النص الحرفي لكلمة استقالة كرامي أمام البرلمان

TT

بيروت ـ أ.ف.ب: في ما يلي النص الحرفي لإعلان رئيس الحكومة اللبناني عمر كرامي، مساء الاثنين، استقالة حكومته أمام مجلس النواب، بعد هجوم واسع من المعارضة في المجلس تزامن مع تظاهرات حاشدة قرب مقر البرلمان:

«أمام ما سمعته في الجلسة الصباحية، وجدت نفسي في حال ذهول وتساؤل حول الاتجاه الذي تؤخذ البلاد اليه. اكتشفت كم كنت أتعامل بحسن نية مع ما اسمعه من مواقف واتهامات، وصلت الى حد التجني، لكني بقيت أعتقد أن جريمة اغتيال الشهيد الكبير (الحريري)، أكبر من أن يفكر أحد باستغلالها لمآرب صغيرة، لأن الجميع يريد أن يعرف الحقيقة.

في ذروة التصعيد الاعلامي والسياسي ضد الحكومة وضدي شخصيا، بقيت أقول إن السعي الجاد الدؤوب لكشف المجرمين، سيعيد الأمور إلى نصابها وأن اجراء تحقيق ذي صدقية، يرضي في أسوأ الأحوال أهل القضية وينصف الحكومة.

بقيت أمام خيارين: إما الأولوية لاستثمار الحدث الكبير في حسابات صغيرة فئوية أو الأولوية لتحقيق صادق جدي يكشف القتلة. لذا بقيت جهودنا منصبة على التحقيق، وأدرنا ظهرنا عن حسن ظن لنوايا الآخرين.

الفقيد الكبير (الحريري)، كان رمز طائفة شكلت ولا تزال ركنا لهوية لبنان العربية، واغتياله جرح عميق في وجدانها، كما في وجدان سائر اللبنانيين. أنا مؤتمن على الموقع الأول للركن القومي، الذي تمثله هذه الطائفة (السنية) في تركيبة الدولة. ولأني لم أكن يوما متمسكا بمنصب، ونحن من عائلة تاريخها تقديم التضحيات والشهداء، تحملت كل الظلم والأذى، لأن الأولوية لي كانت كشف الجناة القتلة، لكنني لم استطع أن أبقى على اعتقادي، فأبدو كمن يزايد على أسرة الشهيد، خاصة وأن شقيقته (النائبة بهية الحريري)، دعت الى رحيل الحكومة كأولوية.

ولأني اكتشفت في سياق مناقشات جلسة الصباح، أن القرار الذي نخشاه بالفراغ، ليس مصدر خوف عند أحد، ولأني اكتشفت أن الحوار الذي نطلبه لم يعد مطلبا عند أحد، ولأنني أدرك أن امتناعي عن إلقاء اللوم على المسؤولين بالتقصير، في قيادة الأجهزة العسكرية ومخابراتها، لم يكن بداعي القناعة، وإنما، حرصا مني على وحدة المؤسسة، التي عندما حذرنا من انقسامها، اتهمنا بالسعي الى تقسيمها، ولأني أسال نفسي كيف أدعي حرصي على وضع اقتصادي ومالي أكثر من الهيئات الاقتصادية، التي اشتركت بصورة أو بأخرى بالدعوة الى رحيل الحكومة.

أشكر النواب الذين يمثلون أكثرية المجلس، والذين أكدوا لي اصرارهم على التصويت مع الثقة، ولثقتي بأن لا مشكلة ثقة تواجهها الحكومة، وحرصا على ألا تكون الحكومة عقبة أمام ما يراه الآخرون خير البلاد، أعلن استقالة الحكومة التي لي شرف رئاستها».