التلفزيون العراقي يبث للمرة الثانية «اعترافات» معتقلين سودانيين ومصريين يتهمون المخابرات السورية بتدريبهم على أعمال العنف

أحد المعتقلين: وعدوني بمبالغ كبيرة لكنهم دفعوا 50 دولارا فقط عن كل عملية ذبح

TT

في ثاني اجراء من نوعه بث التلفزيون العراقي الحكومي امس شريط فيديو جديدا تضمن اعترافات لعدد من المعتقلين السودانيين والمصريين، بالاضافة الى عراقيين، اعلنوا فيها أن المخابرات السورية دربتهم على القتل وتفجير السيارات المفخخة واعمال عنف اخرى في العراق.

وكان التلفزيون نفسه، المعروف باسم «العراقية»، قد بث قبل يومين شريطا مماثلا اقر فيه معتقلون بأنهم تلقوا داخل سورية تدريبات على القتل والتفجير في العراق.

وكان بث اشرطة من هذا النوع مقصورا على بعض قنوات التلفزيون الخاصة في العراق. ويبدو ان بث القناة الحكومية يعبر عن ضيق رسمي بالغ من الدور السوري المزعوم في اعمال العنف في العراق.

وقال اربعة سودانيين وثلاثة مصريين في شريط الاعترافات الجديد ان المخابرات السورية دربتهم على القتال وعمليات الذبح وتفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة في مدينة اللاذقية السورية (شمال) ووفرت لهم التمويل اللازم للقيام بمثل هذه العمليات.

وأوضح السوداني آدم الدوم عمر، 41 عاما، بالقول «التحقت بأحد معسكرات جيش التحرير قبل سنة في منطقة اللاذقية حيث اشرف على تدريبي احد ضباط المخبرات السورية ويدعى ابو بكر».

وقال ضابط التحقيق الذي لم يظهر التلفزيون العراقي صورته ان جيش التحرير هو «جيش من العرب المقيمين في العراق جندته المخابرات السورية لذبح هذا الشعب».

واوضح عمر الذي قال انه يعيش في العراق منذ 15 عاما حيث عمل موظفا في البريد ثم في مطعم ان نشاطاته «تقتصر على مدينة الموصل (370 كلم شمال بغداد)» واشار التلفزيون الى انه القي القبض على عمر في 20 الشهر الحالي.

وقال عمر «قتلت عشرة اشخاص لكنني لا اعرف ان كانوا عراقيين او اميركيين لانهم كانوا ملثمين عندما كنت ارميهم بالرصاص باشراف المدعو ابو بكر».

واتهم كبار المسؤولين العراقيين، بينهم الرئيس غازي الياور ورئيس الوزراء اياد علاوي ووزير الخارجية هوشيار زيباري ووزير الدفاع حازم الشعلان ووزير الداخلية فلاح النقيب، منذ شهور سورية بإيواء موالين للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والسماح للمسلحين بعبور الحدود الى العراق لتنفيذ «عمليات ارهابية». لكن سورية التي تتعرض حاليا لضغوطات كبيرة من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي نفت مرارا وتكرارا هذه الاتهامات.

واكد سوداني آخر، هو محمد حمود محمد موسى، 38 عاما، انه شارك في «ثلاث عمليات تفجير في الموصل وعمليات ذبح بالاضافة الى توزيع منشورات تحث الناس على قتل رجال الشرطة والحرس الوطني».

بينما قال سوداني ثالث يدعى عثمان موسى عبد القادر، 30 عاما، والذي كان يعيش في العراق منذ 15 عاما انه انتمى الى «جيش التحرير» قبل ستة اشهر وان «الجيش كان تابعا للمخابرات السورية».

واضاف «لكن تدريبي اقتصر في العراق في المنطقة الصناعية في الموصل على تفخيخ السيارات». وتابع «لقد شاركت في عملية ذبح عشرة عراقيين كلهم من رجال الشرطة كما فجرت ثلاث عبوات ناسفة ضد ارتال للحرس الوطني في منطقة الغابات في الموصل».

واشار عبد القادر الى انه كان يتسلم «خمسين دولارا عن كل عملية ذبح على الرغم من انهم كان يوعدوني بمبالغ اكبر من ذلك».

ومن جانبه اكد المصري محمد سمير محمد رمضان، 45 عاما، من القاهرة انه شارك في «قتل ستة من عناصر الحرس الوطني في فندق أور في مدينة الموصل».

اما زميله المصري بهاء الدين فتاح سليمان، 47 عاما، من مدينة كفر الشيخ الذي قال انه يعيش في العراق منذ 17 عاما فأكد انه «تدرب ضمن جيش التحرير في مدينة اللاذقية» ايضا.

وقال مصري آخر، هو مصطفى سيد مدبولي، 43 عاما من دمياط، انه تدرب في اللاذقية لمدة ستة اشهر على عمليات القتل والخطف والتفجيرات.

وبدا ان المكان الذي ادلت فيه الجماعة بهذه الاعترافات هو مقر للقوات الخاصة العراقية حيث بدت خلفهم خرائط عسكرية مختلفة بالاضافة الى علم عراقي وعلم باللونين الاصفر والاسود مكتوب عليه «لواء الذئب». وتباينت آراء بعض العراقيين بشأن شريط الفيديو.

وقال جواد حيدر البالغ ، 36 عاما ، ويعمل في سوق تجاري في منطقة الكرادة ان «هذا الشريط اكبر دليل على تورط السوريين في العراق».

واوضح ان «الامر لا يحتاج الى تعليق، فالسوريون لا يريدون الاستقرار للعراق لكي لا يكونوا الهدف الثاني بعد العراق».

واضاف «لا بد من معاقبة جميع هؤلاء وتقديمهم للعدالة لكي ينالوا جزاءهم العادل ولكي يشفى غليل عوائل الضحايا الابرياء من قوات الحرس والشرطة الذين ذبحوا من غير حق».

ومن جانبه، عبر خالد احمد، 40 عاما، سائق سيارة اجرة عن اعتقاده بان «الامر لا يعدو كونه ورقة ضغط على سورية لكي يعطي مبررا للاميركيين بغزو سورية مثلما فعلوا في العراق».