بغداد تعلن اعتقال سبعاوي إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق لصدام حسين وتقارير غير مؤكدة تتحدث عن إرشاد سورية الأميركيين إليه في بيروت

السلطات العراقية اتهمته في بيان بـ«المساهمة بشكل فاعل» في التخطيط لهجمات

TT

أعلنت مصادر رسمية عراقية أمس القبض على سبعاوي إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في العراق، وهو من المسؤولين الواردة أسماؤهم على لائحة المطلوبين لدى الأميركيين والمتهم بـ «تمويل» المسلحين المناوئين. وفيما لم توضح بغداد متى واين وكيف اعتقل سبعاوي الحسن، ذكرت تقارير غير مؤكدة في واشنطن ان سورية أرشدت الأميركيين اليه في بيروت. وأفادت الحكومة العراقية برئاسة اياد علاوي في بيان لها، بأن قوات الأمن في العراق «ألقت القبض على المجرم سبعاوي إبراهيم الحسن التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام حسين وأحد قادة الأجهزة الأمنية القمعية للنظام المقبور والذي قام بقتل وتعذيب أبناء الشعب العراقي».

ونقل البيان عن ثائر حسن النقيب الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي قوله، ان اعتقال سبعاوي يأتي من تصميم الحكومة العراقية على مطاردة واعتقال جميع المجرمين الذين ارتكبوا مجازر والملطخة أيديهم بدماء الشعب العراقي ومن ثم تقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل». وأشار البيان الى ان سبعاوي التكريتي «ساهم بشكل فاعل في التخطيط والإشراف والتنفيذ للكثير من الأعمال الإرهابية داخل العراق». وكان رئيس الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية العراقية حسين علي كامل قال في وقت سابق أمس ان «سبعاوي إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق لصدام حسين مقبوض عليه في العراق» من دون ان يعطي المزيد من التفاصيل عن تاريخ ومكان اعتقاله.

وشغل سبعاوي الذي يحتل المرتبة 36 على لائحة المطلوبين الخمسة والخمسين منصب مستشار الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، كما سبق وشغل منصب مدير جهاز المخابرات.

ولصدام حسين ثلاثة أخوة غير أشقاء سبق وقبض على اثنين منهم وهما وطبان إبراهيم الحسن وبرزان إبراهيم الحسن. كما ان اسمه يرد ضمن قائمة أخرى بـ29 مطلوبا بتهمة تمويل الهجمات على القوات الأميركية والعراقية. إلى ذلك، ذكرت مجلة «نيوزويك» الأميركية في موقعها على شبكة الإنترنت أن سورية أرشدت عن مكان وجود أحد أقرباء صدام حسين الداعمين للتمرد في العراق مما أدى إلى اعتقاله في بيروت. ولم تذكر المجلة اسم المعتقل ولكن يعتقد ان سبعاوي الحسن هو المقصود ولو ان موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي العراقي، رفض في رد على سؤال لفضائية «العربية» تأكيد أو نفي أن تكون سورية قد سلمت سبعاوي الى السلطات العراقية. وقالت المجلة إن البيت الأبيض أحال كل الاستفسارات عن اعتقال المسؤول العراقي السابق إلى البنتاغون، لكن متحدثا باسم القوات الأميركية في العراق قال إنه لا يوجد لديه أي معلومات حول الشخص المعتقل أو مكان اعتقاله.

وقالت مجلة «نيوزويك» إن السلطات السورية بإبلاغها عن قريب صدام تحاول تهدئة الغضب الدولي والأميركي على وجه الخصوص عليها بسبب المزاعم القائلة بتورطها في دعم المتمردين في العراق، واغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وأضافت المجلة أن السوريين يأملون من ان هذه الخطوة ستجعل إدارة بوش تنظر بعين الرضا إليهم. وكانت سورية قدمت مساعدات في الماضي للاستخبارات الأميركية قادت للقبض على عناصر في تنظيم «القاعدة» الإرهابي.

وقالت «نيوزويك» إن المعتقل كان من ضمن ثمانية أشخاص على قائمة ناقشها النائب السابق لوزير الخارجية ريتشارد أرميتاج مع الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين سوريين آخرين خلال زيارته إلى دمشق الشهر المنصرم. وتابعت القول إنه في ذلك الاجتماع طلب أرميتاج من الرئيس الأسد أن يتخلى عن أسلوب الاغتيال السياسي للتخلص من المعارضين في لبنان في إشارة إلى محاولة اغتيال وزير لبناني مقرب من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

كما طلب أرميتاج المساعدة في القضاء على التمرد في العراق، فما كان من الأسد إلا أن طلب في المقابل مستوى أعلى من المشاركة بين واشنطن ودمشق، وعلى الفور ضرب أرميتاج بقبضته على الطاولة قائلا للأسد: «لك ذلك»، لكنه استدرك إن الولايات المتحدة لن تدعم الجهود السورية الساعية للبقاء في لبنان.

وفي سياق الخبر ذاته أشارت «نيوزويك» إلى أنه على الرغم من عدم إمكانية العثور على أدلة مادية تؤكد تورط سورية في اغتيال الحريري إلا أن الخبراء يؤكدون أن طريقة اغتياله كانت شبيهة بأعمال سابقة نفذتها المخابرات السورية. وأكدت المجلة أن الحريري بعد عودته من زيارته الأخيرة لدمشق أبلغ أصدقاءه أن السوريين كانوا عصبيين جدا بسبب تحركه لإخراج قواتهم من لبنان.

ولكن السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى في نفيه للتورط السوري أبلغ «نيوزويك» أن سماح الأسد باغتيال الحريري يعتبر انتحارا سياسيا من المستحيل أن تقدم عليه سورية. وأعرب مصطفى عن ذهوله مما ورد في خطاب الرئيس بوش عن حال الاتحاد بأن سورية تؤوي الإرهاب. وقال إن سورية قدمت بادرات عن نوايا طيبة للولايات المتحدة ولم تكن تتوقع أي شيء سوى العلاقات الجيدة.

وبعد القبض على سبعاوي، يبقى 10 مسؤولين مطلوبين على هذه اللائحة طليقين. وابرز هؤلاء نائب الرئيس العراقي السابق عزة إبراهيم الدوري الذي يحمل الرقم ستة على اللائحة ويشتبه في توليه تنسيق الهجمات التي تتعرض لها القوات الاميركية. والمطلوبون الباقون هم:

الرقم 7 ـ هاني عبد اللطيف الطلفاح التكريتي، مسؤول القوات الأمنية الخاصة.

الرقم 14 ـ سيف الدين فليح حسن طه الراوي، رئيس أركان الحرس الجمهوري.

الرقم 15 ـ رافع عبد اللطيف الطلفاح التكريتي، مدير الأمن العام.

الرقم 16 ـ طاهر جليل حبوش التكريتي، جهاز الاستخبارات.

الرقم 21 ـ ركان رزوقي الغفار سليمان المجيد، مسؤول مكتب العشائر.

الرقم 40 ـ عبد الباقي عبد الكريم عبد الله السعدون، المسؤول العسكري لحزب البعث في محافظة ديالى.

الرقم 44 ـ يحيى عبد الله العبيدي، مسؤول البعث في البصرة.

الرقم 45 ـ نايف شنداخ ثامر، مسؤول البعث سابقا في محافظة صلاح الدين.

الرقم 49 ـ رشيد طعان كاظم، مسؤول البعث في محافظة الانبار.