بهية الحريري لـ«الشرق الأوسط»: نريد معرفة من أصدر القرار بقتل رفيق الحريري.. وهذا الطلب لم يعد ملكنا وحدنا

أكدت أنها لا تتهم أحدا واصفة العلاقة مع سورية بالاستراتيجية

TT

أكدت النائبة بهية الحريري شقيقة الرئيس الراحل رفيق الحريري لـ«الشرق الأوسط» ان «القضية الرئيسية الآن هي معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، ومعرفة من أصدر القرار بقتله، والعمل في الوقت نفسه للحؤول دون حصول اي فوضى في الداخل، والمحافظة على الوحدة الوطنية والعيش المشترك والتعددية التي طالما سعى وجاهد من اجلها الرئيس الراحل ودفع حياته ثمناً لها». وقالت النائبة الحريري: «اننا لا نتهم احداً ولكن فليقولوا لنا من اغتال الرئيس الحريري. وهذا الطلب لم يعد ملكنا وحدنا بل حق الملايين الذين شاركوا في تشييعه وتظاهروا ويتظاهرون من اجل جلاء الحقيقة».

وشددت النائبة الحريري على «الالتزام باتفاق الطائف الذي أرسى دعائمه الرئيس الحريري»، معتبرة ان هذا الاتفاق هو «السقف الذي يجب على الجميع عدم تجاوزه مع التعاطي باحترام مع قرارات الشرعية الدولية».

وعن رأيها في ما ينشر من أحاديث وأقوال منسوبة الى الرئيس الحريري، بعضها يحمل انتقادات عنيفة لهذه الجهة او تلك لم تكن معهودة في توجهات الرئيس الراحل ونهجه، قالت النائبة بهية الحريري: «ان الأجواء والنفوس مشحونة بلا شك، ونحن نتابع هذه المسائل ولن نعلق عليها» . وأضافت: «مصابنا من الضخامة بمكان، فلا احد يعوض لنا خسارة الرئيس الحريري.. هذا الهرم. وعزاؤنا في هذا الالتفاف الشعبي الواسع والانصهار الوطني الشامل اللذين تجسدا في مماته كما أراد ان يكونا في حياته».

ورداً على سؤال عن نظرتها الى العلاقة مع سورية، قالت النائبة الحريري ان شقيقها الرئيس «تربى على العروبة والقومية العربية. وهو صاحب مشروع عربي وحدوي كبير كما هو صاحب مشروع لبنان الموحد. من هنا فان لبنان متجذر في عروبته ويتطلع دائماً الى اقامة افضل العلاقات وانقاها مع اشقائه الدول العربية خصوصاً مع سورية التي تعتبر علاقاتنا معها استراتيجية. وهذا ما كان يؤكد عليه دائماً الرئيس الحريري، وكلماته الاخيرة قبل دقائق من توجهه الى قدره خير شاهد على ذلك».

من جهة اخرى في حديث آخر الى اذاعة «صوت لبنان» تمنت النائبة الحريري «ألا ينشغل البعض في الحديث عمن يرث الرئيس الحريري سياسياً، ومن يحمل الراية من بعده»، مشيرة الى ان العائلة «في حالة حزن ما بعدها حزن. وليست في وارد الدخول في هذا البحث الآن».

وأكدت ان عائلة الرئيس الحريري «موجودة بثقة الناس وبحبهم لها من خلال وفائهم وتقديرهم للرئيس الراحل». وانتقدت تقصير الدولة في محاسبة المسؤولين، متسائلة «هل يعقل ان تحتاج اقالة مسؤول أمني الى مشاورات؟ كفى استخفافاً بعقول الناس».

وكانت النائبة الحريري استقبلت في دارة العائلة في صيدا بجنوب لبنان امس، شخصيات ووفوداً معزية باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وتناولت في احاديثها مع الوفود جلسة مجلس النواب المقرر عقدها اليوم لمناقشة قضية اغتيال الرئيس الحريري وموقفها منها فقالت: «سننظر ماذا سيجري في جلسة غد (اليوم)، وسنحكي كلاماً مسؤولاً لأننا لا نستطيع ان نتخلى عن مدرسة رفيق الحريري ومبادئه. ونحن لا نطلب سوى مراعاة حق الرأي العام. فالقضية التي استشهد من اجلها تقضي منا مسؤولية محاولة تلافي اي نوع من اثارة الفتن. نحن لدينا رأي عام شعر كل واحد فيه انه فجع برفيق الحريري وخسره، وهذا الرأي العام يريد اجوبة، ولا يجوز الاستهتار بارادة الناس. هناك اسئلة يجب ان تتم الاجابة عنها بدءاً من السلطة نفسها واجراءاتها. فنحن بدأنا نشعر بجدية التحقيق في الجريمة منذ وصول المحققين الدوليين، لكن قبل ذلك لم نسمع سوى خطابات واتهامات واستهتار بعقول الناس».

واضافت: «الناس اكثر وعياً ولن تنجر الى الفتنة او تقع فيها. علينا ان نتوازن مع المسؤولية التي حملنا اياها استشهاد رفيق الحريري، حتى لا يذهب دمه وتضحيته هدراً، وحتى لا يضيع المشروع الذي اغتيل من اجله. وهو مشروع لبنان الواحد الموحد. وان شاء الله نستطيع ان نكشف هذه الجريمة النكراء حتى نستطيع ان نحمي الوطن كله، لان الصمت على الجريمة بحد ذاته جريمة».

وشددت النائبة بهية الحريري على ان شقيقها الرئيس الراحل «كان جسراً للحوار في الداخل والخارج، وكان رمزاً للحوار والاسلام المعتدل والقومية العربية وللعلاقات الدولية». واستطردت قائلة: «هذا الجسر انهار، وحقه مطلوب من كل لبنان وعربي مسلم، بأن لا ينهار مشروع رفيق الحريري لبناء البلد ووحدته وان لا يذهب دمه هدراً. وعملنا ينطلق من وحدة العائلة الى وحدة البلد الى معرفة القاتل والغريم والذي اتخذ القرار باغتيال رفيق الحريري وليس لدينا شيء آخر».

وتابعت: «رفيق الحريري كان مشروع وحدة واعتدال واستقرار لهذا البلد، وكان دائماً يقول: كرامة البلد اكبر من كرامتي. كان فخوراً وهو يشهد انجازه امام عينيه، وبالتأكيد هو الآن يرى من مكان عال الانجاز الذي يحلم به يتحقق وهو وحدة الوطن.

رفيق الحريري قصّر عمر الحرب الاهلية واسس للسلم الاهلي وبنى الاعتدال وشجع الوحدة الوطنية عبر آلاف الطلاب الذين سلحهم بالعلم، وكان يهدف من ذلك الى ابعادهم عن جحيم هذه الحرب. فعلينا ان نحفظ ونسير على هدى مبادئه بالوحدة والعيش المشترك والحوار والانفتاح».

ونوهت النائبة الحريري برعاية واحتضان المملكة العربية السعودية لعائلة الرئيس الحريري شاكرة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ولولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولجميع الإخوة والأشقاء في المملكة مشاركتهم العائلة مصابها الأليم.