أختام أكادية عمرها 5 آلاف عام يضبطها «إف.بي.آي» ويعيدها إلى العراق

اشتراها جندي من المارينز بحفنة من الدولارات بعد سرقتها من متحف بغداد

TT

أعاد مكتب المباحث الفيدرالي (إف.بي.آي) إلى الحكومة العراقية يوم الأول من أمس أول أثر يضبطه في الولايات المتحدة من مسروقات العراق التاريخية، وهو عبارة عن 8 أختام أكادية تعود إلى أكثر من 5 آلاف عام مضت، طبقا لما قاله ممثل العراق بالأمم المتحدة، سمير الصميدعي، عبر الهاتف مع «الشرق الأوسط» من نيويورك.

وكان جندي من المارينز قد اشترى الأختام في بغداد ببضع مئات من الدولارات في أواخر العام 2003، عندما عرف أهميتها التاريخية لأنه رآها قديمة وجميلة ومصنوعة من الأحجار وعليها رسومات كانت تشير عند استخدامها كختم إلى صاحب ملكية ما، ثم نقلها معه إلى حيث يقيم في ولاية فيلادلفيا، وهناك قام بتسليمها إلى جامعة الولاية لتدرسها وتخضعها لدراسات، فتعرف خبراؤها إلى تاريخ صنعها، أي بين الأعوام 2500 و3500 قبل الميلاد، لذلك خشي الجندي من العواقب فقام بعد ذلك وسلمها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث درسها خبراؤه الناشطون في وحدة خاصة ضمن «إف.بي.آي» ترصد المسروق من الآثار في العالم، فأجروا اتصالات ببعثة العراق في الأمم المتحدة للتنسيق معها في أمر تسليمها بعد التأكد أنها من مسروقات متحف بغداد. يقول سفير العراق لدى الأمم المتحدة إن هذه الأختام هي أول ما يعثر عليه مكتب المباحث الأميركي من مسروقات العراق التاريخية، لكن البعثة سبق واستعادت قبل شهر 3 أختام مشابهة، تم ضبطها من قبل عناصر الجمارك في المطارات الأميركية في العامين الماضيين، «وهناك 600 قطعة أثرية تم ضبطها في الولايات المتحدة، مسروقة من العراق، وجميعها ستتم إعادتها قريبا إن شاء الله لتأخذ موقعها الطبيعي في متحف بغداد» على حد تعبيره.

وذكر الصميدعي أن البعثة العراقية لدى الأمم المتحدة تسلمت الأختام الثمانية في احتفال جرى في جامعة فيلادلفيا يوم الأول من أمس «وقد شعرنا بسرور كبير لهذا التعاون بيننا وبين الأجهزة الأميركية الناشطة معنا في تقصي الآثار المسروقة من العراق، وكان عربون سرورنا هو قرار اتخذناه بإعارة الأختام الثمانية إلى جامعة فيلادلفيا لمدة 3 أشهر ليشاهدها أكبر عدد من الزوار، ومن بعدها ستعود إلى العراق». وتعهد الصميدعي بمتابعة كل قطعة أثرية مسروقة من العراق «حتى آخر نفس» كما قال.