تكريم الوفد السعودي الزائر لبريطانيا برئاسة الأمير سعود الفيصل

وزير الخارجية: الظلم الفادح الذي يرتكب ضد الفلسطينيين يغذي الإرهاب والتطرف

TT

على هامش نشاطاته الرسمية لحضور مؤتمر «مملكتان.. التحديات المستقبلية» في بريطانيا، دعي الوفد السعودي، الذي يترأسه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ويضم شخصيات سياسية واقتصادية وثقافية، الى عدد من حفلات التكريم من قبل الدولة المضيفة ومؤسسات مالية وأكاديمية بريطانية وكذلك من قبل سفارة السعودية في لندن.

وقد أقامت سفارة السعودية وسفيرها المعتمد لدى المملكة المتحدة وايرلندا الأمير تركي الفيصل في فندق «بارك لين» في بيكاديللي بوسط لندن حفل استقبال مساء أول من أمس للوفد حضره العديد من الرسميين البريطانيين من مجلسي العموم واللوردات وإعلاميين وأكاديميين وأعضاء في السلك الدبلوماسي المعتمد لدى المملكة المتحدة، من عرب وأجانب، وكان جاك سترو وزير الخارجية البريطاني ضيف الشرف في الحفل.

كما كرم الوفد من قبل المركز المالي لمدينة لندن (سيتي أوف لندن) وعمدتها «ذي لورد ماير» بحفل غداء. وفي مساء نفس اليوم، الثلاثاء الماضي، اقامت البارونة سايمونز وزيرة الدولة في وزارة الخارجية البريطانية والمسؤولة عن ملف الشرق الأوسط حفل عشاء في فندق دورشيستر بوسط لندن حضره الأمير سعود الفيصل والأمير تركي الفيصل والعديد من أعضاء الوفد. وكان الأمير سعود الفيصل قد استعرض في كلمته في مؤتمر «مملكتان.. التحديات المستقبلية» أول من أمس موقف الغرب من السعودية، قائلا «ان الغرب يوجه انتقادات عدة الى المملكة العربية السعودية ويعتبر نظامها السياسي متخلفا وانها لا تشدد كثيرا على قضايا حقوق الانسان وخاصة حقوق المرأة». واضاف: ان الغرب يرى ان الديمقراطية طال انتظارها في السعودية ويتهمنا بتبديد اموالنا الوفيرة على الاسراف والتبذير، وان معتقدنا الديني ادى بطريقة ما الى تفريخ الارهاب الدولي. وقال: في المقابل فإن فهمنا للغرب مبني على ان هناك مشكلة مصداقية ومعايير مزدوجة، واننا نشعر بأن العديد من المصاعب التي نواجهها في الشرق الأوسط، خصوصا الصراع العربي ـ الاسرائيلي هو نتاج سلسلة من الوعود الكاذبة التي ادت الى تقسيم منطقتنا وأهلنا بشكل متعسف، فضلا عن وجود انطباع في صفوف مواطنينا بأن تقليد المجتمع الغربي القائم على المادة وضياع القيم الروحية لن يؤدي الا الى بيئة فاسدة وتفكك في النسيج الاخلاقي للمجتمع. وتابع وزير الخارجية السعودي: ثمة انطباع في وجدان شعوب منطقتنا بأن دعوة الغرب الى الاصلاحات الاجتماعية والسياسية لا تهدف الى سلامة ورفاهية الشعوب، وانما الى اقامة هيمنة سياسية في احسن الاحوال او انها تحيل مجتمعا متدينا الى مجتمع فاسد. ودعا الى تصحيح المفاهيم والانطباعات «والمدارك الخاطئة»، سعيا وراء تحقيق اقصى درجات التعاون، مشيرا الى ان الاسلوب الامثل هو «ان ننسى الماضي ونتعامل مع الوضع الراهن كما هو، لكي نستطيع المضي قدما»، غير انه شدد على ان هذا الامر «يتطلب من المملكة المتحدة وبقية الدول الغربية التعامل بجدية وحيادية تامة مع الصراعات في منطقتنا».

وقال «نحن في السعودية نؤمن بضرورة الاصلاح السياسي، ولكن ينبغي ان يكون متدرجا وان يفي بمتطلبات شعبنا ويحافظ على نسيجه الاجتماعي. وأصدرنا لهذه الغاية القانون الاساسي للحكم وبدأنا مشروعا للحوار الوطني وزدنا عدد اعضاء مجلس الشورى الذي توسعت صلاحياته لتشمل مراجعة التشريعات ونشرها ونتيجة لذلك انضم المجلس الى الاتحاد البرلماني الدولي».

واضاف الامير سعود الفيصل «بدأنا عملية الانتخابات البلدية التي نأمل ان تؤدي الى تجربة اوسع»، مذكرا بما قاله وزير الشؤون الاسلامية السعودي اخيرا عن انه لا يوجد في الاسلام ما يحظر على المرأة المشاركة في الانتخابات من دون ان يستبعد امكانية مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات المقبلة. ولفت وزير الخارجية السعودي الى ان دور المرأة شهد تغيرا سريعا، وقال: «افرزت اصلاحاتنا التعليمية جيلا نسائيا جديدا على قدر عال من التعليم والتدريب المهني يتبوأ الآن مكانه المناسب في المجتمع السعودي. واقول بفخر امامكم ان النساء سيدخلن هذا العام وزارة الخارجية في السعودية فانتبهوا يا رجال الدبلوماسية».

وعن الارهاب قال الامير سعود «ان مجتمع السعودية يعتبر مجتمعا متدينا، وكسائر المجتمعات الاخرى نلنا قسطنا من اقلية متطرفة تعيش بين ظهرانينا، بيد ان المفهوم الاوروبي الخاطئ احال الاستثناء في السعودية الى قاعدة»، مشددا على ان بلاده «ضحية للارهاب وتهديده». واضاف: ان السعودية تشن حربا ضروسا لا هوادة فيها على الارهابيين ومجنديهم ومموليهم ومنظريهم، معربا عن امله بأن «تتعاون كل الدول كي تحول دون تمكن الارهابيين من ايجاد ملاذ آمن عبر التحايل على انظمة اللجوء السياسي والهجرة»، واعتبر الامير سعود ان احدى الحقائق المسلم بها التي تغذي الارهاب هي «الظلم الفادح الذي يرتكب ضد الفلسطينيين خلال النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، ذلك ان عناد اسرائيل في تحديها للقانون الدولي، وكذلك بناءها المستوطنات غير الشرعية، بالاضافة الى اذلالها الشعب الفلسطيني ونشرها الخوف في الاراضي المحتلة لم ينتج عنه الا زيادة التطرف وتعطيل الجهود الدولية لحل هذه الازمة الملحة».

ودعا الى العمل «لبناء عراق موحد ومستقر يعيش بسلام مع نفسه وبانسجام مع جيرانه للوصول الى ما يستحقه الشعب العراقي»، معربا عن سرور بلاده بنجاح الانتخابات العراقية.