بحريني مسجون في البوسنة يؤلف كتابا عن «القاعدة» ويعلن استعداده للشهادة ضد قائد الأركان البوسني

سراييفو: عبد الباقي خليفة

TT

قال علي أحمد علي حامد، أحد المقاتلين العرب السابقين في البوسنة والمسجون حاليا في مدينة زينتسا بوسط البوسنة، إنه مستعد للشهادة ضد قائد الجيش البوسني الاسبق الجنرال راسم ديليتش الذي أعلن عن توجهه الى لاهاي الاثنين المقبل لرد الاتهامات الموجهة له بالمسؤولية عن أفعال المقاتلين العرب ضد قرية صربية سنة 1995 كانتقام لمذابح سريبرينتسا.

وقال دوشكو توميتش، محامي البحريني، أن موكله «مستعد للإدلاء بشهادته أمام محكمة لاهاي ضد جرائم المجاهدين والذين كانوا اثناء الحرب في البوسنة». وقال المحامي أنه ينتظر أن تبدأ الاتصالات بالمحكمة الدولية. وقال إن موكله قد قارب من وضع كتاب يحتوي على الكثير من الأمور ويزعم فيه أن «القاعدة» كانت موجودة في البوسنة. ولا يستبعد كثير من شهود العيان الذين التقتهم «الشرق الأوسط» أن يقوم السجين البحريني بما يشبه «الانتقام» من أشخاص لم يساعدوه على الخروج من السجن كما فعلوا مع آخرين ويورطهم في قضية الانتماء للقاعدة. وكان الجنرال راسم ديليتش مستشار الرئيس البوسني سليمان تيهيتش للشؤون العسكرية وقائد الأركان السابق في الجيش البوسني قد أعلن عن توجهه للاهاي الاثنين المقبل وذلك بعد صدور قرار من الادعاء العام في محكمة لاهاي يأمر بجلبه إلى المحكمة الدولية لمواجهة عدد من التهم المنسوبة للمقاتلين العرب السابقين في البوسنة سنة 1995. وقال الجنرال المتقاعد إنه سيتوجه إلى محكمة لاهاي وهو على ثقة من أن المحكمة الدولية ستبرئه من التهم الموجهة إليه لأنه مسؤول عن القوات المسلحة النظامية وليس عن المليشيات التي لم تكن تحت قيادته. وقال «وصلني الخبر عبر رئيس وزراء الفيدرالية أحمد حاجي باشيتش، وقال لي إن علي التوجه إلى محكمة لاهاي بناء على مذكرة كارلا ديل بونتي التي تمنعني من الحديث لوسائل الاعلام». وقال مولود الدين خليلوفيتش وزير الداخلية البوسني الذي سيرافق الجنرال راسم ديليتش إلى محكمة لاهاي ان الحكومة «ستقدم جميع الضمانات ليتمتع الجنرال ديليتش بحق السراح الشرطي لحين موعد محاكمته».

من جهته، قال الرئيس سليمان تيهيتش انه «لا يمكن المساواة بمعايير العدالة بين من ارتكب المجازر الجماعية ومن دافع عن بقاء الدولة». ونفى تيهيتش أن يكون الجنرال ديليتش قد قام بأي تجاوزات للقانون الدولي أثناء الحرب، وقال إن «الجنرال ديليتش سيثبت براءته من كل التهم الموجهة إليه»، معتبرا دعوته للمثول أمام محكمة لاهاي «مساواة بين المجرم والضحية»، وقال «حدثت تجاوزات أثناء الحرب ولكنها لم تكن سياسة مبرمجة كما هو الأمر لدى الصرب والكروات وإنما أعمال فردية خارج نطاق الأوامر الصادرة من القيادة العليا». وكان صرب البوسنة قد طالبوا باعتقال جميع القيادات السياسية والعسكرية البوسنية لأن بعض الصرب تعرضوا لاعتداءات من قبل المقاتلين العرب انتقاما لمجازر سريبرينتسا. وقال التلفزيون الرسمي البوسني وفقا لمصادر غير رسمية إن ممثلة هيئة الادعاء بمحكمة جرائم الحرب في لاهاي كارلا ديل بونتي وجهت مذكرة جلب بحق الدكتور أيوب غانيتش، عضو مجلس الرئاسة ورئيس الفيدرالية البوسنية الاسبق، وثاقب جوالين، قائد الفيلق الثالث ووزير الدفاع البوسني الأسبق. وبوصول الجنرال راسم ديليتش إلى محكمة لاهاي تكون جميع القيادة العسكرية البوسنية السابقة في محكمة لاهاي، وهو ما اعتبرته مصادر بوسنية «عقوبة لهم على تصديهم للمذابح التي تعرض لها شعبهم».