تضارب تصريحات مسؤولي «الجهاد» حول عملية تل أبيب رغم بيان جناحها العسكري

وزير فلسطيني ينفي اتهام «حزب الله» بالوقوف وراء الهجوم

TT

تواصل تضارب التصريحات الصادرة عن مسؤولي حركة الجهاد الاسلامي حول المسؤولية عن عملية تل ابيب التي وقعت في ساعة متأخرة من ليل الجمعة الماضي، واسفرت عن مقتل 4 اسرائيليين، مما يشير الى بوادر خلاف او حتى انشقاق في مواقف الحركة بشأن التهدئة القائمة مع اسرائيل منذ اواسط يناير (كانون الثاني) الماضي. في غضون ذلك نفى وزير فلسطيني ان يكون أي من المسؤولين الفلسطينيين، قد اتهم «حزب الله» بالوقوف وراء العملية. فبينما اصر قياديون في الحركة على نفي أي علاقة بالعملية التي نفذها عبد الله سعيد بدران، 21 عاماً، من بلدة دير الغصون شمال مدنية طولكرم، على ابواب ملهي ليلي، اعلنت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد مسؤوليته علن العملية في بيان رسمي، ودعم هذا البيان، خالد البطش احد قادة الجهاد في قطاع غزة. وجرى توزيع شريط فيديو يعلن تبني سرايا القدس ويؤكد مسؤولية الحركة عن العملية.

وقال الشيخ نافذ عزام احد قادة الحركة في عزة: ان خروج شخص ما يضع شعارات حركة الجهاد خلفه، ويعلن انه يتحدث باسم جهازها العسكري، لا يعني مطلقا ان الحركة بالفعل مسؤولة عنها. واشار عزام مجددا الى ان قيادات الحركة في الداخل والخارج نفت مسؤوليتها عن العملية. ونفى زياد نخالة (أبو طارق) نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ما نسب اليه بشأن عملية تل ابيب. وقال «إنني أؤكد أن لا صحة لما تناقلته بعض وكالات الأنباء ووسائل الإعلام من تصريحات منسوبة لي بشأن عملية تل أبيب». واكد مجددا «إنني لم أتحدث مطلقاً للإعلام ولم أدلِ بأية تصريحات بهذا الخصوص، وأن ليس لدينا أية معلومات حول هذه العملية أكثر مما نشر في وسائل الإعلام».

غير ان البطش اكد تبني سرايا القدس لعملية تل أبيب، مشيرا إلى أنها جاءت رداً على خروقات قوات الاحتلال للتهدئة التي كان من المفترض أن تنتهي في 22 فبراير (شباط) الجاري على حد قوله. وقال البطش الليلة قبل الماضية، إن سرايا القدس ستقوم بتنفيذ عمليات فدائية مشابهة لعملية تل أبيب في حال استمرت الخروقات الصهيونية للتهدئة التي قال إن حركته ما تزال ملتزمة بها. وكانت سرايا القدس، قد اعلنت في بيان نشر في موقع الجهاد الإسلامي «أن الاستشهادي تمكن من تفجير نفسه عند مدخل ملهى ليلي «سيتيج» على ساحل مدينة تل أبيب مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من خمسين (إسرائيليا)». وقالت «إن هذه العملية تأتي في سياق احتفاظ المقاومة بحقها في الرد على الخروقات والجرائم التي يرتكبها العدو (الإسرائيلي) بحق شعبنا الأعزل صباح مساء، وفاقت منذ إعلان التهدئة أكثر من 365 خرقاً صهيونياً، من بينها سقوط أكثر من خمسة عشر شهيداً وإصابة واعتقال العشرات من أبناء شعبنا وغيرها من الاعتداءات». لكن سرايا القدس عادت واكدت التزامها مجدداً بالتهدئة الفلسطينية. الى ذلك قال وزير شؤون الاسرى في السلطة الفلسطينية سفيان ابو زايدة انه لا يمكن لسلطة اتخاذ أي عمل ضد أي تنظيم بشأن أي عملية في حال اعلن التنظيم عدم مسؤوليته عنها. وردا على سؤال حول طبيعة الاجراءات التي ستتخذها السلطة ضد الجهاد الاسلامي، قال ابو زايدة انه في الوقت الذي يعلن فيه قادة الحركة في الداخل والخارج نفيهم للعملية لا يمكن لاحد ان يقول انهم هم المسؤولون عنها. وانتقد ابو زايدة بشدة قيام اسرائيل بتحميل مسؤولية العملية للسلطة ورئيسها محمود عباس (ابو مازن). واشار الى ان منفذ العملية انطلق من منطقة طولكرم التي تقع تحت السيطرة الأمنية الاسرائيلية بشكل كامل. وحذر من ان الحكومة الاسرائيلية تلجأ الى تحميل السلطة المسؤولية عن العملية لإعفاء نفسها من الوفاء بالاستحقاقات التي قطعتها على نفسها في قمة شرم الشيخ. الى ذلك نفت السلطة الفلسطينية ان تكون قد اتهمت تنظيم «حزب الله» اللبناني بالوقوف خلف عملية تل ابيب. وقال غسان الخطيب وزير التخطيط الفلسطيني ان اياً من المسؤولين الفلسطينيين لم يتهم أي جهة على الاطلاق، وبالتالي ليس هناك جهة متهمة من قبل السلطة الفلسطينية. واضاف «لا يوجد اتهام رسمي فلسطيني لأية جهة; فالرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء ووزير الداخلية وجميع المعنيين بهذه المسألة استنكروا هذه العملية، مشيرين إلى الضرر الذي يترتب عليها والتوقيت السيئ لها. وأشاروا إلى أنّ المستفيدين منها هم الجهات الإسرائيلية اليمينية التي تسعى الى تقويض الجهود». وأكّد الخطيب أنّ أيّا من تصريحات المسؤولين الفلسطينيين لم تُشر إلى اتهام أية جهة على الاطلاق، وبالتالي ليس لدى السلطة الفلسطينية أي اتهام لجهة مُحددة. لكن وبغض النظر عن الجهة التي قامت بهذه العملية، فهي لم تخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية».