الأمير سعود الفيصل: أتوقع مشاركة المرأة في التصويت بالانتخابات المقبلة

قال في مقابلة تنشرها«الشرق الأوسط» إن هناك مسؤولية على دمشق لشرح كيفية حدوث مقتل الحريري

TT

قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل انه يؤيد منح دور أكبر للمرأة في المجتمع السعودي، لكنه شدد على ضرورة ان تحدث الامور تدريجياً. واعلن في مقابلة تنشرها «الشرق الأوسط» انه سيجرى تعيين نساء في وزارة الخارجية السعودية هذا العام، وذلك للمرة الاولى في تاريخ المملكة. كما اعرب عن اعتقاده بان تشارك المرأة في الدورة المقبلة من الانتخابات المحلية. وتحدث ايضا عن قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، اضافة الى ملفات العراق والقضية الفلسطينية وايران.

* هل تقبلون بدور اكبر للمرأة في المجتمع السعودي؟

ـ اوافق تماما، في الحقيقة اود المساهمة في ذلك، يجب ان تحدث الامور تدريجياً، وانني فخور لان وزارة الخارجية تقوم بدورها في منح المرأة الدور الذي يجب ان تلعبه. للمرة الاولى، سيجرى تعيين نساء في وزارة الخارجية هذا العام.

* هل ستكون المرأة قادرة على التصويت في الدورة المقبلة من الانتخابات البلدية المقررة خلال الاشهر المقبلة؟

ـ حتى مفوض الانتخابات قال انه سيقترح السماح للنساء بالتصويت، لذا اعتقد انهن سيصوتن في الانتخابات المقبلة، وهو امر جيد بالنسبة للانتخابات لاعتقادي ان المرأة اكثر ادراكا من الرجل.

* كيف يؤثر مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري على المنطقة؟

ـ في العالم العربي، يشعر الناس بالقرف والتعب من مثل هذه المآسي، انهم يعبرون عن غضبهم. اعتقد ان السوريين واللبنانيين سيكونون اكثر حكمة لو استكملوا تحقيقاتهم. سمعت انهم ابلغوا الامين العام لجامعة الدول العربية انهم سيقبلون محققا من الامم المتحدة. سيكون ذلك خطوة اولى جيدة، وربما لا يكون ذلك كافيا لان الجميع يتوقع رد فعل سريعاً وبحثا شفافاً عن المذنب.

* الا يبدو ان السوريين هم الذين قتلوا الحريري؟

ـ إن رئيسا للوزراء قتل والقوات السورية منتشرة في لبنان، وهناك مسؤولية ليس فقط على الحكومة اللبنانية بل ايضا على الحكومة السورية المطالبة بأن تشرح كيف حصلت الحادثة، والناس يشعرون بالغضب وليسوا مستعدين الا لقبول الحقيقة.

* هل يريد الشعب اللبناني خروج القوات السورية من بلاده؟

ـ قال السوريون انهم يريدون الخروج من لبنان طبقا لاتفاق الطائف (الذي وقع عام 1989). اذا كان الامر كذلك، فان هذا ما تريده المعارضة اللبنانية.

* ما الذي تريده منهم ان يفعلوه؟

ـ الخروج طبقا لاتفاقية الطائف.

* ماذا تعني عملية اغتيال الحريري بالنسبة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد؟ هل يجب ان يذهب؟

ـ سورية دولة مستقلة، والامر يرجع للسوريين في كيفية التعامل مع حكومتهم. اعرف ان العديد من الاشخاص في منطقة الشرق الاوسط يشعر بالقرف من اغتيال مسؤوليهم، واللبنانيون يخشون من عودة الحرب الاهلية.

* بخصوص الملف العراقي، كيف تنظرون لنتائج الانتخابات، وكيف ستؤثر حكومة عراقية خاضعة لسيطرة الشيعة على المنطقة؟

ـ لا اعتقد وجود اية اسباب لتفضيل اغلبية طائفة معينة ما دام الدستور يضمن وحدة اراضي العراق. ان الديمقراطية ليست من حق الاغلبية وحدها، فهي ايضا حماية لحقوق الاقليات.

* هل من المرجح ان يصل الامر الى حرب اهلية؟

ـ الناس قالوا من قبل ان الانتخابات لن تتم وقد حصلت، وهم يعتقدون بعدم امكانية التوصل الى اجماع قومي، وربما يثبت خطأهم.

* ماذا تريد ان ترى من الاميركيين في العراق: المغادرة ام وضع جدول زمني للمغادرة؟

ـ اود ان ارى العراق موحدا وشعبه متحدا، مهما كانت المساعدات التي يحتاجونها، سواء من الولايات المتحدة او من أية جهة اخرى، فإن الامر يرجع للعراقيين، يقولون انهم في حاجة الى بقاء القوات الاميركية حتى يحققوا الاستقرار في بلادهم وعقد الانتخابات وتأسيس حكومة ثابتة.

* هل تعتقد ان الولايات المتحدة يمكنها هزيمة تنظيم «القاعدة» والتمرد العراقي؟

ـ لا ادري، القاعدة تحاول ان تبذل كل ما في وسعها لمواجهة الهجمات التي تتعرض لها وتعرقل أية تحركات نحو السلام في الشرق الاوسط، سواء في العراق او في فلسطين، وهم يستخدمون المعاناة القائمة لزيادة التجنيد وتوسيع دعهم.

* اذن يستخدمون القضية الفلسطينية؟

ـ يستخدمون كل معاناة وظلم وازدواجية معايير لمصلحتهم.

* كيف ترون الحالة الفلسطينية الاسرائيلية؟ وكيف هي اتصالاتكم مع الرئيس الفلسطيني ابو مازن؟

ـ لدينا اتصالات دائمة مع ابو مازن، وكان وزير خارجيته في السعودية أخيرا وقبل ذلك كان ابو مازن في السعودية، ونتابع الاتصالات التي تجرى بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ونشعر بالأمل. اذا انسحب الاسرائيليون من غزة والمستوطنات الاربع، وضمنوا حماية الفلسطينيين من الاغتيالات وبناء قواتهم الأمنية، فسيمكن للفلسطينيين القيام بما هم ملتزمون به في مجال الأمن.

* يتحدث القطريون والعمانيون عن إقامة علاقات تجارية رسمية مع اسرائيل، هل ستفكر السعودية في ذلك؟ ـ لم نفكر في ذلك، تقدمنا بمقترح لسلام شامل في الشرق الاوسط وهذا هو الشرط.

* ما هو الشرط الذي ستقيم السعودية بموجبه نوعاً من العلاقات مع اسرائيل؟ ـ اذا كان هناك سلام شامل ووقعت كل دولة عربية على اتفاق السلام الذي تقدم به ولي العهد الامير عبد الله وقبله مؤتمر بيروت عام 2002. ينص هذا المقترح على السلام الكامل لقاء الانسحاب الى حدود عام 1967. نشعر بالارتياح لرؤية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وهو يحث على مواصلة عملية السلام والعودة الى خريطة الطريق، ونعتقد ان ضم خريطة الطريق الى المقترح العربي يشكل خطة جيدة.

* منحت الولايات المتحدة اموالا الى السلطة الفلسطينية، هل ستتخذ السعودية نفس الخطوة؟ ـ نحن المساهم الأكبر وسنظل كذلك.

* كيف تقيمون العلاقات الاميركية ـ السعودية، وما رأيكم في تأكيد الرئيس جورج بوش على الحاجة للإصلاح؟

ـ العلاقات تسير بصورة جيدة، وقد اشار الرئيس بوش ايضا الى ان الاصلاحات لا بد ان تأتي من داخل دول المنطقة وان تلبي متطلبات الشعوب. لقد عبر عن رغبته في ان يحدث ذلك على وجه السرعة في منطقة الشرق الاوسط وأعربنا عن رغبتنا في ان تحل المسألة الفلسطينية على وجه السرعة، اتمنى ان تتحقق الرغبتان.

* لكن هناك بعض الصعوبات في العلاقات الاميركية ـ السعودية عقب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، أليس ذلك صحيحا؟

ـ المجلات والصحف ومحطات التلفزيون وصفت العلاقات بين الجانبين كأنها علاقات عداء، وهذا غير صحيح. علاقتنا مع الحكومة الاميركية على ما يرام واصبحت حيوية في الآونة الاخيرة، مقارنة بالدفء الذي ميز علاقتنا قبل 11 سبتمبر، نحن الآن في الطريق تدريجياً نحو العودة الى مستوى الارتياح والدفء الذي ميز العلاقات في السابق، والحكومة الاميركية تعرف ما فعلناه ازاء الارهاب وتدرك اننا نعمل للاصلاح. صحيح ان ما يحدث في هذا الجانب يتوافق مع قدرتنا وجدولنا الزمني، ولا شك مطلقا في ان الحكومة تتعامل بصورة جادة مع الاصلاحات وتعمل على اساس ان تحدث الاصلاحات من دون ان يكون لها اثر سلبي على النسيج الاجتماعي للبلاد.

* دار الكثير من الحديث حول العلاقات بين العناصر المتطرفة والارهاب في السعودية، كيف تنظرون الى ذلك؟

ـ السعودية دولة متدينة والايمان فيها قوي، ولدينا نصيبنا ايضا من المتطرفين، إلا ان هؤلاء أقلية. الخطأ الذي حدث في الصحف هو ان هناك إرباكاً متعمداً من جانب من يدعون انهم خبراء ويزعمون ان المتطرفين هم مجتمع المملكة العربية السعودية، وتزعم هذه الصحف ان كل المتدينين الذين يعبرون عن آراء متطرفة يمثلون السعودية، وهم في واقع الامر لا يمثلونها.

* انت لا تعتقد إذن بان السعودية رعت ومولت الارهابيين الذين وجهوا في الاخير ضربة للمملكة في مايو (ايار) 2003؟ ـ سنكون معتوهين لو فعلنا ذلك.

* لكن ألم يبدأ كل ذلك عندما ساندت السعودية والولايات المتحدة المقاتلين الافغان ضد السوفيات؟

ـ هؤلاء الناس توجهوا الى افغانستان لكننا لم نحثهم وحدنا على الذهاب الى افغانستان، فالولايات المتحدة ايضا حثتهم على الذهاب الى افغانستان، والخطأ الذي ارتكبناه هو اننا لم نهتم بهم عندما عادوا من افغانستان.

* هل تعتقد ان الحكومة السعودية كسبت المعركة ضد الارهاب في المملكة؟ ـ اعتقد اننا نحقق انتصارا في معركة تأمين سلامة شعبنا، إلا ان المعركة ليست في السعودية وحدها. ما حدث اشبه بالفيروس الذي انتشر، وما لم نواجهه عالميا سيواصل تهديده لنا.

* هل تشاركون الرئيس بوش في مخاوفه تجاه امتلاك ايران اسلحة نووية؟ ـ دائما ما تذكر ايران، لكن لا احد يذكر اسرائيل التي تملك اصلاً سلاحا نوويا، ونتمنى ان يتحرك المجتمع الدولي لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية.

* هل تنظرون الى الاسلحة النووية الايرانية كمقابل في مواجهة الاسلحة الاسرائيلية؟ ـ لا يمكن ان تطلب من الآخرين ان يحترموا حقوق الإنسان وتسمح في نفس الوقت بما يحدث في فلسطين، على نفس المنوال لا يمكن ان تمنع ايران من انتاج اسلحة نووية وتتجاهل ما يحدث في اسرائيل.

* ماذا سيكون موقف السعودية لو امتلكت ايران سلاحا نوويا؟ ـ ستكون السعودية ضد ذلك، وحذرنا ايران من خطورة هذا الطريق.

* في حال اصبحت ايران قوة نووية، هل ستنتج السعودية سلاحها النووي؟

ـ لا، لن نفعل ذلك، لا نعتقد ان السلاح النووي سيوفر لأية دولة الأمن حتى تسعى لامتلاكه.