الخرطوم تقترح محاكمة المتهمين بجرائم دارفور داخل السودان بإشراف دولي

TT

أعلنت الحكومة السودانية، لاول مرة، انها «لا تمانع من محاكمة المتهمين فى جرائم دارفور داخل السودان وباشراف دولي». وأمنت على ضرورة ان يحاكم كل من تثبت ادانته بانتهاكات حقوق الانسان في الاقليم المضطرب.

وحددت الامم المتحدة قبل اسابيع قائمة تضم 51 سودانيا، بينهم مسؤولون في الحكومة، مطلوبين للمحاكمة دوليا في جرائم دارفور. وكشف الدكتور مطرف صديق، وكيل وزارة الخارجية السوداني، اثناء شرح للاوضاع في دارفور قدمه للوزير السويدي في الخرطوم امس، ان السودان يؤمن على محاكمة كل من تثبت ادانته بانتهاكات حقوق الانسان في دارفور على ان تتم محاكمتهم داخليا وباشراف دولي. ودعا المجتمع الدولي الى دعم ومساندة السودان لتعمير المناطق التي دمرتها الحرب من اجل تحقيق السلام في البلاد.

وتثير قضية محاكمة المطلوبين في جرائم دارفور خلافات شديدة في مجلس الامن الذي بدأ منذ اكثر من اسبوع في مناقشة معالجة قضية دارفور ونشر قوات لحفظ السلام في جنوب السودان لتنفيذ اتفاق السلام الذي جري توقيعه بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان في يناير (كانون الثاني) الماضي. في غضون ذلك، وصفت الامم المتحدة الاوضاع الامنية بدارفور بانها في «تحسن نسبي»، وقال جورج سمرفيل الناطق الرسمي باسم الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة بالسودان في مؤتمر صحافي امس ان الوضع الامني يزداد تحسنا عما كان عليه الوضع في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، وان عدد البلاغات انخفض بشكل ملحوظ وهو ما يعتبر مؤشرا ايجابيا. في المقابل وصف المسؤول الاممي الوضع الغذائي في الاقليم بانه «سيئ»، وتوقع ان «يزداد سوءا» في العام القادم بسبب شح المواد الغذائية وعدم توفرها في الاسواق ومحدودية العمليات الزراعية بسبب عدم استقرار المواطنين ونزوحهم بسبب العمليات العسكرية. وقال ان الممثل الخاص يان برونك كان قد دعا المجتمع الدولي الى تقديم مساعدات انسانية عاجلة.

وعن الوضع الصحي اعلن سمرفيل تسجيل 7 حالات وفاة بمعسكر ابوشوك، لكنه لم يشر الى اسبابها. وقال انه تم ايضا الاعلان عن حالتي سحائي في معسكر صرف عمره. وحول مناقشات مجلس الامن بشأن القرار المتوقع صدوره والخاص بتفويض بعثة الامم المتحدة لدعم السلام، قال سمرفيل ان المشاورات ما زالت مستمرة، معللا تأخر صدور القرار بحرص المجلس على الوصول الى صيغة مرضية بعد دراسة الجوانب الجغرافية واللوجستية والنظر للسوابق المشابهة.

وحول الاحداث الاخيرة التي وقعت بمدينة اكوبو بولاية اعالي النيل قلل سمرفيل من انعكاسات مثل هذه الحوادث، لكنه اعتبرها خطرة للغاية. وقال ان اتفاقية السلام لا بد ان تسير للامام وانه يجب تخطي النزاعات القديمة.

وطار الى دارفور امس الرئيس الرواندي بول كاقامي لتفقد قواته ضمن قوات الاتحاد الافريقي المشاركة في مراقبة اتفاق وقف اطلاق النار الهش في الاقليم منذ ابريل (نيسان) الماضي، وقال في مدينة الفاشر، كبرى مدن الاقليم، ان مشاركة بلاده ضمن قوات الاتحاد الافريقي الخاصة بمراقبة وقف اطلاق النار في دارفور تأتي في اطار اهتمام الشعب الرواندي بتحقيق الامن والاستقرار في السودان. ودعا الى ضرورة انهاء الصراعات في القارة الافريقية بغية الالتفات الى تحديات التنمية والاعمار.

وزار الرئيس الرواندي مقر قوات الاتحاد الافريقي بالفاشر والتي تشارك القوات الرواندية ضمنها ووقف على الدور الذي تضطلع به في مراقبة وقف اطلاق النار، كما زار معسكر ابوشوك للنازحين المجاور.