إتربول تنظم أول مؤتمر حول الإرهاب البيولوجي يحضره مندوبون من 120 بلداً

رئيس المنظمة: ليست هناك اتصالات بين عالمي الشرطة والطب إلا في الدول الغنية

TT

باريس ـ أ.ف.ب: يتوقع ان يطغى موضوع الارهاب البيولوجي ومخاطره وكيفية مواجهته التي ينبغي ان تحشد مؤسسات الشرطة في العالم اجمع طاقاتها لمواجهته، على المؤتمر الدولي الذي تعقده المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (انتربول) يومي غد وبعد غد في مقرها في ليون (جنوب شرق فرنسا). وللمرة الاولى، سينكب حوالي 400 مندوب من نحو 120 بلدا على «مناقشة مخاطر الاعتداءات الارهابية البيولوجية والبحث في دراسات لبعض الحالات والتفكير في سبل الوقاية وكذلك تحضير وتدريب طواقم الاجهزة المكلفة تطبيق القانون»، حسب ما اكدت الانتربول.

وازاء التهديد الذي تميل دول عديدة بسبب نقص الوسائل او المعلومات الى تجاهله او التقليل من شأنه، فان دور الانتربول يكمن في مساعدة هذه الدول على ادراك حقيقة الخطر الكامن والعمل على اقامة خطوط اتصال بين اجهزة الشرطة والاوساط الطبية، وفق ما اوضح الامين العام للمنظمة الاميركي رونالد نوبل. وقال نوبل في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية: «بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) والتحقيقات حول تنظيم القاعدة اصبحنا نعلم بان الارهابيين درسوا امكانية استخدام مواد نووية لصنع اسلحة، وكذلك استخدام عناصر بيولوجية ومواد كيميائية» و«علينا الآن ان نترك العنان لمخيلتنا ونستعد لاي طارئ». واستطرد قائلاً: «منذ الهجمات بعصية الجمرة الخبيثة» (الانثراكس) في الولايات المتحدة عام 2001 «نعلم ان اي كمية صغيرة من عنصر بيولوجي يمكن ان تكون لها انعكاسات شاملة خارقة تتجاوز حدود المنطقة المستهدفة»، ولذلك «تعتبر الانتربول ان عليها الاضطلاع بدور مركزي».

واكد نوبل ان الارهاب البيولوجي تهديد حقيقي يمكن ان يكون اثره مدمرا. وردا على سؤال حول الدور الذي يمكن ان تلعبه الانتربول في مكافحة هذا الخطر، قال نوبل «ان هدفي الاول هو اقناع مسؤولي اجهزة الشرطة في العالم بان تهديد الارهاب البيولوجي ليس امرا يمكن ان يسمحوا لانفسهم بتجاهله». واضاف: «نعلم ان الارهابيين سعوا لاقتناء اسلحة نووية وقاموا بتجارب على الاسلحة الكيميائية وايضا على عناصر بيولوجية. سنحاول جمع الخبراء من اجل التحدث عن مختلف العناصر البيولوجية والمخاطر التي تمثلها، جمع شرطيين وعناصر من مهن صحية اخرى وخلق روابط في ما بينهم».

وعما اذا كانت اجهزة الشرطة في العالم مستعدة لمواجهة عمل ارهابي بيولوجي، قال: «لا توجد اتصالات حقيقية بين العالم الطبي وعالم الشرطة الا في الدول الغنية، ربما في الدول العشر الاكثر ثراء في الكرة الارضية. وهذا امر يمكن فهمه اذ ان قوات الامن في العالم تميل الى التركيز على اولويات ملموسة بدلا من التهديدات غير الواضحة المعالم مثل الارهاب البيولوجي».

وقد استعانت الانتربول بالقطاع الخاص لتمويل المؤتمر المرتقب عقده في الاول والثاني من مارس (آذار) وكذلك لتمويل وحدة انشئت حديثا خصيصا لمكافحة الارهاب البيولوجي. علما بان هذه المنظمة تحظى بميزانية عمل سنوية تقدر بـ 37 مليون يورو تسهم فيها خصوصا الدول الاعضاء الـ 182. واوضح نوبل: «لقد مولنا هذا المؤتمر بفضل هبة خاصة (من مؤسسة سلون الاميركية) لاننا كنا نعلم ان الدول المؤسسة لانتربول لا تود تمويله مباشرة لان موضوعه غير واضح المعالم في الوقت الحاضر».وتلقت المنظمة اعانة بقيمة مليون دولار تقريبا من مؤسسة الفرد ب. سلون الاميركية (مقرها في نيويورك) التي اسسها الرئيس السابق لشركة جنرال موترز.وبعد القاء وزير الداخلية الفرنسي دومينيك دو فيلبان ونوبل كلمتي الافتتاح، سيشارك المندوبون على مدى يومين في مناقشات وطاولات مستديرة ومؤتمرات حول مواضيع شتى تحمل عناوين مثل «تحديد المشكلة: المخاطر البيولوجية والتهديدات الارهابية» و«منع الوصول غير المشروع او غير المأذون له الى المختبرات البيولوجية» و«الاستخبارات وقوات الامن والمنظمات الطبية والصحية تعمل معا».والهدف الذي تصبو اليه الانتربول التي تنظم اهم مؤتمر في تاريخها من حيث العدد المتوقع للمشاركين هو تزويد اجهزة الشرطة ليس بالمعلومات فقط بل ايضا بنقاط الاتصال مع العالم الطبي والمراجع والمحادثين المحتملين، بغية التصدي لتهديد معقد ومختلف جدا عن التهديدات التي اعتادت المنظمة على مواجهتها في ادائها اليومي.وسيتبع «المؤتمر العالمي الاول للانتربول حول الارهاب البيولوجي» بورشات تدريب لعناصر الشرطة، سينظم اولها في جنوب افريقيا قبل نهاية العام 2005، والثاني في تشيلي في 2006 ثم الثالث في الصين خلال العام نفسه.