؤلاء الى الوطن، خصوصا بعد التحسن الكبير في رواتب الاساتذة الجامعيين، حيث طفر المرتب الشهري من ما يعادل 50 دولارا الى اكثر من الف دولار.