أفغانيون يتهمون الولايات المتحدة برش مبيدات كيماوية على أراضيهم

TT

يقول الراعي الأفغاني عبد الله، إنه كان يراقب أغنامه ذات مساء مطلع الشهر الجاري عندما شاهد طائرة تمر على علو منخفض ثلاث مرات في المنطقة. وجد عبد الله عينيه متورمتين، عندما استيقظ صباحا، أما اغنامه فكانت تموت أمام عينيه واحدا بعد الاخرى. لاحظ المزارعون هنا وجود مسحوق ابيض على المحاصيل، لكنهم قطعوا الحشائش لأغنامهم والسبانخ لغذائهم اليومي. خلال ساعات بدأت تنتاب الحيوانات موجات من الارتعاش والتشنج القاتل، وبدأ سكان القرية يشكون من ارتفاع حرارة الجسم والطفح الجلدي والإسهال. كان الاطفال أكثر تأثرا بهذه الأعراض. بعد اسبوع فقط ماتت المحاصيل ـ القمح والخضراوات ونبته الافيون ـ وعدد من حيوانات القرية. تركت هذه الحادثة، التي حصلت مطلع الشهر الجاري، غضبا واستياء واسعين وسط رعاة الخراف والأغنام في هذه المنطقة الجبلية النائية بمحافظة هلماند الافغانية. ويعتقد هؤلاء بأن جهة ما رشت سرا اراضيهم بالكيماويات ضمن جهود القضاء على محصول الخشخاش في افغانستان. حاثة كاناي لا تعتبر الاولى التي يشكو بسببها القرويون والمسؤولون الافغان على حد سواء من عمليات رش للمحاصيل تجرى ليلا. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي شكا قرويون في منطقة نملا بمحافظة نانغارهار من رش حقولهم بالكيماويات بواسطة طائرة حلقت مرات عدة خلال الليل. وفي وقت لاحق جمع مسؤولون افغان وأجانب، اجروا تحقيقا في هذا الشأن، عينات لحصى صغير الحجم رمادي اللون، قالوا انه دليل على حدوث عمليات رش للمحاصيل. وأرسلت سفارتان غربيتان عينات للفحص في الخارج، لكنهما لم تتلقيا نتائج بعد. وكان الرئيس الافغاني حميد كرزاي دان رسميا عمليات رش المحاصيل. وعلى الرغم من انه لم تتضح بعد الجهة المسؤولة، فإن اعضاء الطاقم العامل مع الرئيس كرزاي ابدوا شكوكا ازاء الولايات المتحدة او بريطانيا، اللتين تقودان الجهود للقضاء على زراعة نبتة الخشخاش في افغانستان.

وكان تقريرا اميركيا صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قد اورد ان ما يزيد على 300000 فدان زرعت بالخشخاش في افغانستان، واعربت الولايات المتحدة عن قلقها ازاء تحول افغانستان دولة منتجة للمخدرات. وأعرب مسؤولون اميركيون عن خوفهم من ان تكون تجارة المخدرات قد تغلغلت في كل ركن من اركان الاقتصاد الافغاني، وأنها تستخدم في تمويل نشاط المتمردين. جدير بالذكر ان دبلوماسيين ومسؤولين اجانب على صلة بالبرامج الزراعية، ومكافحة المخدرات قالوا ان نقاشا جرى العام الماضي بين مسؤولين اميركيين ومانحين حول امكانيات القضاء بالرش من الجو على زراعة الخشخاش، التي زادت بنسبة 64 في المائة الاسبوع الماضي.