«التقدم والاشتراكية» المغربي يتشبث بخيار الصحافة الحزبية في أفق عقد مؤتمره الصيف المقبل

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصدر حزبي أن أعضاء اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية المغربي (مشارك في الحكومة)، صادقوا، الليلة قبل الماضية بالرباط، بغالبية الأصوات على تقرير الديوان (المكتب) السياسي، الذي تقدم به أحمد زكي المكلف الاعلام في الحزب.

وحاز التقرير مصادقة 34 عضوا وامتناع 6 أعضاء ضمنهم خالد الناصري، في حين لم يشارك في التصويت نبيل بن عبد الله، وزير الاتصال (الاعلام)، لوجوده خلال التصويت خارج قاعة الاجتماع، وايضا رحال الزكراوي، الذي انسحب قبل عملية التصويت، كما تغيب مصطفى ابراهيم، مدير المقر المركزي للحزب.

وأكد المصدر أن الخيط الرابط الذي يجمع بين الممتنعين والمتغيبين عن التصويت، هو انهم ينتمون الى ما سمي «مجموعة الرباط»، التي تود أن يتخلص الحزب من صحفه وهي «بيان اليوم» الناطقة بالعربية، و«البيان» الناطقة بالفرنسية، لكونهم يلاحظون أنهما أقرب الى النشرة الداخلية منها الى الصحيفة المهنية. ويعتقد هؤلاء، حسب ذات المصدر، أن التطور الديمقراطي الذي يشهده المغرب محتاج الى صحف مستقلة تدافع عن أفكار قوى اليسار الديمقراطي الحداثي، وتتموقع على خط نار المواجهة مع القوى الظلامية، في اشارة الى الحركات الاسلامية، كما انهم يعتبرون أن صحيفتي الحزب لا تأثير لهما على المواطنين لانهما غير مقروءتين، وتحتاجان الى محفزات تدفع الى تطوير العمل الصحافي فيهما.

وبالمقابل، يرى الطرف الثاني، أن استمرار إصدار الصحيفتين، مسألة ضرورية كي تلعبا دور المدافع عن التوجه الفكري والايديولوجي للحزب، وترويج الأخبار المتعلقة بنشاطاته في مختلف الميادين وطنيا ومحليا ودوليا.

وأوضح المصدر أن المدافعين عن الاستمرارية يتوخون كسب رهان تهييئ المؤتمر السابع المزمع عقده الصيف المقبل، وما يتطلبه من تحضير يهم فروع الحزب محليا، وإخبار المؤتمرين ومندوبي المحافظات.

ونسب المصدر، الذي شارك في الاجتماع، الى زكي قوله، إن نقط ضعف صحافة الحزب ترجع الى انعدام الوضوح في الخط التحريري، واحياناً اتخاذ مواقف غير منسجمة مع مواقف الحزب، وضعف الارتباط بأعضائه، ومحدودية التأثير في أوساط القرار، وعدم تمكنه من فتح رأسمال شركة «البيان»، التي أرسى دعائمها القانونية الوزير نبيل بن عبد الله، عندما كان للمؤسسة الصحافية.

من جهته، دعا اسماعيل العلوي، أمين عام الحزب، الاعضاء الى دعم شركة «البيان» التي تصدر الصحيفتين، لوجود ظرف سياسي يفرض مثل هذا النوع من الصحف الحزبية، مشيرا الى بروز ما أسماه «نوعا من الانفصال» القائم بين الخطاب الحزبي والاعلامي وما يريده الشعب المغربي، الذي يسقط ضحية الاستغلال الديماغوجي، وفق ما نقله مصدر عنه، كما طالب بتطوير الصحيفتين لمواجهة خطر التطرف اليساري والاسلامي على حد سواء .

وكان العاملون بالصحيفتين، قد راسلوا الأمين العام للحزب بخصوص توفير شروط عمل مريحة ماديا ومعنويا للنهوض بالاعلام الحزبي مهنيا وسياسيا.