المماطلة في التحقيق باغتيال حمادة سبب تمسكنا بالمطالبة بفريق تحقيق دولي

بهاء الدين الحريري في أول حوار له مع :«الشرق الاوسط»

TT

طالبت عائلة رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الراحل بفريق دولي تابع للأمم المتحدة يشارك في التحقيق حول ملابسات اغتياله، مرجعة أسباب ذلك إلى إهمال في نشاط جهات التحقيق المحلية، التي لم يصدر عنها شيء طوال خمسة اشهر من المحاولة الفاشلة لاغتيال النائب مروان حمادة.

وأكد بهاء الدين الحريري النجل الأكبر للرئيس الراحل رفيق الحريري في اول حوار له مع مطبوعة عربية، أنه وعائلته ملتزمون بالصمت حتى اكمال فرق التحقيق مهامها، مشددا على أن فريقا من المحامين سيتولون متابعة النتائج الصادرة واتخاذ التدابير القانونية حيالها.

ولم يغفل الحريري الابن تقديم شكره وامتنانه لجميع الذين شاطروهم العزاء في والدهم، خاصا بالذكر القيادة السعودية التي كانت لهم سندا ودعما في هذا المصاب، كما كانت سند والدهم الدائم طوال ثمانية وثلاثين عاما. وإلى تفاصيل الحوار...

* ما الذي حدث يوم 14 فبراير؟

ـ كنت في مكتبي الساعة التاسعة صباحا بصحبة الصديق مصطفى ناصر، وخلال حديثنا سمعنا صوت انفجار قوي جدا، فتوقعنا أنه اختراق لجدار الصوت من قبل الطيران الاسرائيلي، كوننا سمعنا هذا الصوت في السابق، ولكن بعد لحظات شعرت بقلق نحو والدي، فاتصلت مباشرة بإبراهيم دياب المسؤول الأمني عنه، وطلبت منه البحث عن الوالد، فأخبرني أنه في الطريق إلى منزله في قريطم. بعدها خرجت من المكتب وحاولت الاتصال بالوالد أو أحد مرافقيه، لكن الاتصالات كانت متعثرة نتيجة ضغط الشبكة، وبعد محاولات عدة تمكنت من الاتصال بالأهل في منزل الوالد، وسألتهم عنه فأخبروني أنه سيتوجه إلى البرلمان وبعدها سيعود إلى المنزل، فمررت بموقع الانفجار أثناء توجهي إلى البرلمان، ولكني لم أتنبه إلى أن الموكب المستهدف كان لوالدي.

وعند وصولي للبرلمان سألت عنه فأخبروني أنه حضر إلى المجلس صباحا ولكنه خرج بعد وقت قصير مع بعض النواب وقبل رحيله جلس في ساحة النجمة ـ المقابلة للمجلس ـ مع بعض النواب والصحافيين يحتسون القهوة، بعد ذلك غادر إلى المنزل، فذهبت إلى منزله ولكني لم أجده، عندها بدأ القلق يتسلل إلى نفسي، فتوجهت مرة أخرى إلى موقع الانفجار، فشاهدت سيارات الموكب المرافق للوالد وقد اصابها الانفجار، فسألت عن الوالد فأخبروني أنه نقل إلى مستشفى الجامعة الأميركية، فذهبت إلى هناك فوجدت بعض النواب من بينهم النائب غطاس خوري ووليد جنبلاط وآخرون، وكان واضحا أنهم مستوعبون للأمر أكثر مني، فأخبروني أن الوالد لم يصل بعد، بعدها أخذني النائب غطاس خوري إلى الأسفل وحاول أن يمهد لي الخبر، وبعد ذلك علمت أن الوالد توفي في الانفجار.

* كم تبلغ المسافة بين المكتب وموقع الانفجار؟

ـ تقريبا 5 كيلومترات.

* ومع ذلك كان الصوت قويا؟

ـ صوت الانفجار كان عاليا جدا، وتشعر أنه على أقرب نقطة منك، وهو شبيه باختراق حاجز الصوت.

* ماذا فعلت بعد أن تيقنت من وفاة الوالد؟

ـ أول شيء عدت إلى منزل الوالد، فوجدت شقيقتي جمانة وهند، اللتين كانتا مرعوبتين من الأخبار التي بدأت تتناقلها وسائل الاعلام، عن إصابة موكب رفيق الحريري وتباين الأخبار حول إصابته أو وفاته، فحرصت على تمهيد الموضوع لهما، قبل أن أخبرهما بوفاته.

* هل شاهدت التغطية التلفزيونية التي نقلت الحادث؟

ـ لم استطع من مشاهدتها، كونها كانت مؤلمة جدا جدا بالنسبة لي ولأفراد عائلتي.

* متى كانت آخر مرة شاهدت الوالد؟

ـ الليلة التي سبقت مقتله، كنت أنا وزوجتي وأبنائي وأخواني موجودين عنده على الغداء.

* كيف كان ذلك اليوم؟

ـ عادي، مثل الأيام السابقة، حيث كانت لديه عادة يجمع فيها أبناءه وأحفاده كل يوم أحد، ويقضي هذا اليوم معهم.

* المحاولة التي استهدفت النائب مروان حمادة هل أشعرتكم بالقلق على حياة الوالد؟

ـ ما في شك أن المحاولة الفاشلة لاغتيال مروان حمادة أصابتنا بقلق شديد على حياته، خلافا له فقد كان مؤمنا أنه بعيد عن الاغتيال كونه يمتلك علاقة أكثر من جيدة مع الجميع على اختلافهم.

* خط سير رفيق الحريري.. هل كان ثابتا أم متغيرا؟

ـ هناك حوالي أربعة أو خمسة خطوط يسلكها الوالد في ذهابه وعودته إلى المنزل، وذلك بحكم أن بيروت مدينة صغيرة مقارنة بالرياض مثلا، لذلك كان يعتمد خط سير مختلفا في كل مرة.

* من يختار الطريق الذي سيسلكه موكب الحريري؟ ـ بالطبع هذا الأمر من مهمة الأمن المرافق له فهو المعني باختيار اي الطرق سيتم سلوكه.

* هذا يدفعني للسؤال كيف تم تفجير موكب رفيق الحريري؟

ـ حتى هذه اللحظة لا نعلم كيف تم ذلك، والاحتمالات الثلاثة بحسب ما تم تداوله إعلاميا هي: إما عبر سيارة مفخخة اقتحمت الموكب، أو سيارة اقتحام الموكب من قبل انتحاري أو أن المتفجرات كانت مزروعة في الأرض وتم تفجيرها بمجرد مرور الموكب.

* أي الاحتمالات هي الأقرب بالنسبة لكم؟

ـ والله لا أعلم، فنحن مثل والدنا لم ولن نطرق باب الاغتيالات، وسجل الوالد ناصع في هذا المجال، لذلك لا أعلم أي الأساليب استخدم لاغتيال رفيق الحريري.

* من خلال المحيطين بكم. ما هي أقرب الطرق التي استخدمت في التفجير؟

ـ جميع الأقاويل تتناقض مع مقولة أن الانفجار ناتج عن سيارة مفخخة أو اقتحام انتحاري لموكب الرئيس الحريري، إضافة إلى تردد أحاديث عن وجود اسفلت عالق في أعلى البنايات المجاورة لموقع التفجير، وهذا يرجح الفرضية الثالثة. هناك معلومة أخيرة أنه عثر قبل يومين من الحادث في موقع التفجير على جثة رجل تحت إحدى السيارات المتوقفة في المنطقة.

* كيف علمت الجهة المنفذة أن الموكب سيسلك هذا الطريق؟

ـ أعتقد أن الاجابة بسيطة، تم تفخيخ هذا الموقع على ان يتم التنفيذ في اليوم الذي سيمر بهذا الموقع، اليوم أو غدا، أو بعد غد.

* ما حقيقة الاتصالات التي أجرتها السلطات اللبنانية معكم بشأن المأتم الرسمي المقترح للرئيس الحريري وأدى إلى رفضكم العرض؟

ـ في البداية نحن نعتبر أن رفيق الحريري أب لجميع اللبنانيين، ومن حق اللبنانيين علينا أن يشاركوا في تشييع جثمانه، ولدينا يقين أن المأتم أكبر من أن يكون رسميا، لذلك فضلنا بعد اجتماع العائلة أن نرفض المأتم الرسمي ونبقي على الآخر الشعبي، إضافة إلى أننا رغبنا أن يشمل التشييع جثمان مرافقيه الذي استشهدوا في الحادث.

* هل هناك تعارض بين أن يكون المأتم رسميا وحضور الجماهير لتشييع الجثمان؟

ـ بالطبع، حينما يكون المأتم رسميا لن تتمكن الجموع الراغبة في تقديم العزاء والمشاركة في التشييع من الحضور بحكم البروتوكول المنفذ في مثل هذه المناسبات الرسمية. وأعتقد أن الجميع شاهد جموع اللبنانيين الذين حضروا هذه المراسم، وكان من الظلم منعهم من الحضور.

* طالبتم بمشاركة دولية في التحقيق حول عملية الاغتيال. لماذا؟

ـ دعنا نعود إلى الوراء قليلا، قبل أكثر من خمسة أشهر تعرض مروان حمادة لمحاولة اغتيال، أين وصل التحقيق في الحادث؟ حتى هذه اللحظة لم نسمع عن أي نتيجة توصل لها فريق التحقيق، لذلك طالبنا بوجود فريق دولي يشارك في عملية التحقيق حول ملابسات اغتيال الحريري. أضف إلى ذلك أننا لم نشاهد أو نسمع طوال الأيام الماضية اي تفسير عاقل ومنطقي لما حدث، في البداية قالوا سيارة مفخخة، ومرة أخرى قالوا ان انتحاريا اقتحم الموكب، ومرة ثالثة اتهموا مجموعة من اللبنانيين المقيمين في استراليا. وجميعها محاولات لتمييع القضية، فكيف يطلب منا الوثوق في تحقيقات من هذا النوع.

* هل لديكم أي معلومات حول المشاركة الدولية في التحقيق؟

ـ سمعنا أن هناك لجنة دولية تابعة للأمم المتحدة ستصل إلى بيروت خلال اليومين المقبلين للمشاركة في التحقيق حول الحادث.

* ذكر وليد جنبلاط في أحاديث تلفزيونية أنه بعد محاولة اغتيال مروان حمادة كان يتوقع أن يكون هو أو الحريري الشخص التالي المستهدف في الاغتيال؟

ـ حديث وليد جنبلاط يسأل هو عنه، أما فيما يتعلق بالوالد فكان يستبعد فكرة اغتياله نهائيا، وكان بالإمكان ملاحظة ذلك من خلال النظر إلى وجهه، حيث تشعر دائما أنه مطمئن ولديه يقين أنه لن يتعرض لمثل هذا الموقف.

* هل تعرض رفيق الحريري للتهديد بالقتل؟

ـ لم يتعرض الوالد لأي تهديد من أي جهة، ولكن قبل اسبوع من اغتياله اتهمه بعض الوزراء بالعمالة مع اسرائيل، وهذا الموضوع أحزنه كثيرا واثر في نفسه.

* هل يمكن الربط بين من اتهمه بالعمالة لاسرائيل ومنفذي عملية الاغتيال؟

ـ لن نستبق الأحداث، ولن نلقي التهم جزافا على أي جهة، وسننتظر نتائج التحقيق الدولي وما ستسفر عنه.

* ذكرتم في بيان وجهتموه للرأي العام اللبناني أنكم تنوون المحافظة على كتلة قرار بيروت. ماذا يعني ذلك؟

ـ البيان تضمن سردا لمسيرة الوالد السياسية والخيرية، ورغبنا من خلال هذا البيان التأكيد على استمرارنا على النهج الذي رسمه رفيق الحريري طوال مشواره الحافل، وتعهدنا أمام الله ثم رفيق الحريري المضي قدما فيما بدأه.

* هل تنوون خوض الانتخابات المقبلة في العاصمة اللبنانية بديلا عن رفيق الحريري؟

ـ نحن الآن في فترة حداد، وما يشغل بالنا هو نتائج التحقيق وما ستؤول إليه، ومن الجهة التي ارتكبت هذه الجريمة.

* ما المدة المتوقعة لظهور نتائج هذا التحقيق؟

ـ بحسب المعلومات المتوفرة لدينا أن الوقت المطلوب للكشف عن تفاصيل الحادث لن تكون أكثر من شهر واحد.

* ما خطتكم في حال أن النتائج لم تظهر بعد شهر أو أكثر من ذلك؟

ـ نحن لدينا ثقة كبيرة في فرق التفتيش الدولية، ويقيننا أننا سنتلقى اجابات على استفساراتنا في المدة التي حددوها.

* ما صحة أن رفيق الحريري نصحكم بعدم دخول الميدان السياسي؟

ـ حاليا نحن في فترة حداد والعمل السياسي لا يشغل بالي.

* أقصد بعد انتهاء فترة الحداد؟ هل سيكون بهاء الحريري خليفة لوالده؟

ـ أستطيع أن أقول إننا كعائلة الحريري لن نتخلى عن مسيرة الوالد، وهذا الموضوع تحديدا سيكون من أولوياتنا كعائلة لمناقشته ووضع الخطوط العريضة له بعد انتهاء فترة الحداد.

* تجاهل بيان المعارضة الذي صدر من منزلكم ببيروت الاشارة إلى اتفاق الطائف. هل كان هذا التجاهل عفويا أو مقصودا؟

ـ نحن في كتلة بيروت أصدرنا في أول ايام العزاء وتحديدا عند الساعة الرابعة عصرا بيانا يعبر عن رأينا الرسمي المنبثق عن توجهات الوالد السياسية، وفيه تأكيدنا على التمسك ببيان الطائف. أما ما صدر عن المعارضة فهو يعبر عن رأيها، وكون البيان صدر من منزلنا فهذا بسبب أننا لا نستطيع أن نطلب من الناس أن لا تأتي لتقديم واجب العزاء. ولكن لو تلاحظ فان الاجتماع الثاني تم في البريستول.

* ما رأيكم في البيانات التي وزعت في بيروت باسم «مؤسسات المجتمع المدني» والتي تستنكر مشاركة ستريدا جعجع وأمين الجميل في تقديم التعازي في دارتكم؟

ـ بداية بيتنا مفتوح لجميع الراغبين في المشاركة وتقديم العزاء، ونحن خلال وجودنا في المملكة العربية السعودية تعلمنا اصول العادات والتقاليد وأن نستقبل جميع من يصل إلى بابنا، ولذلك لا نستطيع أن نمنع أحدا يرغب في تقديم العزاء لنا. وكما استقبلنا ستريدا جعجع وأمين الجميل فقد استقبلنا أيضا عمر كرامي وسليمان فرنجية والرئيس اللبناني اميل لحود.

* بعد حادثة الاغتيال تجاذبت المعارضة والحكومة الرئيس الراحل رفيق الحريري. أين يقف الحريري بالتحديد؟

ـ رفيق الحريري طوال تاريخه السياسي كان له نهجه الخاص في التعامل مع المتغيرات، فهو ليس موالاة أو معارضة.

* هل تعتقدون بتورط جهات خارجية في محاولة الاغتيال؟

ـ أعتقد أن الاجابة على هذا التساؤل سابقة لأوانها، ونحن لن نستعجل طرح الفرضيات قبل أن يكمل فريق التحقيق مهامه ويعرض النتائج التي توصل لها. ومن جهتنا لدينا فريق من المحامين سيتابع نتائج التحقيق والتصرف بموجب المعطيات التي ستصله.

* ما اسباب تعطل الأجهزة الأمنية في سيارات موكب الرئيس الحريري؟

ـ ليست لدينا معلومات حيال هذا الموضوع، وحتى هذه اللحظة وبعد مرور عشرة ايام على الحادث لم تصلنا أي معلومة من الأجهزة الأمنية المباشرة للتحقيق، واين وصل هذا التحقيق.

* كم عدد القتلى من المرافقين للوالد؟

ـ عدد الذين قتلوا في الحادث مع الوالد سبعة اشخاص من المرافقين له.

* ما أول اتصال وصلك من السعودية بعد وفاة الوالد؟

ـ في الحقيقة في ذلك اليوم تلقيت العديد من الاتصالات من أمراء ومسؤولين ورجال اعمال، ولكن اتصال الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير الرياض كان أولها، بعد ذلك جاءني اتصال من الأمير سلطان بن عبد العزيز والأمير نايف بن عبد العزيز.

* كيف تصف علاقة رفيق الحريري مع السعودية؟

ـ الوالد وصل إلى هذه البلاد وعمره 21 عاما، وكان في هذه الفترة متزوجا من والدتي، وعمري في ذلك الوقت كان عاما واحدا تقريبا، وقد بدأ حياته العملية كمحاسب في إحدى الشركات، بعد ذلك بدأ نشاطه الخاص في قطاع المقاولات بمشاركة شركة أوجيه الفرنسية حينما نفذا أحد المشاريع في مدينة الطائف، وبعد نجاحه في هذا المشروع نفذ مشروع قصر المؤتمرات، ومن هنا كانت الانطلاقة، حيث تمكن من التواصل مع مختلف فئات المجتمع السعودي، وقد نشأت بينه وبين الملك فهد بن عبد العزيز علاقة وطيدة استمرت طوال السنين الماضية.

* وكيف تحول إلى السياسة؟

ـ بعد النجاح الذي حققه الوالد في المجال الاقتصادي بدأ يفكر في بلده لبنان، الذي كان في تلك الفترة ساحة لحرب اهلية، فبدأ يبحث عن حلول لإنهاء حالة الحرب، وقد اثمرت هذه الجهود اتفاق الطائف، والذي كان برعاية المملكة العربية السعودية والملك فهد بن عبد العزيز شخصيا، وكان الوالد عراب هذا المشروع، وبالفعل تم اتفاق الطائف، وبموجبه توقفت الحرب الدائرة في ذلك الوقت.

* ما مصير استثمارات رفيق الحريري بعد رحيله؟

ـ نحن ورثة رفيق الحريري اتفقنا فيما بيننا على الجوانب العملية لكيفية ادارة استثمارات الوالد، وهناك اتفاق واجماع بين الاخوان على الآلية التي سيتم بها تولي الأمور، هذا بالإضافة إلى أن الوالد رحمه الله كان قبل خمسة عشر عاما أسس لقاعدة تسيير شركاته من بعد وفاته، فهو بطبعه يهوى الخطط طويلة المدى وينظر دائما للمستقبل ويخطط له، ولا يركن كثيرا للخطط قصيرة المدى، وبالتالي نحن ملزمون بقناعتنا تنفيذ ذلك.

* لماذا أقمتم العزاء في الرياض بعد انتهاء مراسمه في لبنان؟ ـ والدي رحمه الله كان يتحدث دائما أنه يدين بما وصل إليه من خير ومجد إلى هذه البلاد، وفي مناسبات عدة ذكر عبارته الشهيرة «لحم أكتافي من السعودية»، وكان لا يخجل من هذا القول، لذلك كان يتوجب علينا نحن أبناءه أن نستقبل المعزين في والدنا من إخواننا السعوديين، الذين يعتبرون رفيق الحريري ابنهم، ويحضرني هنا مقولة لأحد المسنين الذين قدموا العزاء لنا في أول أيام العزاء بالرياض إذ قال «الحريري حقنا».