البابا يطل من نافذته.. ولن يتخلى عن مهماته

طبيب في روما يرجح بقاءه في المستشفى أسابيع

TT

روما ـ رويترز: أطل البابا يوحنا بولس الثاني لفترة قصيرة من نافذة غرفته في مستشفى جيميلي أمس وبارك جموعا غفيرة احتشدت أمام المستشفى.

ولوح البابا الذي بدا عليه الارهاق الشديد وواجه صعوبة في الحركة مرتين من نافذة الغرفة الواقعة في الطابق العاشر قبل أن يدفع مساعدوه كرسيه المتحرك بعيدا عن النافذة. ويتعافى البابا البالغ من العمر 84 عاما من اثار جراحة أجريت له الخميس الماضي بهدف التخفيف من مشاكل في التنفس كان يعاني منها.

الى ذلك, قال الخبير القانوني في الفاتيكان الكاردينال الاسباني جوليان هيرانز أمس ان البابا لن يتخلى عن مهماته على رأس الكنيسة الكاثوليكية لان الكنيسة ليست شركة «كوكا كولا او جنرال موتورز» حيث يقدم المسؤولون استقالاتهم عندما تتدهور صحتهم.

وقال هيرانز في حديث لصحيفة «لا ستامبا» ان خيار يوحنا بولس الثاني المضي في تحمل مسؤولياته «امر يصعب على الرأي العام فهمه لأنه (الرأي العام) يعتقد بأن الكنيسة هي شركة متعددة الجنسيات مثل كوكا كولا او جنرال موتورز. وبالتالي فان الناس يتساءلون: لماذا لا يستقيل كما يفعل المسؤولون في هذه الحال؟».

ويرأس الكاردينال هيرانز المجلس الحبري لتفسير النصوص التشريعية ويعتبر خبيرا في القانون الكنسي. وقال ان «الناس يجهلون ان هناك نوعين من الرسالة داخل الكنيسة: الرسالة الكنسية والرسالة الالهية».

واضاف ان «الرسالة الكنسية هي العمل القانوني الذي يتم من خلاله اسناد مهمة او تشكيل حكومة. ومهمة الاساقفة هي مهمة كنسية نموذجية. فالاسقف يتولى ادارة ابرشية لان البابا يوكل اليه ذلك».

واشار الى ان البابا يوحنا بولس الثاني لا ينوي بتاتا التخلي عن المهمة «الموكلة اليه من الله» طالما هو على قيد الحياة.

ويعاني البابا من وضع صحي صعب بسبب مرض باركنسون ودخوله المستشفى مرتين متتاليتين في فبراير (شباط) وخضوعه لعملية جراحية في القصبة الهوائية لتجاوز صعوبات التنفس الخميس الماضي. واعتبر المتخصص في طب الاذن والانف والحنجرة في جامعة روما جانكارلو سانفروني في حديث لصحيفة «كورييري دي لاسييرا» نشر أمس ان فترة بقاء البابا في مستشفى جيميلي في روما ستكون طويلة وسيحتاج الى اسابيع قبل ان يتمكن من الكلام مجددا.

وقال «في جيميلي يمكنه ان يعتمد على فريق طبي يساعده بعناية الى حين اخراج الانبوب» الذي زرع في حنجرته، مضيفا ان «مدة استشفائه لن تكون قصيرة».

واعاد تدهور صحة البابا اطلاق التكهنات حول احتمال عدوله عن مهماته. واعلن البابا في مناسبات عدة انه سيبقى على رأس الكنيسة حتى نهاية حياته.

واشار سانفروني الى ان «مرض باركنسون يترافق مع تعقيدات في القلب والاعصاب والعضلات ما يتطلب فترة طويلة للشفاء. ومن الصعب جدا ان يتمكن الاب الاقدس من التنفس وحده (من دون مساعدة الانبوب) قبل اسابيع طويلة».

وقال المتخصص «اعتقد بانه يمكن ازالة الانبوب بعد اسابيع عدة، او شهر. وفي شكل عام، يبدأ المرضى بالكلام بعد يوم او يومين من ذلك، لكن قد يحتاج ربما الى وقت اكثر». واستقر وضع البابا الصحي منذ الجراحة. ويتواصل يوحنا بولس الثاني مع المحيطين به عبر لوح صغير يكتب عليه بحبر يمكن محوه.

ويرى البروفسور ماركو رانييري، مدير قسم الانعاش في مستشفى مولينيتي في تورينو، ان البابا قد يضطر الى الاحتفاظ بالانبوب في حنجرته في شكل دائم. وقال لصحيفة «لا ستامبا»، «اذا وصل مرض باركنسون الى مستوى قد يؤثر على قدرات الجهاز التنفسي، يمكن للانبوب ان يبقى في مكانه بشكل مستمر».