الحكومة البريطانية ترعى اليوم «مؤتمر لندن» وسط توقعات فلسطينية كبيرة وتحذيرات إسرائيلية

TT

برعاية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ومشاركة عدد من الدول العربية والاجنبية، يعقد اليوم «مؤتمر لندن لمساعد السلطة الفلسطينية»، وسيحضر المؤتمر الذي يفضل المسؤولون البريطانيون تسميته اجتماعا، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على رأس وفد يضم وزير الخارجية الجديد ناصر القدوة، ووزير المالية سلام فياض، اضافة الى ممثلي الدول الأعضاء في اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والامم المتحدة) في مقدمتهم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، وعدد من وزراء الخارجية العرب.

وسيبحث المؤتمر ما يمكن ان تقدمه الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والدول المانحة، أو تفعله، ليس لمساعدة الفلسطينيين على إنعاش اقتصادهم فحسب، بل أيضا تطبيق الإصلاحات التي تطالب بها اسرائيل والواردة في خريطة الطريق. وسيعمل المؤتمر على مساعدة الفلسطينيين في التحضير لخطة الفصل الإسرائيلية وتفكيك 21 مستوطنة في قطاع غزة و4 مستوطنات نائية في شمال الضفة الغربية.

ويشعر البريطانيون بالتفاؤل بسبب دعم الولايات المتحدة لجهودهم ولنص البيان الختامي الذي سيصدر عن المؤتمر. وقال بلير لصحيفة «الجويش كرونيكل» اليهودية الأسبوعية البريطانية «إن مؤتمر لندن مصمم لضمان حصول الفلسطينيين على دعم المجموعة الدولية للمؤسسات الديمقراطية التي يريدون إقامتها». وأضاف «إن هذا المؤتمر هو خطوة أساسية نحو اقامة دولة فلسطينية ليست قابلة للحياة اقتصاديا وجغرافيا فحسب، بل على مستوى المؤسسات». وأضاف أن ثمة حاجة لتعزيز التقدم الأخير الذي تحقق، وذلك من خلال ضمان قيام دولة فلسطينية ديمقراطية شفافة وتضمن التصدي لما سماه بالإرهاب. ويرى بلير كما ذكرت «الجويش كرونيكل» انه لو تحقق ذلك، فان خطة الفصل الإسرائيلية يمكن أن تخلق الإمكانية للعودة الى «خريطة الطريق» ومن ثم الى مفاوضات قضايا الحل النهائي.

من جانبهم يأمل الفلسطينيون من هذا المؤتمر أو الاجتماع «أن يحدد مسارا سياسيا». وقال ابو مازن في مقابلة مع صحيفة «الاندبندنت»: البريطانية، عشية المؤتمر«أريد من المؤتمر أن يبعث برسالة تأييد ودعم لما أنجزناه حتى الآن في مجال جهود بناء المؤسسات وتنفيذ التزاماتنا بموجب خطة خريطة الطريق للسلام». وأضاف «أمامنا فرصة وانه تصرف غير مسؤول اذا سمحنا (نحن والإسرائيليون والعالم) بضياعها». ويتوقع ابو مازن ان يقود المؤتمر الى مؤتمر سلام دولي شامل وذلك من اجل إعادة إطلاق مفاوضات قضايا الحل النهائي وعملية سلام ذات مصداقية.

وكان ابو مازن والوفد المرافق له قد وصل الى لندن امس قادما من عمان على متن طائرة أردنية. والتقى فور وصوله في الساعة الخامسة من بعد الظهر مع توني بلير في مقره في 10 داوننغ ستريت، كما التقى وزير الخارجية البريطاني جاك سترو.

ويجتمع ابو مازن والوفد المرافق له مع كوندوليزا رايس والأمين العام للأمم المتحدة.

وفي وقت لاحق حضر حفلا أقامه عميد السلك الدبلوماسي العربي في لندن السفير الكويتي خالد الدويسان في فندق دورتشتر، لرؤساء الوفود العربية المشاركة في المؤتمر.

ومن المفترض ان يغادر ابو مازن لندن صباح غد في طريقه الى بروكسل لإجراء محادثات مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي.

وإسرائيليا فانه رغم قرار حكومة أرييل شارون عدم المشاركة في المؤتمر الذي تصر على انه ليس مؤتمر سلام، بل اجتماع لمساعدة السلطة الفلسطينية، إلا أنها بعثت بأحد وزرائها، وهو وزير الاستيعاب، نتان شيرانسكي، وذلك لضمان عدم تحول هذا الاجتماع الى مبادرة للإسراع في عملية تنفيذ خريطة الطريق. ونقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي القول «إن على المجتمعين ان يلتزموا بحاجة الفلسطنيين لتوفير فرص العمل للعاطلين وتحقيق الإصلاحات الاقتصادية».

وحسب مصادر اسرائيلية فان وجود شيرانسكي، يرمي الى شن حملة اعلامية موازية للمؤتمر لتحقيق ما سموه بـ «التوازن مع حملة الفلسطينييين». وسيحاول شيرانسكي كما قال«ابراز موضوع الإرهاب الفلسطيني والعربي كعقبة أساسية أمام التقدم في العملية السلمية».

وسيجري شيرانسكي سلسلة لقاءات صحافية مع ممثلي وسائل الإعلام العالمية المحتشدة لتغطية أخبار مؤتمر لندن، بما فيها الصحافة العربية، كما قال ناطق بلسانه. وسيحاول اقناع سامعيه بأن إسرائيل تريد السلام، لكنها لا تجد من تطمئن اليه بين العرب وان السلطة الفلسطينية لم تقم بعد بما هو مطلوب منها القيام به لمكافحة الإرهاب وان سورية تحاول تدمير العملية السلمية بواسطة التنظيمات الفلسطينية الموجودة على أراضيها وبواسطة «حزب الله».