نائب الرئيس السوداني يلتقي أوباسانغو لدفع عملية التسوية السياسية لقضية دارفور

الخرطوم تسعى لجولة جديدة من المفاوضات مع المسلحين

TT

يتوجه علي عثمان محمد طه، النائب الاول للرئيس السوداني، اليوم الى العاصمة النيجيرية ابوجا لإجراء مباحثات مع الرئيس النيجيري اولسيجو اوباسانغو لدفع عملية التسوية السياسية لقضية دارفور عبر جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة والمسلحين في الاقليم المضطرب، فضلا عن جهود تنفيذ اتفاق السلام بين الحكومة والحركة الشعبية.

وتعتبر زيارة طه الى ابوجا التي يتولى رئيسها ملف المفاوضات هي الاولى من نوعها، منذ ان أسند الرئيس البشير لنائبه الاول طه ملف دارفور في الاسبوع الثاني من يناير (كانون الثاني) الماضي. وتترافق زيارة طه مع مباحثات حثيثة يقوم بها موفد من الاتحاد الافريقي مع المسؤولين في الخرطوم بغرض تحديد موعد الجولة الجديدة وملامح أجندة المفاوضات.

وقال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، وزير الخارجية السوداني، في تصريحات صحافية امس، ان طه يشرح للرئيس النيجيري تطورات عملية السلام في ضوء اتفاقية التاسع من يناير بنيروبي، والخطوات التي تمت حتى الآن لتنفيذ الاتفاقية، واستعدادات الحكومة لذلك. كما ستتناول مباحثات طه واوباسانغو تطورات الأوضاع في دارفور، خاصة وأن الزيارة هي الأولى لطه إلى ابوجا بعد تكليفه بملف دارفور وبعد التوقيع على اتفاقية السلام في نيروبي في التاسع من يناير الماضي. وقال ان الزيارة تأتي في إطار جولات التعبئة لإحداث الزخم المطلوب بالنسبة لتنفيذ اتفاقية السلام وتبادل الآراء حول الوضع في دارفور، وقال اسماعيل ان موعد الجولة لم يحدد بعد، وعبر عن أمله في ان يتم ذلك في القريب العاجل.

وحول انعقاد قمة افريقية خماسية بالقاهرة حول دارفور، كشف اسماعيل عن اتصال هاتفي جرى بينه ووزير الخارجية المصري في هذا الصدد، ولكنه استدرك «انه من السابق لأوانه الجزم بأن القمة ستنعقد في الموعد الذي تم تحديده من قبل، ومن المرجح أن يتم تحديد المواعيد الجديدة للقمة في وقت لاحق يتناسب مع ظروف الرؤساء الذين سيشاركون في هذه القمة»، وقال: «ان القمة بالنسبة لنا تعتبر مؤجلة إلى ان يتم تحديد موعد آخر».

وذكر وزير الخارجية السودانى ان طه عقب عودته من نيجيريا سيقوم بزيارة على رأس وفد كبير إلى بروكسل للمشاركة في مؤتمر الفيدارلية الخميس المقبل ومخاطبة مؤتمر الاستثمار الذي تنظمه سفارات السودان بالدول الاوروبية بالتنسيق مع اتحاد اصحاب العمل ومشاركة عدد من رجال الأعمال الأوروبيين.

ومن جهة اخرى، ودعت الخرطوم امس السفير محمد عاصم ابراهيم، السفير المصري بالخرطوم، الذي انتهت مدة عمله بالعاصمة السودانية ورشحته القاهرة سفيرا لها في تل ابيب. وسلم ابراهيم بدوره وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل امس اوراق ترشيح مصر سفيرها الجديد للخرطوم من دون ان يفصح عن اسمه.

ووصف وزير الخارجية السوداني السفير ابراهيم، بأنه من أكفأ السفراء المصريين في الخرطوم، وقال انه جاء الى السودان وتولى مهمته في وقت كانت فيه العلاقات بين الخرطوم والقاهرة متوترة، والآن يغادر الخرطوم والعلاقات في احسن حالاتها. وتمنى اسماعيل للسفير ابراهيم التوفيق في موقعه الجديد في تل ابيب.

إلى ذلك، نفى الدكتور ابراهيم احمد عمر، الامين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، في تصريحات صحافية امس بشدة حدوث أي تأثيرات على الموقف المعلن للسودان تجاه العلاقات مع اسرائيل نتيجة اتفاق السلام الموقع مع الحركة الشعبية بنيفاشا. وقال في رده على اسئلة الصحافيين بالمركز العام للحزب، ان الموقف من اسرائيل معروف وليس فيه جديد ولن يتأثر بأي اتفاق يوقع. واضاف ان وصول قرنق الى القصر الجمهوري نائبا للرئيس في اطار الاتفاق لن يؤثر على هذا الموقف المعلن، باعتبار انه سيكون ملتزما بالسياسات القومية المتفق عليها.