أكاديميون وإعلاميون عرب يحذرون من تفاقم قضية اللاجئين في الشرق الأوسط

TT

حذر أكاديميون وإعلاميون عرب من تفاقم مشكلة اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط في ضوء حالة عدم الاستقرار وغياب استراتيجية موحدة للتعامل مع تلك القضية.

ونبه هؤلاء خلال ورشة عمل أقامها «منتدى التنمية والثقافة والحوار» في القاهرة إلى ضرورة الاهتمام بقضية اللاجئين خاصة اللاجئين الفلسطينيين والسودانيين والصوماليين والعراقيين والتركيز على الجوانب الإنسانية في أية تغطية إعلامية لأحوالهم ومشاكلهم وتذليل كافة العقبات التي تحول دون تفاعلهم مع المجتمع الذي يعيشون فيه ومواجهة التمييز الذي يمارس ضدهم. ويهتم هذا المنتدى الذي مقره بيروت، بقضايا التنمية والإعلام والثقافة في العالم العربي. واعتبر المشاركون في الورشة، التي اختتمت أعمالها أمس، من الأكاديميين وخبراء الإعلام من مصر والاردن وفلسطين ولبنان ومنظمات معنية بشؤون اللاجئين في العالم، أن بطء التطور السياسي في المنطقة العربية يؤثر سلبا على الاهتمام الإعلامي بقضايا اللاجئين، حيث يعطي الإعلاميون اهتماما أكبر للقضايا المرتبطة بالنضال السياسي من أجل الديمقراطية والإلحاح على ضرورة تحقيق التنمية على حساب الاهتمام بقضايا اللاجئين، وشددوا على أهمية تطوير وتنمية القدرات المهنية ومواصلة عملية التدريب المستمر للإعلاميين العرب لإبراز معاناة اللاجئين وزيادة قدرتهم على التخاطب والتفاعل مع اللاجئين.

وقال الدكتور أيمن زهري الأستاذ بالجامعة الأميركية في القاهرة إن الحروب التي شهدها عدد من البلاد العربية أنهكتها قتلا وجوعا وتهجيرا، وأشار إلى أن جغرافية الهجرة القسرية في العالم العربي تنقسم إلى ثلاثة أنواع، وقال إن النوع الأول هو دول عربية مصدرة للاجئين كالصومال والعراق وفلسطين، والنوع الثاني هو دول عربية مصدرة ومستقبلة للاجئين وتضم دولة واحدة السودان. أما النوع الثالث، وفق تصنيف الدكتور زهري، فهو دول عربية مستقبلة للاجئين وتشمل مصر والاردن وسورية ولبنان واليمن. وأوضح ان تعامل الحكومات والشعوب العربية مع مشكلات اللاجئين والهجرة القسرية يمثل اختبارا دقيقا للقيم والمبادئ التي ينادون بها مثل العدالة والمساواة وحقوق الإنسان. وأوضحت الباحثة الفلسطينية هبة عساف التي تعيش في مدينة جنين الفلسطينية أن الشعب الفلسطينى يواجه اليوم خطة إسرائيلية تستهدف إبادته وتهجيره، حيث تجرى عمليات الاعدام خارج نطاق القضاء وترتكب جرائم ضد الانسانية ويستمر الاستيطان والحصار والتجويع وهدم المنازل وتقطيع أوصال المدن والقرى الفلسطينية. وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض منذ احتلال أرضه بالقوة عام 1948 للتهجير القسري، وذكرت بأن إسرائيل ضربت عرض الحائط كافة القرارات الدولية المتعلقة باللاجئين ومنها القرار رقم 194 الداعي إلى إعادة اللاجئين إلى ديارهم وتعويضهم. وأشارت إلى أن الدعم السياسي والإعلامي الضعيف لحقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة واستعادة الممتلكات وتلقي التعويضات أثار الكثير من الجدل حول إيجاد الطرق التي يمكن من خلالها استغلال القوانين الدولية المتوفرة لتطبيق تلك الحقوق. وأضافت أن ما حدث في مجزرة مخيم جنين في شهر أبريل (نيسان) 2002 أثبت ضعف القرارات الدولية والمؤسسات المهتمة بقضايا اللاجئين. وعرض طارق عبد الغفار الصحافي بوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، في إحدى جلسات الورشة، نتائج دراسة قام بها حول صورة اللاجئين العرب في الصحافة الأميركية حيث توصل إلى أن اللاجئين الفلسطينيين والسودانيين والصوماليين يتعرضون لتمييز واضح داخل الولايات المتحدة إضافة إلى ارتباط قضية الاهتمام الأميركى بقضايا اللاجئين العرب بالبعد السياسي. وتشير إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن أعداد اللاجئين وطالبي اللجوء في العالم تتزايد، حيث تبلغ نسبتهم في القارة الاسيوية 2. 36 في المائة من إجمالى عدد الاجئين في العالم تليها أفريقيا 1. 25 في المائة وأوروبا 24.87 في المائة وأميركا اللاتينية والكاريبي 7.7 في المائة وأميركا الشمالية 7. 5 في المائة وأستراليا 4. 0 في المائة. ويبلغ عدد اللاجئين في العالم حوالى سبعة عشر مليونا وأربعة وثمانين ألفا ومائة شخص.