اختفاء ابنة سياسي مغربي أصولي يثير بلبلة في المغرب

النائب الرميد ينفي اختطاف ابنته.. ويعتبر سفرها إلى مراكش حالة نفسية عابرة

TT

عادت ابنة سياسي أصولي مغربي الى منزل والديها في الدار البيضاء بعد ان تردد بانها «اختطفت» من طرف أحد الأجهزة الأمنية. وشغلت هذه القضية الأوساط السياسية والإعلامية في المغرب خلال اليومين الماضيين، خصوصا بعد ان راجت أنباء داخل وخارج المغرب مؤداها ان عملية الاختطاف، التي تبين ان لا أساس لها، تمت لأسباب ودوافع سياسية. ونسبت وكالة الأنباء المغربية الى مصطفى الرميد، وهو عضو قيادي في حزب العدالة والتنمية الأصولي المعارض نفيه أن تكون ابنته وتدعى هاجر قد تعرضت للاختطاف، موضحا أن الأمر كان يتعلق بهروبها من البيت. وقال الرميد «بعد التحريات التي قامت بها الأجهزة المختصة وأنا شخصيا تأكد لي انه لم تكن هناك عملية اختطاف وان ابنتي سافرت وحدها الى مدينة مراكش بسبب حالة نفسية عابرة». وأضاف ان ابنته «رجعت بحمد الله الى البيت من دون ان يمسها أي أذى»، ولم يوضح الرميد الأسباب الكامنة وراء مبادرة ابنته على الهرب.

وكانت صحيفة «إلموندو» الإسبانية قد أوردت نبأ «اختطاف» ابنة الرميد متسائلة عن الجهة التي تقف وراء العملية. وعبر الرميد في بيان أصدره الليلة قبل الماضية عن شكره لكل من ساندوه في «هذه المحنة» وكذا «كل من قاموا بواجبهم في مساعدته ليصل إلى الحقيقة». ودحض الرميد ما كتبته صحيفة «إلموندو» الاسبانية حول تعرض ابنته لعملية اختطاف وعن احتمال وقوف أحد الاجهزة الأمنية المغربية وراء هذه العملية.

وقال الرميد في اتصال مع «الشرق الاوسط»، إن الامر لا يتعلق باختطاف بقدر ما هو نتاج حالة نفسية تعرضت لها «هاجر» دفعتها الى القيام بما قامت به بتخطيط مع بعض صديقاتها. مشيرا الى ان بيانا سيصدر لاحقا حول هذا الموضوع. وكان مصدر قضائي نفى بدوره «ما اشيع من أخبار تداولتها بعض الصحف حول اختطاف ابنة الرميد»، وقال الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، إن الأمر «لا يتعلق بعملية اختطاف وإن المعنية بالأمر قررت مغادرة بيت والديها من تلقاء نفسها».

وأوضح بيان اصدره الوكيل العام أن «الأبحاث المكثفة والفورية التي قامت بها الشرطة القضائية وبعد الاستماع إلى صديقات المعنية بالأمر اللائي كن يرافقنها لحظة اختفائها اسفرت إلى أن ابنة الرميد قررت مغادرة بيت والديها من تلقاء نفسها بعد أن راودتها هذه الفكرة منذ أسبوع».

وأشار البيان إلى أن الفتاة غادرت الثانوية التي تدرس بها في الدار البيضاء في تاريخ غيابها عن البيت في العاشرة صباحا واستقلت القطار المتوجه إلى مدينة مراكش (وسط المغرب) ساعة بعد ذلك حيث أشعرت والدها بعد وصولها الى هناك أنها تعرضت لعملية اختطاف.

يشار الى أن الرميد ترأس لمرتين المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، وعلى الرغم من انتخابه من طرف نواب الحزب للاستمرار في موقعه، فإن أوساط حكومية مارست ضغوطات على قيادة الحزب لإبعاده من موقعه كرئيس للمجموعة البرلمانية. ويعد الرميد من القياديين المتشددين داخل العدالة والتنمية. ويعتقد ان التكهنات باختطاف ابنته ارتكزت على هذه الخلفية. ويمثل الرميد مدينة الدار البيضاء في مجلس النواب.